قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن التي عقدت حول اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية في طهران من قبل الكيان الصهيوني “ان مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية كحليف استراتيجي وداعم رئيسي للكيان الإسرائيلي في المنطقة لا ينبغي تجاهلها في هذه الجريمة المروعة. ولم يكن من الممكن أن يحدث هذا العمل دون إذن ودعم استخباراتي من الولايات المتحدة”.
جاء ذلك في كلمة القاها أمير سعيد إيرواني، السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة، في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول موضوع “الوضع في الشرق الأوسط”.
وأكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أنّ الجمهورية الإسلامية تحتفظ بالحق غير القابل للتصرف في الدفاع عن النفس وفقاً لأحكام القانون الدولي من أجل الرد بشكل حاسم على الجريمة الإسرائيلية التي استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية خلال تواجده في طهران.
مندوب إيران لدى الأمم المتحدة وفي جلسة طارئة لمجلس الأمن بناء على طلب إيران وتأييد الجزائر وروسيا والصين، بشأن العدوان الإسرائيلي على طهران، شدد على أنّ هذه الجريمة المروعة والتي استهدفت هنية “لم تكن من الممكن أن تحدث دون الحصول على إذن ودعم استخباراتي من الولايات المتحدة”.
وتابع أنّه لا يمكن التغاضي عن مسؤولية الولايات المتحدة باعتبارها الحليف الاستراتيجي والداعم الرئيسي لـ”إسرائيل” عن جريمة الاغتيال. وأكد المندوب الإيراني أنّ هذه الجريمة تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فضلاً عن كونها تشكل انتهاكاً خطيراً لسيادة إيران وأمنها القومي.
ورأى أنّ هذا العمل الإرهابي هو مجرد مظهر آخر من مظاهر نمط الإرهاب الإسرائيلي المستمر منذ عقود، والذي يستهدف الفلسطينيين وغيرهم من المؤيدين للقضية الفلسطينية والمتعاطفين معها. وأضاف أنّ هذه الجريمة ليست معزولة بل هي جزء من نمط أوسع من الأعمال والسياسات العدوانية التي تنتهجها “إسرائيل” ضد دول أخرى في المنطقة.
وإذ شدد المندوب الإيراني على أنّ العدوان الإسرائيلي على إيران واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت يشيران إلى نية تصعيد الصراع وتوسيع الحرب في المنطقة بأكملها، طالب باتخاذ إجراءات فورية وفعّالة من جانب مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته.
ودعا مجلس الأمن إلى مطالبة الكيان الاسرائيلي بالوقف الفوري لجميع أعماله العدوانية ضد الأراضي الفلسطينية ودول أخرى في المنطقة.
واضاف: لا يمكن للمجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن يظل غير مبالٍ بهذه الجرائم المروعة، ويجب عليه اتخاذ إجراءات حاسمة للتصدي لهذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.
واوضح انه بالإضافة إلى الأهداف الإرهابية، كان للكيان الإسرائيلي أيضًا هدف سياسي من هذا العمل، وهو تعطيل اليوم الأول للحكومة الجديدة في جمهورية إيران الإسلامية، التي تتمثل أولويتها في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة وتعزيز التعاون والتفاعل البناء مع المجتمع الدولي.
العدوان على غزة
واشار الى إن الهجمات المستمرة والمنهجية ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، والتي صاحبها الاستخدام غير المتناسب للقوة والهجمات العشوائية، أدت إلى خسائر مأساوية في الأرواح، ودمار واسع النطاق، وتفاقم الأزمات الإنسانية واضاف: لا تشكل هذه الأعمال، التي تستهدف البنية التحتية المدنية والمناطق السكنية والمرافق الطبية، انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي فحسب، بل تعتبر ايضا جرائم حرب بموجب اتفاقيات جنيف.
وتابع: من المؤسف أن تقاعس مجلس الأمن وعجزه جعل هذا الكيان أكثر جرأة ليواصل ارتكاب جرائم الحرب ضد شعب فلسطين المظلوم وأعمال العدوان ضد بلدان أخرى في المنطقة، وقد حذرت جمهورية إيران الإسلامية مرارا وتكرارا من العواقب الوخيمة للأنشطة الشريرة التي يقوم بها كيان الاحتلال الإسرائيلي على السلام والأمن الإقليميين والدوليين.
ايران مارست اقصى درجات ضبط النفس
واكد انه على الرغم من هذه الاستفزازات، ظلت جمهورية إيران الإسلامية تمارس دائما أقصى درجات ضبط النفس واضاف: بعد الهجوم الإرهابي الجبان الذي شنه الكيان الإسرائيلي على منشآتنا الدبلوماسية في العاصمة السورية دمشق، أبلغنا بسرعة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والأمين العام على هذا الإجراء الذي اتخذه الكيان الإسرائيلي المخالف للقوانين الدولية وطلبنا من مجلس الأمن أن يدين بشدة هذا العمل الإجرامي والإرهابي واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الجرائم والانتهاكات.
واضاف: من المؤسف أن مجلس الأمن فشل في القيام بواجبه في صون السلام والأمن الدوليين، وعرقلت الولايات المتحدة الأمريكية الإصدار النهائي لمشروع البيان الصحفي الذي اقترحته روسيا والذي يدين العمل الهمجي للكيان الإسرائيلي.
لا ينبغي السماح للكيان الاسرائيلي بالتهرب من مسؤولية انتهاكاته
واكد انه من الضروري الآن أن يتحمل كيان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جرائمه، ولا ينبغي السماح له بالتهرب من المسؤولية عن الانتهاكات وعواقبها، واضاف: على مدى الأشهر العشرة الماضية، قامت بعض البلدان، وأبرزها الولايات المتحدة الأمريكية، بحماية الكيان الإسرائيلي من أي مسؤولية عن أعمال القتل في غزة والأنشطة الشريرة في المنطقة.
وقال ايرواني: ان هذه الدول لم تنكر الحق الأصيل لفصائل المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن نفسها ضد جرائم الكيان الإسرائيلي فحسب، بل بررت ايضا بشكل مخجل عمليات القتل والإبادة الجماعية التي يمارسها هذا الكيان ضد الشعب الفلسطيني الأعزل على يد الكيان تحت ذريعة الدفاع عن النفس.
وتابع قائلا: لقد بذلوا جهودا حثيثة لتبرير جرائم الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والتستر عليها من خلال تفسيرات تعسفية ومضللة لمفهوم الدفاع عن النفس، ومن المؤسف أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت مرة أخرى غض الطرف عن الواقع وتجاهل جذور الوضع الحالي.
واكد بان فصائل المقاومة الفلسطينية مثل حماس ومجموعات المقاومة الأخرى في المنطقة ليست إرهابية. وبحسب القانون الدولي، هي مجموعات شرعية وقانونية، وقد تم إنشاؤها لمحاربة الاحتلال والاعتداءات.
واضاف: اليوم، في هذا الاجتماع وفي استعراض مزيف، ألقت هذه الدول الثلاث (اميركا وبريطانيا وفرنسا) اللوم والتهمة الباطلة على جمهورية إيران الإسلامية؛ دون الاعتراف بإخفاقاتهم كأعضاء دائمين في مجلس الأمن في الالتزام بتعهداتهم الدولية في الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة.
على مجلس الامن ادانة الكيان الاسرائيلي واتخاذ خطوات فورية لمحاسبته على اعماله العدوانية
وقال ايرواني: لا شك أن مجلس الأمن يجب أن يدين الكيان الإسرائيلي على هذا العمل الإرهابي الرهيب باعتباره انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فضلا عن انتهاك لسيادة جمهورية إيران الإسلامية وأمنها الوطني، ويجب أن تكون هذه الإدانة قوية وواضحة وتعكس معارضة المجتمع الدولي لمثل هذه الانتهاكات.
واضاف: بالإضافة إلى ذلك، يجب على مجلس الأمن أن يتخذ خطوات فورية لمحاسبة الكيان الإسرائيلي على هذه الأعمال العدوانية. ويشمل ذلك النظر في العقوبات وغيرها من التدابير اللازمة لمنع المزيد من الانتهاكات وإثبات أن أنشطة الكيان الشريرة لن يتسامح معها المجتمع الدولي.
وقال: انه ينبغي لمجلس الامن أن يطلب من الكيان الإسرائيلي الوقف الفوري لجميع أعمال العدوان ضد الأراضي الفلسطينية والبلدان الأخرى في المنطقة، وينبغي أن يكون هذا الطلب مصحوبا بدعوة إلى إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والأراضي اللبنانية ومرتفعات الجولان السورية المحتلة وفقا للقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة.
ايران تحتفظ بحقها الاصيل في الدفاع عن نفسها
واكد ان جمهورية إيران الإسلامية تحتفظ بحقها الأصيل في الدفاع عن نفسها، وفقا للقانون الدولي، والرد بشكل حاسم على هذا العمل الإرهابي والإجرامي في الوقت الضروري والمناسب.
وختم كلمته بالقول: تعلن جمهورية إيران الإسلامية التزامها بالقانون الدولي وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ونعتقد أن السلام والاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال احترام هذه المبادئ.
المصدر: وكالة ارنا