نعى حزب الله إلى صاحب العصر والزمان (ع) وإلى المراجع الدينية والحوزات العلمية الشريفة، العلامة المجتهد سماحة آية الله الشيخ حسن طراد رحمة الله تعالى عليه بعد حياة عامرة بالعلم والتقوى والإيمان.
وقال حزب الله في بيان “لقد درس سماحته على كبار الأساتذة والفقهاء، وواكب مسيرة الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سرّه) بكل أبعادها الفكرية والسياسية والعملية، كما واكب الإمام المغيّب السيد موسى الصدر (أعاده الله بخير) في مختلف المجالات، وكان له دور مهم وبارز على صعيد الإنتاج الفقهي والمعرفي، وصنّف العديد من المؤلّفات القيّمة، وتتلمذ على يديه عدد كبير من أهل الفضل والعلم في النجف الأشرف ولبنان”.
واضاف “وقد أخذ الراحل الكبير منذ البداية موقفًا واضحًا ضد الاحتلال الصهيوني، وأيّد المقاومة الإسلامية في لبنان، وواكبها بالنصح والدعاء والنصرة وكان له موقف مميّز ومؤيّد من العمليات الاستشهادية ومنفذيها”.
وأكد “لقد خسر جبل عامل ولبنان عمومًا والحوزات الدينية خاصةً عالمًا جليلًا وفقيهًا رفيعًا وأستاذًا كبيرًا، نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة وعلو الدرجات ولعائلته ومحبيه الصبر والسلوان”.
عن عمر ناهز ثلاثة وتسعين عاماً، رحل العلامة الشيخ حسن طراد ابن بلدة معركة العاملية في جنوب لبنان.
العلامة الكبير الذي قضى جل حياته في ميادين العلم والارشاد والنشاط العام ، بدأ دراسته الدينية على يد علماء جبل عامل، وشجعه الامام الراحل السيد عبد الحسين شرف الدين على إكمال طريق العلم ، فسافر الى النجف الاشرف عام الف وتسعمئة واربعة وخمسين، وأمضى هناك سبعة وعشرين عاماً درس خلالها على يد علماء ومراجع الحوزة العلمية، وخلال تلك الفترة كانت له علاقات وثيقة تربطه بالإمام روح الله الموسوي الخميني قدس سره والسيد موسى الصدر حيث كانا مقيمين بالنجف أثناء فترة دراسته هناك.
في العام 1981 عاد إلى لبنان ، وتنوعت نشاطاته بين إمامة الجماعة والنشاط الإرشادي والتوجيه والتدريس والعمل الاجتماعي. واستمر بالتدريس الحوزوي لأكثر من سبعة عشر عاماً . وقد تتلمذ على يده مجموعة كبيرة من العلماء.
وكان العلامة الراحل من أوائل العلماء الذين أفتوا بجواز العمليات الاستشهادية ضد الاجتياح الصهيوني للبنان في بداية الثمانينيات. ومما كان يقوله للمجاهدين: “إن جهادكم اليوم على أرض الجنوب لهو امتحان متجدد في تاريخ الصراع بين عز وإباء الحق وبين ذل وهوان الباطل. أبنائي إن كل رصاصة تطلق على صدر العدو هي صلاة تتقربون بها الى الله تعالى”، له عدد من المؤلفات منها، من وحي الإسلام، فلسفة الصيام في الإسلام، فلسفة الحج في الإسلام ، فلسفة الصلاة في الإسلام، دروس تربوية من وحي النهضة الحسينية، سيرة المعصومين الأربعة عشر وهو كتاب ملحق بسيرته الذاتيّة.
ونعى نائبُ رئيسِ المجلسِ الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، العلامةَ الشيخ حسن طراد، مؤكداً ان الحوزاتِ العلميةَ افتقدت برحيلِ هذا العالمِ الفاضلِ والجليل أستاذاً وفقيهاً مشهوداً له بالعطاء والتقوى.
بدوره ذكّرَ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بالمسيرةِ العلميةِ الطويلةِ للعلامة الراحل وبدورِه في تأسيسِ أرضيّاتٍ معرفيةٍ وفكريةٍ وأخلاقيةٍ واجتماعيةٍ كبرى، إضافة الى حضوره الأبرزِ في كلِ حِقباتِ لبنان ومفاصلِ أدوارِها.
هذا ويَجري تقبلُ التعازي بالعلامة الراحل عصرَ اليوم بينَ الرابعةِ والسابعةِ مساءً في روضة الشهيدين على ان تقامَ مراسمُ الدفن الى المثوى الاخير في بلدة معركة الجنوبية يوم غد الاثنين.
المصدر: المنار