تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 16-7-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
إسرائيل ما بعد «خيبة المواصي»: عودة استكشافية إلى المفاوضات
تفترض إسرائيل أن تعود مفاوضات اتفاق تبادل الأسرى بينها وبين حركة «حماس» إلى مسارها، كما كانت عليه عشية محاولة اغتيال القائد العام لـ«كتائب القسام»، محمد الضيف، وذلك للبحث في تدوير الزوايا وجَسْر الهوة بين المواقف المتعارضة، بعدما كانت تل أبيب قد رفعت سقف مطالبها عالياً، قبل مذبحة مواصي خانيونس.
وفي هذا الإطار، يُرتقب أن يصل رئيس «الموساد»، دافيد برنياع، إلى الدوحة لاستئناف المفاوضات، بعدما حذّر الجانب القطري من التداعيات السلبية لمحاولة اغتيال الضيف على المحادثات وعلى إمكانية التصعيد شمالاً مع لبنان، في اتّجاه التسبُّب بنشوب حرب واسعة لا مصلحة لأيٍّ من أطرافها ولجميع المتأثّرين بها، في المنطقة والعالم، فيها.ورغم أن تقدير الدوحة المعلن ذاك، يهدف إلى استخدام محاولة الاغتيال الوحشية، والتي حصدت مئات الضحايا، للضغط في اتّجاه تسهيل مهمّة الوساطة والتوصّل إلى اتفاق، إلّا أنه يكشف حقيقة خشية الوسطاء من أن تصل التقديرات لدى حركة «حماس» والجهات المساندة لها إقليميّاً، إلى أن إسرائيل ماضية في حربها بلا سقوف وبلا تطلُّع إلى أيّ تهدئة أو اتفاقات، ما يمكن أن يتسبّب بتصلُّب مقابل في الموقف لا تُحمد عقباه، وربّما أيضاً في وضع كل الخيارات على طاولة القرار لدى مركبات «محور المقاومة».
وإذ تُعدّ زيارة برنياع إلى الدوحة استكشافية، فهي تهدف إلى معاينة التأثير السلبي أو الإيجابي الذي لحق بالمفاوضات، بعد عملية المواصي، علماً أن التقدير لدى المؤسسة الأمنية في تل أبيب يرجّح أن «حماس» لا زالت معنيّة باستمرار التفاوض والتوصّل إلى تهدئة.
ولكن السؤال الذي فرض نفسه في الموازاة، هو ما إذا كانت محاولة الاغتيال ستدفع الحركة إلى التصلُّب في موقفها التفاوضي، أو أنها ستليّنه، وفقاً لما يروّج له البعض في تل أبيب، على خلفية أن تلك المحاولة ستحمل قادة «حماس» في القطاع على الارتخاء والتراجع، خشية «اليد الطولى لإسرائيل»؟
الواضح أن محاولة الاغتيال كانت محلّ رهان كبير لدى قادة إسرائيل، السياسيين والعسكريين على السواء، على اعتبار أنها ستمكّن تينك المؤسستَين والقائمين عليهما، من تقديم رواية انتصار على المقاومة في غزة، بعد النجاح في تحييد رأس الهرم العسكري المقاوم فيها، فضلاً عن كونها ستلقى استحساناً كبيراً ورضًى لدى الجمهور الإسرائيلي، إلى جانب تعزيز موقف رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ما يسهّل عليه تالياً قرار الخروج من الحرب وفقاً لشروطه، ويردّ على كل المشكّكين والمنتقدين لتصلّبه ورفضه التسويات.
ووفقاً لذلك، يُعدّ الفشل في اغتيال الضيف مركّباً، وهو يحمل من الخيبة ما كان عكسه سيحمله من أمل للكيان.
الواضح أن محاولة الاغتيال كانت محلّ رهان كبير لدى قادة إسرائيل، السياسيين والعسكريين على السواء
هكذا، تعود العملية التفاوضية إلى المكان الذي توقّفت فيه، مع إضافات طرأت على موقف إسرائيل في اتّجاه التشدّد بناء على البنود الإضافية التي أعلن عنها نتنياهو، وتحديداً مطلبه منع عودة «المسلحين» إلى شمال قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي. وكان جيش الاحتلال، وفقاً لما سرّبته مصادر أمنية في تل أبيب، توافق مع المستوى السياسي على قبول الانسحاب من ممرّ «نتساريم» في وسط القطاع، وعودة الفلسطينيين بلا اشتراطات مسبقة، وهو ما يدفع إلى السؤال عن سبب الشرط الجديد الذي شدّد عليه نتنياهو: فهل هو لتعطيل الاتفاق وإفشاله، كما يتردّد لدى معظم المعلّقين في إسرائيل، أم أنه يأتي لتحسين ما أمكن من عوائد الاتفاق إسرائيليّاً، أو أنه نوع من الإلهاء عشيّة تنفيذ عملية الاغتيال الفاشلة في خانيونس؟
على أي حال، يُعدّ هكذا شرط تعجيزيّاً ومما يصعب تفسيره، إلّا بكونه تعبيراً عمليّاً عن إرادة إفشال العملية التفاوضية. وإذا كانت سلّة من الأفكار و«الحلول الإبداعية» قد عُرضت، في الأشهر الماضية، لتسوية الشرط المشار إليه وغيره مما يماثله، فإن هذه الأخيرة ليست جديدة في نهاية المطاف، ما يمكّن بالتالي من اختيار أيّ من الحلول التي اقتُرحت سابقاً، ومن بينها تلك التكنولوجية التي يبدو أنها ستُعتمد لتسوية معضلة الحدود مع الجانب المصري في جنوب القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي منه، أو عبر قوة ثالثة، مصرية، تتولّى مراقبة العائدين إلى شمال غزة.
على أن التقديرات إلى الآن لا تزال على حالها: الاتفاق يتعقّد ولا يُلغى، ويَنتظر تبلوره أيّاماً صعبة من التفاوض غير المباشر لتذييل مقدّماته، خاصة وأن الضغوط المفعّلة على الجانب الإسرائيلي في أكثر من مستوى واتّجاه وجبهة، رغم صلابة موقفه، من شأنها أن تدفعه هو أيضاً إلى طلب التهدئة، وبقدْر يوازي نسبيّاً طلب الجانب الفلسطيني لها.
المسيّرة الصامتة سلاح جديد للمقاومة
بقايا الطائرة المُسيّرة التي انفجرت في منطقة كابري شمال فلسطين المحتلّة، وأدّت إلى مقتل ضابط، والتي يزعم العدو أنها من طراز «شاهد 101» الصامتة (من الويب)
يُدخِل حزب الله أسلحة جديدة كلما تطورت المواجهة مع قوات الاحتلال. وبعدما كشف الإعلام الحربي في المقاومة عن صور لمدفع ميداني «خاص» يقصف منشآت يستخدمها جنود العدو في المستعمرات الحدودية مع لبنان، أعلنت وسائل إعلام العدوّ عن سلاح جديد أدخله حزب الله الى المعركة المفتوحة منذ أكثر من 9 أشهر، ويتمثل بطائرة مسيّرة من طراز «شاهد 101»، الأمر الذي يثير قلق جيش الاحتلال.وذكرت هيئة البث العبرية أن حزب الله أطلق المسيّرة الجديدة قبل أيام ضد هدف عسكري في شمال فلسطين المحتلة، وتسبب انفجارها في مقتل ضابط في الاحتياط يدعى فاليري تشابونوف.
وأشار التقرير إلى أن «شاهد 101»، على عكس المسيّرات التي استخدمها حزب الله، هي مسيّرة كهربائية، يمكنها قطع مسافة تصل إلى 900 كيلومتر، وقادرة على حمل ذخائر ثقيلة، وقد دخلت الخدمة في سلاح الجو الإيراني، كما تستخدمها فصائل المقاومة في العراق واليمن.
ولفت الى أن حزب الله بدأ استخدام المسيّرة في هجومه الأسبوع الماضي على مستوطنة «كابري» التعاونية في الجليل الغربي، على بعد 4 كيلومترات شرقيّ نهاريا الساحلية.
وبحسب التقرير، تعمل المسيّرة بمحرك كهربائي، ويمكنها الطيران لفترات طويلة، وتتميز بأنها أقل ضجيجاً، ما دفع العدو الى تسميتها بـ«المسيّرة الصامتة»، فضلاً عن قدرتها على حمل مواد متفجرة. وأوضح أن محرّك المسيرة يعمل بنظام الشحن الكهربائي وليس بالوقود التقليدي (الغازولين) كمسيّرة «أبابيل»، فضلاً عن أن صوت محركها منخفض، ولا يكاد يسمع من على الأرض، إضافة إلى صعوبة اكتشافها واعتراضها بالرادارات.
يشار الى أن جيش الاحتلال يواجه صعوبات في اكتشاف مسيّرات حزب الله كـ«أبابيل T» و«صماد 2» عبر الرادارات التقليدية، بفعل تحليقها على ارتفاعات منخفضة، وبسبب تضاريس المنطقة التي توفر مسارات مريحة للتحليق على علوّ منخفض، فيما يعدّ قرب لبنان جغرافياً وحداثة هذا النوع من التهديدات من بين الأسباب الأخرى لصعوبة اعتراضها.
وقد دفع حزب الله بأسلحة جديدة إلى المعركة تباعاً خلال الأشهر الأخيرة. وإضافة إلى ما كان متعارفاً عليه من استخدام للمسيّرات الانتحارية التي تعمل كصواريخ جوّالة، منها استخدام حزب الله في أيار الماضي مسيّرة أطلقت صاروخين من طراز (S5) في هجوم على موقع عسكري في بلدة المطلة على مسافة 6 كيلومترات من الحدود مع جنوب لبنان. وS5 هو نوع من الصواريخ الروسية غير الموجّهة، من عيار 55 ملم، يمكن أن يطلَق من المقاتلات والمروحيات العسكرية والمسيّرات.
يشار إلى أن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أعلن الجمعة الماضي أن الضابط في الاحتياط فاليري تشابونوف، قتل في هجوم لحزب الله بالمسيّرات على الجليل الغربي، قبل تسريحه من الخدمة بيوم واحد.
حصيلة الزيارة… صفر: البقاع يُغضب بهاء الحريري
«نشوة الزعامة» التي شعر بهاء الحريري بأن لواءها انعقد له، بعد لقاءاته التي شهدت حضوراً نسبياً في الشمال، وتحديداً في المنية وعكّار، سُرعان ما تلاشت بعدما عاد وقْع الاستقبالات في البقاع، إلى ما كان عليه في بيروت وطرابلس.
وهذا ما بدا واضحاً منذ الساعات الأولى للزيارة، عندما «نزل الوحي» على فريق عمله بأن يستهلّ الزيارة إلى شتورة بالمشاركة في الصلاة في أحد مساجد بلدة جديتا.
لكن حصل ما لم يكن في الحُسبان، إذ خصّص إمام المسجد الشيخ بلال شحادة خطبته لأهمية العلاقة بين الأشقاء! عندها غادر الحريري المسجد من دون أن يلتفت إلى طلب شحادة المشاركة في صلاة السنّة، فيما رفع عدد من شبان البلدة صور الرئيس سعد الحريري في كل مكان، وتحديداً في المبنى المواجه للمسجد.
خروج الحريري من المسجد غاضباً أكّد ما نُقل سابقاً عن الحلقة الضيقة للرئيس رفيق الحريري بأن نجله الأكبر سريع الغضب ولا يُحسن السيطرة على مشاعره أو يقيم اعتباراً للموجودين حوله عندما يغضب.
وما زاد الطين بلّة هو تنقّل أفراد الفريق المكلّف بحماية الحريري، وبعضهم من الأجانب، بسلاحٍ ظاهر حتّى داخل المسجد، ما نمّ عن غربة الرّجل الآتي من موناكو وجهله بطبيعة العلاقة مع الجمهور.
محصّلة الأيّام البقاعية الثلاثة التي أمضاها الحريري في فندق «شتورة بارك أوتيل» كانت… صفراً، إذ لم يتعدّ عدد أعضاء وفود بعض المناطق عدد أصابع اليد الواحدة، كلقائه وفداً من أهالي بلدة الفاكهة (البقاع الشمالي) الذي ضمّ شخصيّات محسوبة على التيّار الوطني الحر وسرايا المقاومة وحزب القوات اللبنانية بداعي الفضول! أو كوفد بلدة معربون الذي كان عبارة عن بضعة أشقاء من عائلة واحدة حضروا مع أبنائهم. فيما غابت بعض المناطق عن المشهد كُلياً.
وكما أخفق في دخول المناطق المحسوبة على شقيقه، أخفق كذلك في دخول مناطق تُحسب على شخصيّات لها رمزيّتها في البقاع، كالنائب حسن مراد. إلا أنه نجح، في المقابل، في استقطاب «سماسرة» مقرّبين من «تيار المستقبل» نظّموا له بمقابلٍ مادي لقاءات حضرتها بعض الشخصيات الاجتماعية، علماً أن معظم المدعوّين لم يلبّوا الدّعوة.
غادر الحريري مسجد جديتا غاضباً بعدما تحدّث الخطيب عن العلاقة بين الأشقاء!
كذلك كان لافتاً غياب المفتين والمشايخ عن اللقاءات، وتردّد أنّ أحد المفتين في المنطقة أجرى اتصالاته مع أئمة المساجد للتأكد من عدم تلبية الدّعوات أو التّعاون مع فريق عمل الحريري.
والأمر نفسه سرى على رؤساء البلديات وفاعليات البقاع، فيما خلت وفود عشائر العرب من المشايخ والشخصيات ذات الوزن الشعبي، واقتصرت على شخصيات كان بعضها مرشّحاً للانتخابات النيابية ولم يُفلح في الحصول على أكثر من 100 صوت! والمفارقة كانت أنّه في الوقت الذي لبّى هؤلاء دعوة الحريري، كان العديد من مشايخ العرب يحضّرون الذبائح لاستقبال رئيس «حزب البعث» علي حجازي وسط حشود فاقت كثيراً من التقوا الحريري!
ولم يُعرف سبب امتناع النائب بلال حشيمي عن استقبال الحريري بعدما صرّح سابقاً بأنّ «منازل البقاع مفتوحة له»، فيما تردّد أنّه تلقّى اتصالات من الرئيس السابق فؤاد السنيورة والنائب السابق أحمد فتفت اللذين يفضّلان انتظار ما ستؤول إليه الزيارة وحصيلتها النهائيّة!
ألا تعرفون «أم شريف»؟
وصل بهاء الحريري إلى البقاع من دون أن يطلعه فريق عمله، على الأغلب، على خصوصيّة المنطقة ووضع أهلها. فكانت زاوية رؤيته الاقتصادية لتنمية المنطقة، التي عرضها على بعض من التقاهم، بعيدة عن أولوياتهم أو حتى عن ظروفهم. فقد قفز على الظروف الصعبة التي يواجهها المزارعون لجهة الكلفة العالية للري والوقود وأسعار السماد، ليحاضر فيهم في كيفيّة تعليب منتجاتهم لتسهيل تصريفها، مقدّماً «مطعم أم شريف» نموذجاً لهم لتطوير الأعمال، وكيف تمكّن المطعم من افتتاح فروع في أوروبا. وسأل أكثر من مرة: «هل بينكم من لا يعرف المطعم؟ طبعاً لا أحد لا يعرفه»!
تغيير أثاث «قصر الأحلام»
دفع بهاء الحريري لأصحاب «فندق قصر الأمراء» الذي أقام فيه خلال زيارته الضنيّة أربعة آلاف دولار لتغيير الأثاث على نفقته الخاصة بعدما أبدى انزعاجه من الطابع القروي للفندق.
في ضيافة الحبتور
بعدما أنهى بهاء الحريري زيارته للبقاع، وقبل بدء زيارته اليوم لإقليم الخروب للقاء الوفود في «الجية مارينا» على مدى يومين متتاليين قبل انتقاله إلى مدينة صيدا، نزل في فندق «الحبتور» في سن الفيل، وأشاع فريق عمله أنّ الأمر حصل بدعوة من رجل الأعمال الإماراتي محمد خلف الحبتور، مع الإيحاء بأن في الأمر «دعماً إماراتياً» للحريري!
الأسد لإردوغان: لتقارب طبيعي… «بلا بهلوانيات»
في 8151 مركز اقتراع موزّعة على مناطق سيطرة الحكومة السورية، انتخب السوريون أعضاء «مجلس الشعب» الجدد، البالغ عددهم 250 عضواً من بين 1516 مرشحاً، ضمن الدور التشريعي الرابع (رابع انتخابات للمجلس بعد إقرار دستور جديد لسوريا عام 2012) وسط إقبال متفاوت بين منطقة وأخرى، وبعض المحاولات للتشويش على الانتخابات في بعض المناطق.
والانتخابات التي شهدت بشكلها العام هدوءاً وحركة طبيعية في معظم المناطق، وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) منع إجرائها في مناطق سيطرتها شمال شرقي البلاد، تخللتها بعض الفوضى في السويداء، إثر تعرّض بعض مراكز الاقتراع لما وصفه مصدر محلي تحدّث إلى «الأخبار»، بـ«أعمال تخريبية تهدف إلى منع إجراء الانتخابات»، قبل أن يظهر عدد من وجهاء السويداء، وبينهم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، يوسف جربوع، ويعلن مشاركته في الانتخابات، ويصفها بأنها «واجب وطني وخطوة أساسية في اتجاه التحديث والإصلاح».
وسبقت إجراء الانتخابات عمليات انتخاب داخلية في «حزب البعث» الحاكم في سوريا، جرى خلالها اختيار أسماء المرشحين وفق آلية جديدة عُرفت بمصطلح «الاستئناس» الحزبي، ليتم في وقت لاحق الإعلان عن لوائح تضم مرشحي «البعث» ومرشحين من أحزاب أخرى وبعض المستقلين.
وبينما فتحت السلطات الأبواب للاقتراع في الساعة التاسعة صباحاً على أن تغلق الصناديق في الساعة السابعة، أعلنت «اللجنة القضائية العليا للانتخابات» تمديد التصويت حتى الساعة التاسعة مساء في جميع المراكز، باستثناء درعا التي أُغلقت فيها الصناديق في السابعة.
وترافق عقد الانتخابات في سوريا مع سلسلة تصريحات غربية معتادة، شنّت هجوماً سياسياً لاذعاً على دمشق عبر مختلف المنصات. وبدا واضحاً توافق معظم التصريحات البريطانية والألمانية والفرنسية على استخدام المصطلحات نفسها التي تتحدّث عن عدم ملاءمة الظروف لإجراء الانتخابات في الوقت الحالي، و«تسبب إجرائها بمزيد من الانقسام».
وعلى هامش مشاركته في الانتخابات، أدلى الرئيس السوري، بشار الأسد، بتصريحات عديدة بعضها يتعلق بالانتخابات القائمة ودور مجلس الشعب، وبعضها الآخر مرتبط بالوساطة التي تجريها روسيا والعراق مع تركيا لفتح الأبواب المغلقة بين البلدين، في ظل حماسة الرئيس التركي المعلنة للقاء الأسد وإنهاء القطيعة القائمة. وتساءل الرئيس السوري، في تصريحاته التي رفض من خلالها استعمال مصطلح «تطبيع» كونه «قسرياً»، معتبراً أن العلاقات الطبيعية مع دول الجوار هي علاقات قائمة ومستمرة، عن سبب القطيعة المستمرة منذ 13 عاماً، في إشارة إلى الدور التركي في دعم الفصائل المسلحة وتمهيد عبور «الجهاديين» إلى سوريا.
وفي ردّه على إعلان تركيا المتواصل رغبتها في الانفتاح على دمشق، والمبادرات القائمة (الروسية والعراقية)، قال الأسد: «نحن إيجابيون تجاه أي مبادرة لتحسين العلاقة وهذا شيء طبيعي، لا أحد يفكر أن يخلق مشاكل مع جيرانه ولكن هذا لا يعني أن نذهب من دون قواعد، اللقاء هو وسيلة والوسيلة بحاجة إلى قواعد ومرجعيات عمل لكي تُنتج فإذا لم تُنتج فقد تصبح العلاقات أسوأ».
وتابع أن «الحديث عن المبادرات جديد، ولكن بداية المبادرات كانت قبل خمس سنوات دمشق كانت دوماً تكرر نفس المواقف، أزيلوا الأسباب تظهر النتائج».
وأضاف: «أول سؤال يجب أن نسأله: لماذا خرجت العلاقات عن وضعها الطبيعي منذ ثلاثة عشر عاماً؟ لم نسمع أي مسؤول تركي يتحدث عن هذه النقطة بشكل صريح»، مشيراً إلى أنه «في الماضي كانت الأمور هادئة سوريا دائماً متمسكة بما التزمت به منذ أكثر من ربع قرن، في موضوع الأمان على طرفي الحدود ومكافحة الإرهاب»، في إشارة إلى «اتفاقية أضنة» الموقّعة بين دمشق وأنقرة عام 1988، والتي تتضمن تشكيل غرفة عمليات مشتركة سورية – تركية لضبط الحدود.
ترافق إجراء الانتخابات مع سلسلة تصريحات غربية عديدة يبدو أن هذه الانتخابات استفزتها
وفي ردّه على سؤال حول لقاء الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قال: «إذا كان اللقاء يؤدي إلى نتائج أو إذا كان العناق أو العتاب أو تبويس اللحى كما يقال باللغة العامية، يحقق مصلحة البلد فأنا سأقوم به»، مضيفاً أن «المشكلة لا تكمن في اللقاء وإنما في مضمونه».
وتساءل: «ما هي مرجعية اللقاء؟ هل ستكون هذه المرجعية هي إنهاء أسباب المشكلة التي تتمثل في دعم الإرهاب والانسحاب من الأراضي السورية؟»، ليجيب: «هذا هو جوهر المشكلة ولا يوجد سبب آخر، فإذا لم يكن هناك نقاش حول هذا الجوهر فماذا يعني اللقاء؟»، نافياً ما قاله وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أخيراً حول إجراء لقاءات سرية.
وقال: «لا يوجد شيء سري. بالنسبة إلينا في سوريا كل شيء مُعلن. عندما يكون هناك لقاء سنعلن»، رافضاً، في الوقت ذاته، وصف موقف دمشق بأنه «مشروط»، مشيراً إلى أنه «من دون متطلبات لا تنجح العملية، فما نتحدث عنه هو المتطلبات التي تفرضها طبيعة العلاقات بين الدول، ويعبّر عن هذه المتطلبات القانون الدولي أيضاً».
وشدّد الرئيس السوري الذي نفى حصول دمشق على أي ضمانات، على أن دمشق تسير «بشكل إيجابي ولكن استناداً إلى مبادئ واضحة هي القانون الدولي والسيادة».
وقال إن «الأمر لا يحتاج إلى تكتيكات وبهلوانيات سياسية ولا إعلامية، هذه العلاقة طبيعية وسنصل إليها، والأصدقاء يدعمون هذا الشيء الأصدقاء الذين يبادرون من أجل حل المشاكل بيننا وبين تركيا ملتزمون بالقانون الدولي، ما يعني أن ما نطالب به هو حق لسوريا وهو قانون دولي ولا أحد يستطيع أن يكون عكسه، ربما يطالبون أحياناً ببعض الإجراءات وهذا قابل للحوار والنقاش، لكن الإجراءات شيء وتجاوز المبدأ شيء آخر، ولا يمكن تجاوز المبادئ التي نبني عليها مصالحنا الوطنية».
وجاءت تصريحات الرئيس السوري، المطوّلة والمفصّلة، بعد يومين من إصدار الخارجية السورية بياناً شكرت خلاله الدول التي تجري الوساطة مع تركيا، مجدّدة موقف دمشق الثابت حول خروج القوات التركية ووقف دعم الفصائل، الأمر الذي من شأنه أن يعيد العلاقات بشكلها الطبيعي إلى ما قبل اندلاع الحرب عام 2011، والتي تورطت فيها تركيا بشكل كبير، قبل أن تتحوّل مع استمرارها إلى عبء يرهق كاهل أنقرة، التي تحاول التخلص من ذلك عبر مساعي الانفتاح.
اللواء:
مخاوف دولية متصاعدة من غدر نتنياهو.. ونصر الله يحذِّر من إيقاظ الفتنة
مجلس الوزراء الخميس لتطويع ضباط.. والمودعون يعترضون على مشروع أبي خليل لتبديد الودائع
دعت مصادر سياسية واسعة الاطلاع الى متابعة تطورات ذات صلة بالحرب الدائرة في غزة، وانعكاساتها على جبهات المساندة، بدءًا من جبهة الجنوب، حيث ستسجل مواقف مستجدة سواءٌ على مسار مفاوضات «تبادل الاسرى» وهدنة وقف النار، او الرد على التفلُّت الاسرائيلي لجهة المضي بالتصعيد، عبر الاغتيالات التي توسعت دائرتها، على امتداد مساحة الجنوب، وصولاً الى طريق بيروت – دمشق، حيث تلاحق المسيَّرات الاسرائيلية سيارات المدنيين، وآخرها الغارة على مدينة بنت جبيل، حيث سقط 3 شهداء بقصف ادى الى تدمير منزل بكامله باطلاق صواريخ ارض جو على دفعتين، اضافة الى استهداف رجل الاعمال السوري (المؤيد للنظام) براء قاطرجي بغارة جوية اسرائيلية قرب الحدود اللبنانية – السورية.
وتنظر الاوساط الدبلوماسية بترقُّب لزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي الى الولايات المتحدة وخطابه امام الكونغرس واللقاء مع الرئيس جو بايدن، وما يمكن ان يسفر عن هذه الزيارة، لا سيما لجهة الضغط من اجل القبول بصفقة التبادل، وموضع الاسلحة العدوانية التي يمكن ان يطلبها من الادارة الاميركية، بعدما فشل وزير دفاعه يوآف غالانت بالحصول على 7000 قنبلة من الوزن الثقيل لاستخدامها في حرب متوقعة مع لبنان.
وجدد الجيش الاسرائيلي تهديداته بالتأكيد ان لديه مهمة واضحة، تقضي بإبعاد حزب الله عن السياج الحدودي.
وازاء المخاوف الحالية، المحيطة بالوضع في لبنان، جرت مداولات في مجلس الامن الدولي، لاصدار بيان حول الوضع من جوانبه الراهنة.
بالمقابل، اعلن رئيس كتلة، الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان العدو يستقوي بالاميركي، يهدد ويتوعد، لكن الحسابات في لبنان تختلف عن حساباته في غزة، وما تطاله المقاومة في صواريخها يعرف العدو ان اي نقطة، في فلسطين المحتلة إلا وتطالها صواريخ المقاومة، لذلك يلتزم قواعد الاشتباك ويراعي ان تتدحرج الامور، خوفاً على تل ابيب وعكا وحيفا، وعلى كل المناطق الحيوية داخل الكيان الصهيوني.
مجلس الوزراء للحربية
في الانفراجات الداخلية، يعقد مجلس الوزراء جلسة بعد غد الخميس عند الثامنة والنصف صباحاً، وعلى جدول الاعمال بند وحيد يتعلق بطلب وزارة الدفاع تطويع تلامذة ضباط في الكلية الحربية، انفاذاً لاتفاق انهاء الازمة بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
ولم يعرف ما اذا كان وزير الدفاع سيحضر الجلسة ام لا، مع الاشارة الى انه ادلى بتصريحات من شأنها ان تعيد الامور الى نقطة الصفر.
وقال سليم «للحرة»: الحل الذي تم التوصل اليه في ما خص تلامذة ضباط الحربية.
وعشية الجلسة، كشف سليم ان قائد الجيش تخطى القانون باجراء مباراة واصدار نتائج من دون توقيع الوزير، وقال عولج الموضوع، وحل على القاعدة التي انا وضعتها.
وفي ملف رئيس الأركان، جزم سليم أنه لن يوقع المراسيم الثلاثة الخاصّة به، ما يجعل رئيس الأركان موجوداً ولكن صلاحياته غير قائمة، أي لا يمكنه أن يكون عضواً في المجلس العسكري، أو أن يوقّع على قرارات المجلس العسكري، كاشفاً أنه سبق وطرح اسم رئيس الأركان في مشروع التعيينات سابقا التي تشمل 3 مراكز في المجلس العسكري، لكن رُفضت السلّة المتكاملة لملء الشواغر في المجلس العسكري.
المعارضة ماضية باتصالاتها
رئاسياً، التقى نواب المعارضة: غسان حاصباني، وميشال الدويهي، واشرف ريفي وبلال الحشيمي ظهر امس في مجلس النواب مع كتلة «التوافق الوطني» التي صمت النائب حسن مراد ومحمد يحيى، وجرى البحث في خارطة الطريق التي طرحها نواب المعارضة.
وفيما انتقد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قبلان قبلان إحجام البعض عن الحوار، بررت «القوات اللبنانية» رفض طاولة الحوار الرسمية لان النظام للانتخابات الرئاسية هو الدستور، والخروج عنه مرفوض، وهو لا ينص على طاولة حوار رسمية.
اعتراض على مشروع سيزار
على مسار يتصل بالودائع، نفذ المودعون اعتصاماً امام مجلس النواب، بدعوة من «جمعية صرخة المودعين» اعتراضاً على الشروع بمناقشة مشروع قانون يتعلق بالودائع، على خلفية فك الارتباط مع المصارف، وإلحاق الودائع بصندوق يتم استحداثه للمودعين.
والتقى المودعون النائب سيزار ابي خليل صاحب فكرة المشروع، الذي اعلن انه سيأخذ باقتراحات الجمعية.
لا مسيرات عاشورائية
وحسب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فإن الظروف الامنية في الجنوب حالت دون اقامة مسيرات بمناسبة احياء يوم العاشر من المحرم في بنت جبيل والخيام وغيرها وكذلك في صور والنبطية، اما في المناطق الاخرى فتركت للتنسيق بين امل وحزب الله.
وتطرق السيد نصر الله الى الاشكال الذي وقع في حي ماضي، في كلمة له مساء امس، وادى الى سقوط شهيد من حزب الله. وقال: الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها. مضيفاً: العنوا من يحاول ايقاظ الفتنة، خصوصاً في هذه المرحلة بظل معركة طوفان الاقصى والظروف الداخلية.
الوضع الميداني
ميدانياً، شن الطيران الاسرائيلي المعادي غارتين على بلدة مروحين الحدودية في القطاع الغربي، كما نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت محيط بركة ميس الجبل.
وردت المقاومة باستهداف التجهيزات التجسسية في موقع الراهب، وتجمع لجنود العدو في محيط ثكنة برانيت بالاسلحة الصاروخية واصابوه اصابة مباشرة.
كما شن حزب الله هجوماً ضد موقع السماقة في تلال كفرشوبا بالمدفعية.
المصدر: صحف