في عملية عسكرية نوعية، استهدفت “أنصار الله” قلب كيان الإحتلال من جديد، بصاروخ باليستي، قطع مسافة 2040 كيلومتر في غضون 11 دقيقة بحسب البيان الرسمي لـ”أنصار الله” دون أن تستطع “الدفاعات” الجوية الإسرائيلية اعتراضه او التصدي له.
العملية تأتي ضمن المرحلة الخامسة، من التصعيد اليمني ضد العدو الاسرائيلي، والتي” بذلت فيها الجهود لتطوير القوة الصاروخية وتجاوزها كافة العوائق”. واستطاعت العملية العسكرية من جديد احداث شرخ في التغطية العربية، بين وسائل إعلام ركزت على اخفاق المنظومة الدفاعية في كيان الإحتلال في اعتراض الصاروخ، وبين أخرى حمّلت “انصار الله” المسؤولية في تدفيع الثمن لباقي اليمنيين.هكذا، انقسمت المشهدية بين وسائل إعلامية تنتمي حتى للخط السياسي نفسه.
سنعرّج على تغطية شبكة “الحدث” السعودية، التي ركزت على جزئية الحرائق والأضرار التي تسبب بها الصاروخ اليمني، ونزول نحو مليوني اسرائيلي الى الملاجىء، الى جانب تشغيل صفارات الإنذار في 50 مدينة واخفاق الدفاعات الجوية في اعتراض الصاروخ الذي سقط بالقرب من مطار “بن غوريون”.
هذه الجزئية حضرت على القناة السعودية متكئة على الإعلام الإسرائيلي تحت عنوان :”الدفاعات الجوية فشلت في اعتراضه..اسرائيل تفتح تحقيقاً في سقوط صاروخ أطلق من اليمن”.
واستكملت الشبكة السعودية التغطية، هذه المرة داخل الأستديو، تحت عنوان: “تفاصيل إطلاق صاروخ حوثي من اليمن أيقظ اسرائيل”.
تغطية ركزت على جزئية وقوعه في منطقة مفتوحة، لكن مع تسببه بهلع نحو مليوني اسرائيلي ووقع اصابات جراء التدافع. الشبكة فندت لأسباب الإخفاق الإسرائيلي في اعتراض الصاروخ على الرغم من ان وقت وصوله الى كيان الإحتلال استغرق 15 دقيقة تقريباً.
بخلاف “الحدث” السعودية، هاجمت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، “أنصار الله”. فتحت عنوان “باليستي حوثي يستهدف تل ابيب ..ونتنياهو يتوعد..مخاوف يمنية من مغبة الرد”. ادعت الصحيفة بأن اليمنيين يتخوفون من تبعات “التصعيد”، معتبرة أن ما قامت به “أنصار الله” يدخل ضمن “الطابع الدعائي الإعلامي” وأن “اثره العسكري يكاد يكون معدوماً”.
ركزت الصحيفة على ما وصفته بتأثير هذه الهجمات على الإقتصاد والبنية التحتية في اليمن كما حدث في “ميناء الحديدة” الذي بحسب الصحيفة “خلّف خسائر هائلة على مقدرات اليمن الإقتصادية”.
هاجمت الصحيفة “أنصار الله” بإدعاءها بأنها تضحي بمقدرات الشعب اليمني “من أجل الحصول على دعاية فجة تحسن صورتها وتظهرها بمظهر المدافع عن غزة”.
وضمن اعتمادها لأساليب الدعاية السوداء في تبخيس الإنجاز العسكري قالت الصحيفة بأن الصاروخ “لم يصب اي أذى اسرائيل” و”لم يستفد منه الفلسطينيون”.
تبخيس الإنجازات العسكرية ضد الإحتلال بات جزءاً لا يتجزء من اللعبة الإعلامية المغرضة المساندة للإحتلال. لكن دعونا نشاهد الجزء الآخر من الصورة.
مع شبكة “الجزيرة” التي حشدت لتغريدات نشرت على وسائل التواصل الإجتماعي من شأنها أن تقرب الصورة أكثر، وأثرها على الإحتلال. ففي مقالة نشرت في 15 الحالي، نقلت “الجزيرة” بأن الصاروخ خلّف اصابات محدودة ولم يوقع قتلى اسرائيليين لكنه قطع مسافة ألفي كيلومتر،” ومرعلى أقل تقدير بمدمرتين أميركيتين وفرقاطة فرنسية تعمل في البحر الأحمر، دون التمكن من رصده، واخترق منظومات الدفاع الإسرائيلية والقبة الحديدية، وأدخل مئات الآلاف إلى الملاجئ والأماكن المُحصنة”.
الى جانب نشر فيديوات تظهر هلع الإسرائيليين في مطار “بن غوريون”، واصابة 9 منهم جراء حالات التدافع فيما بينهم لدى توجههم الى الملاجئ.
المصدر: المنار