حمزة العطار – باحث سياسي
قارب العام الأول من معركة طوفان الأقصى أن يحط الرحال ليبدأ معه عام جديد ربما تكون نهايته قبل البداية .
طيلة العام المنصرم، مرت محطات متعددة ومتنوعة، سجلت نقاط فوز وخسارة لكلي جانبي الحرب، أقصد محور المقاومة من جهة، والمحور الآخر وما حواه من قوى عظمى اقليمية ودولية ساندت الصهاينة في أعمالهم الحربية ولا يزالون .
من باب الحيادية في إعطاء رأي وشرح نتائج واستخلاص نتيجة، فإنه ورغم اليقين الكامل بمحور المقاومة، نهجاً، مصيراً ومساراً، لا بدّ، وللأمانة الكتابية الصادقة، من ذكر بعض نتائج حصّلها الصهاينة ومكتسبات حٌسبت لهم خلال العام الذي شارف على النهاية .
_ لقد قام الصهاينة ببعض عمليات الإغتيال التي طالت مقاومين أفراد وقادة يجب أن تُسجل لهم .
_ عطّل الصهاينة القدرة على التحرك اليسير في أرجاء قطاع غزة بشكل كامل، إضافة الى القدرة على فعل الأمر نفسه في بعض مناطق الضفة، أيضاً بعض تحركات كانت عادية في قرى الجنوب اللبناني .
_ استطاع الصهاينة من خلال اعتداءاتهم المتكررة، دفع بعض الجنوبيين الى النزوح نحو المناطق الأقل خطورة .
_ نقطة أساسة تُسجل للصهاينة من خلال قيامهم بعشرات المجازر التي راح ضحيتها الكثير من النساء والأطفال وهي نقطة تعطيهم حق التربع على عرش الإجرام دونما منازع .
بالمقابل، فإن جبهة المقاومة أثبتت وما زالت، القدرة على إدارة المعركة بحرفنة عالية جعلت زمام المبادرة بيديهم قوة وتحكماً واقتدار .
_ شهدت جبهة المعلومات والاستخبارات لدى محور المقاومة قدرات عالية جداً، أعطتها الاستطاعة على استهداف كثير من نقاط ومرابض وتجهيزات ظن الصهاينة أنها مخفية عن عيون أبناء محور المقاومة .
_ استطاعت جبهة المقاومة إعماء العيون الإسرائيلية بشكل كبير، منعت معه الاستطاعة التي كانت موجودة لدى الصهاينة من رصد أفراد ومباني ومنشآت كانت تحت نظر الصهاينة لفترات ليست بالبعيدة .
_ أدخلت جبهة محور المقاومة سلاح الطيران المسير بشكل كبير مع ما يملكه هذا السلاح من قدرة تجسسية وتدميرية لبعض الأهداف داخل الكيان الصهيوني، اضافة الى قدرة كبيرة على المناورة في وجه الدفاعات الجوية وسلاح الحو الصهيوني .
– عمل جماعي بتنسيق عالي بين جميع أطياف محور المقاومة، مما شكل صدمة القدرة التأثيرية لهذا المحور أضف الى التنسيق المشترك الدائم بين الجميع .
– لم تتوقف انجازات محور المقاومة ومفاجئاتها عند حد معين، بل أضحى المؤكد يقيناً بأن ما خفي كان أعظم .
الخلاصة الواضحة، وبكل تجرد، أنه رغماً من تعرض محور المقاومة الى بعض الخسائر في قادته وأفراده بالإغتيالات، أو ببعض مراكزه وما الى هنالك، فإنه لا بد من قول يشهد التاريخ بديع نتاجه في كل يوم ومع كل عمل نوعي ما توقف ولن يتوقف يوماً، مبشراً بإقتراب الفجر الجديد الذي اقترب رويداً رويداً، معلناً عن بُشرى النصر الكامل والتحرير الذي بات في متناول الأيدي .
بالمقابل، نشهد وسنشهد مزيداً من استقالات لدى ضباط الكيان الصهيوني، أو حوادث سير ووفاة وأحداثاً أخرى في محاولة لطمس نتاج محور يسير نحو النصر الحاسم الذي يرونه بعيداً ونراه قريباً بإذن الله .
المصدر: بريد الموقع