أكد قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، على” أهمية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف”، مشيراً إلى أن” شعبنا اليمني جعل من هذه المناسبة مدرسة واسعة ومعطاءة، ومحطة تربوية وتثقيفية يستفيد منها في الارتقاء الإيماني”.
وأوضح السيد الحوثي إلى أن كلمة هذا الأسبوع تجمع بين مستجدات مواجهة العدو الإسرائيلي وبين تدشين الأنشطة التحضيرية لذكرى المولد النبوي الشريف، مؤكداً أن الكلمة تأتي في إطار العنوان المهم لإحياء المناسبة هذا العام في قوله تعالى “يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم”.
وقال إن” الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاضر دائماً وأبداً في مسارنا التعليمي والتربوي، داعياً إلى إعطاء المزيد من الاهتمام بهذه المناسبة لتحويلها إلى محطة تساعد على تحقيق نقلة على مستوى الوعي والفكر وتعزيز الروحية الجهادية”.
وأشار السيد إلى” أن شعبنا اليمني شهد نقلات بارزة في الوعي والقيم، وذلك في مقابل تراجع بعض الشعوب قيمياً وأخلاقياً وفكرياً”.
وأكد على” الترابط الكبير بين موقف شعبنا الإيماني الجهادي واستجابته لله وتأسيه واقتدائه واتباعه لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم”.
وشدد على أن” شعبنا اليمني له اهتمامه المتميز بذكرى المولد النبوي الشريف في كل عام، وأن هذا الشيء بات معروفا عالمياً”.
وأوضح أن” التحضير لمناسبة المولد يبدأ بكثير من الأنشطة المفيدة ذات المحتوى الفكري والتوعوي والتعبئة الجهادية ويستمر لأسابيع، مشيراً إلى أن الاهتمام المتميز بالمناسبة يعود أساساً إلى ما هو عليه شعبنا من تجسيد لانتمائه الإيماني ومبادئ الإسلام على مدى التاريخ”.
وأكد السيد أن” شعبنا العزيز جعل من مناسبة المولد النبوي الشريف أعظم مناسبة يحتفي بها، حيث يحضر الملايين في فعالية لا مثيل لها في العالم”.
وأوضح أن” هذه المناسبة تُستغل للارتقاء الإيماني وتعزيز الارتباط برسول الله صلى الله عليه وعلى آله، وبالرسالة الإلهية”.
وأشار السيد الحوثي إلى أن” البعض ينتقد إحياء هذه المناسبة كمدرسة عظيمة، في الوقت الذي لا يتخذ فيه مواقف من حفلات الرقص والمجون، مبينا أن الاحتفال ليس مجرد فرح وسرور، بل هو توجه عملي في جميع المجالات”.
ولفت إلى أن”الشعب اليمني قد ارتقى كثيراً في مستوى الوعي والبصيرة مقارنة بكثير من الشعوب”.
كما شدد على أهمية الاقتداء بشخصية الرسول الأعظم، التي تُعتبر مدرسة كاملة، مشيراً إلى أن الأمة بحاجة للعودة إلى هذه الشخصية للاستفادة منها في مسيرة الاهتداء.
وأكد أن” تعزيز ارتباط الأمة برسولها الكريم سيرتقي بها على جميع المستويات، مما يمكنها من استعادة دورها بين الأمم”.
وحذر السيد “من تراجع ارتباط الأمة بالرسول والرسالة الإلهية”، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى تدهور واقعها وأفسح المجال لشر خلق الله.
وأكد السيد أنه يجب إيلاء عنوان “جهاد الكفار والمنافقين” الاهتمام الكبير في كافة فعاليات وأنشطة المولد النبوي الشريف، في ظل الهجمة الأمريكية الإسرائيلية التي تستهدف أمتنا الإسلامية.
وشدد على أن الاهتمام بالحديث عن جهاد رسول الله وكيفية نهوضه بالمؤمنين لأداء هذه الفريضة المقدسة، كفيل بالارتقاء بواقعنا إلى الأمام.
وأشار إلى” معاناة المسلمين في غزة من عدوان هجمي وإبادة جماعية، الأمر الذي حرك الضمير الإنساني في بلدان غير مسلمة”.
وأكد أنه” إلى جانب الضمير الإنساني، هناك مسؤولية أخلاقية ودينية على كل من ينتمي للإسلام ويؤمن بالقرآن والرسالة الإلهية، تجاه هذه المعاناة”.
وناشد السيد” المسلمين في مختلف أنحاء العالم بضرورة الوقوف إلى جانب إخوانهم في فلسطين”، مؤكداً أن” هذا الواجب الديني والأخلاقي لا يقل أهمية عن الضمير الإنساني المتحرك في البلدان الأخرى”.
وأشار السيد إلى أن” بعض الأنظمة باتت مفضوحة في تواطؤها وتعاونها مع العدو الإسرائيلي ووفائها له، وهي حالة مخزية”، لافتا إلى أن” الأمة في أكثر شعوبها وحكوماتها فقدت تماماً الروحية الجهادية، وهذا أمر واضح ومؤسف ومؤلم”.
وحذر السيد من أن” خمود الروح الجهادية وفقدانها يشكل خطراً حقيقياً على الأمة، معتبراً ذلك من الدروس المهمة المستفادة من سيرة الرسول وما قدمه القرآن عن جهاده ودوافعه”.
وأوضح أن” فقدان الروحية الجهادية يحدث فجوة كبيرة في مسيرة الاقتداء برسول الله والانتماء الإسلامي، والنتائج تكون خطيرة”.
وشدد السيد على أن” محتوى الرسالة الإلهية ليس مجرد ممارسة بعض الشعائر الدينية وتأدية الالتزامات الأخلاقية، بل هناك مسؤوليات مقدسة كالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله وإقامة القسط في الأرض”.
وأكد أن” ترك الجهاد في سبيل الله تعالى في ظل هجمة حقيقية كاملة على الأمة من الأعداء، هو حالة خطيرة”.
وأشار إلى أن” القرآن كان يجعل من مواقف المتخلفين عن الجهاد والمثبطين دلالة تفضحهم في الانتماء الإيماني، وكان يصنف البعض منهم بالمنافقين”.
وأوضح أن” أبرز دور للمنافقين هو الارتباط بالكافرين والسعي الدؤوب لإعادة المسلمين عن الجهاد بالتخذيل والإرجاف والتهويل”.
وتساءل السيد:” كيف يتنصل 300 مليون عربي عن مناصرة فلسطين”، مشيراً إلى أن” سكان المدينة المنورة لم يكن لهم عذر في ترك الجهاد وهم 5 آلاف نسمة فقط”.
وأكد أن” العرب يتفرجون على جرائم القتل في فلسطين وانتهاك الأعراض وحرق المصاحف وتدمير المساجد وتجويع الملايين دون موقف”.
وبين السيد أن “فقدان الروحية الجهادية يُعتبر خللاً في الانتماء الإيماني والقيم والأخلاق، وفقداناً للحالة الإيمانية”.
وأشار إلى أنه” يمكن للإنسان أن ينعى حالة الكثير من أبناء الأمة، باعتبارها حالة خطيرة عليهم في دينهم وإيمانهم”.
وأوضح السيد أن” الخسارة في القيم والأخلاق والمبادئ والالتزامات الإيمانية هي خسارة فادحة وخطيرة جداً في علاقة الناس بالله تعالى”.
وأكد أنه” إذا فقدت الأمة الإسلامية الروح الجهادية، فإنها تفقد عزتها وشجاعتها واستقلالها وحريتها”.
وأشار إلى أن “فقدان الروح الجهادية يعني أن الأمة ذلت وهانت وضعفت وانكسرت وجبنت، وهذا يُطمع الأعداء فيها”.
وأكد أن” تنصل أبناء الأمة عن أي موقف في سبيل الله لمناصرة الشعب الفلسطيني هي حالة ذلة وجبن وخوف”.
وأضاف بالقول إن “الحالة المؤسفة في واقع الأمة هي أن اليهود الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة باتوا يستأسدون على أبناء الأمة”.
أكد السيد أنه” إذا تنصلت الأمة الإسلامية عن مسؤولياتها المقدسة والمهمة، فإنها ستخسر التأييد والمعونة والنصر من الله”.
وأشار إلى أنه” بفقدان الروحية الجهادية، لم يعد للأمة حافز للبناء وإعداد القوة، ويصبح الضعف ثقافة سائدة والاستسلام والخنوع سلوكاً عاماً”.
وأوضح السيد الحوثي أن” بعض البلدان والأنظمة تعمل على استرضاء العدو الإسرائيلي وتقديم التنازلات له، ودفع الجزية في مقابل الحصول على حمايته، وذلك من خلال التعاون معه ضد أمتها”.
وأكد أنه “مهما قدمت بعض الأنظمة من خدمات كبيرة للعدو، فإنه عندما يقرر الاستغناء عنهم، لن يقدر لهم ما فعلوه له”.
وانتقد السيد الفضيحة الكبرى للتكفيريين الذين يحولون بوصلة العداء عن فلسطين، مشيرا إلى أن”عنوان الجهاد عند التكفيريين لا يفعّلونه إلا لتدمير الأمة من الداخل، ولإثارة الفتن تحت العناوين المذهبية والطائفية لخدمة العدو الإسرائيلي”.
وتساءل عن أين هو جهاد التكفيريين وأين هو الاستشهاد وأين هم الانتحاريون لينتحروا في وجه الصهاينة اليهود، مؤكداً أن كل شيء تلاشى.
وحذر السيد من خطورة تنصل الأمة عن مسؤولياتها، مؤكداً أنه سيجلب عليها الخسران والضعف والاستسلام.
وأكد أن” مستوى تماسك وثبات المجاهدين في غزة لا تستطيعه جيوش كبيرة من جيوش أنظمة عربية اتجهت اتجاها آخر لو هبت عليها هبة أمريكية أو إسرائيلية واحدة، مشيرا إلى أن واقع العدو الإسرائيلي يشهد عليه بالفشل بالرغم من الجبروت والظلم والعدوان الغاشم والإبادة الجماعية”.
وأوضح السيد أنهُ” لو حظي صمود الشعب الفلسطيني بالدعم والمساندة من أمتهم لكان الموقف متقدما أكثر، مضيفا أن العدو الإسرائيلي بما هو عليه من إجرام وعنجهية وتدمير شامل، يكشف عما هو عليه من جبن وخَوْر وضعف”.
ولفت إلى أن” ما يحدث في فلسطين هو اختبار مهم لأمتنا، ويكشف واقع كل شعوبها وكل أنظمتها وكل نخبها العلمائية والأكاديمية”.
وأكد السيد أن” قواتنا المسلحة تحركت في عمليات عسكرية جريئة، لضرب العدو بكل ما نتمكن ودون أي قلق، أو أي سقف هابط ونسعى لما هو أكبر بمعونة الله”، لافتا إلى أن” العمليات مستمرة وكل أسبوع وله محصلته من القصف الصاروخي والاستهداف للأعداء بالصواريخ الباليستية والمجنحة”.
وقال: “منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة كنا نتلهف لو أمكن شعبنا التحرك بمئات الآلاف للالتحام المباشر في المعركة البرية”، مبينا أن” الجغرافيا الواسعة لأنظمة عربية، والكثير منها يتواطأ مع العدو الإسرائيلي حالت بيننا وبين المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني”.
وأضاف:” كنا نتمنى لو يختبرونا، أو يكرهونا ويهدفون للتخلص منا أن يفتحوا لنا الطريق إلى قطاع غزة لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا”.
وأشار إلى أن” بعض الحكام العرب جعلوا من أنفسهم تروسا يحملها الأمريكي ويتقي بها ما يوجه إلى العدو الإسرائيلي”، مؤكدا أن” اليمن في في عمل مستمر وحقق الله للعمليات في البحار نتائج كبيرة وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط”.
ولفت إلى أن الأعداء يتحدثون فيما يتعلق بمعركة البحر الأحمر بمفردة الهزيمة مع مفردة الفشل لعدم قدرتهم على حماية السفن الصهيونية، مبينا أن شعبنا يسهم جهادا في سبيل الله بعملياته البحرية، وهو مستمر أيضا في تطوير قدراته، وبما يفاجئ الأعداء.
وبين أن” الأعداء سيفاجئون في البر كما تفاجئوا بالبحر بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ، تساعد على التنكيل بهم بجبروت الله وبأسه”.
وأوضح السيد الحوثي أن” الشعب اليمني العزيز يخرج في كل أسبوع على مدى هذه الأشهر، خروجا مليونيا لا مثيل له، ولا سابقة لذلك في أي شعب”.
وقال:” نرى في الساحات 4 أجيال، الجد وابنه وابن ابنه وحفيده أيضا، وحضورهم بدافع إيماني وأخلاقي وقيمي وبألم وحماس”.
وأكد السيد أن” الخروج في الساحات ليس خروجا نادرا ولا محدودا لأهداف سياسية، بل هو جزء من جهاد شعبنا في سبيل الله تعالى”.
وأردف بالقول:” نحن مستمرون والرد قادم، وهناك أيضا مع الرد مسار مستمر بإذن الله تعالى”.
وجدد السيد التأكيد بالقول:” لن نخذل الشعب الفلسطيني أبدا ما دام فينا عرق ينبض وما دام فينا وجود للحياة، لأننا مع حياتنا نحمل الإيمان بالله تعالى”.
وأضاف أن” شعبنا العزيز نال بفضل الله تعالى شرف العزة والخلاص من المواقف المذلة والمهينة، ولذلك هو مستمر في انطلاقته الجهادية”.
وأشار إلى أن” شعبنا حمل راية الجهاد في سبيل الله تعالى، ولذلك نحن مستمرون بكل راحة بال واطمئنان كنعمة عظيمة من الله”.
المصدر: المسيرة