في اليوم الـ273 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلنت الإدارة الأميركية “استئناف مفاوضات تبادل الأسرى اليوم الجمعة” بين المقاومة الفلسطينية والعدو الاسرائيلي، في اقرار واضح بعدم جدوى استمرار الحرب بما هي عليه، خصوصاً أن الأخيرة فشلت في تحقيق أي من الأهداف المعلنة، خصوصاً لجهة تحرير الأسرى.
المقاومة: مرحلة ما بعد الحرب لن يحددها العدو
المقاومة الثابتة ابداً على مواقفها وشروطها في كل جولات التفاوض، أكدت مجدداً بالتزامن مع انطلاق هذه الجولة ، أن لا مساومة على هذه الثوابت، فلماذا تمنح العدو ما لم يأخذه طوال هذه الشهور في الميدان؟ وفي السياق، أعلنت حركة حماس “رفض أي خطط لدخول قوات أجنبية إلى قطاع غزة”، “أو مشاريع تسعى لتجاوز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل القطاع”. كما أوضحت أن “إدارة قطاع غزة بعد دحر العدوان الفاشي هي شأن فلسطيني خالص يتوافق عليه شعبنا الفلسطيني بكافة أطيافه”، لافتة إلى أن “الشعب الفلسطيني لن يسمح بأي وصاية أو فرض أي حلول أو معادلات خارجية تنتقص من ثوابته”.
وفي التفاصيل، فقد توجه رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى العاصمة القطرية الدوحة على رأس وفد تفاوضي. في وقت نقلت فيه إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن “فريق التفاوض ذاهب للمفاوضات وعندما تكون هناك تسوية سيقدمونها لإقرارها”، حسب قوله. وبحسب “القناة 12” الاسرائيلية، فإن نتنياهو “لم يستعرض أمام أعضاء المجلس الوزاري المصغر تفاصيل مقترح صفقة التبادل”.
من جهتها، نقلت “القناة 12 ” الاسرائيلية عن مصادر مطلعة قولها إنه “يجب خفض سقف التوقعات فهناك قضايا إشكالية يمكن أن تعرقل التوصل إلى صفقة تبادل”.
يأتي ذلك في وقت أبلغ فيه غانتس نتنياهو في اتصال هاتفي بأنه “سيدعم بشكل كامل أي صفقة من شأنها إعادة الأسرى من غزة”، بحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت”.
يُذكر أنه عقب وصول ردّ حركة “حماس” على مقترح الصفقة الإسرائيلي – الأميركي، أول من أمس، انطلقت نقاشات بين مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والمستوى السياسي لصياغة موقف العدو النهائي، أفضت إلى اتّخاذ رئيس الحكومة قراراً بإرسال وفد التفاوض إلى الدوحة.
وعقب اتّخاذ نتنياهو قراره، بعد مداولات مع الأجهزة الأمنية، تلقّى رئيس الحكومة، اتصالاً من الرئيس الأميركي، جو بايدن، ركّز فيه الرجلان على “تفاصيل مفاوضات الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار”، كما ناقشا “القضايا العالقة التي يرتبط معظمها على وجه التحديد بكيفية تنفيذ الاتفاق”، بحسب مصدر كبير في الإدارة الأميركية، أضاف أن بايدن قال لنتنياهو في المحادثة التي استمرت 30 دقيقة: “حان الوقت لإبرام الصفقة”.
وقال بايدن، في وقت لاحق: “تحدّثت مع نتنياهو لمناقشة جهود وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن”.
وبحسب مسؤول في الإدارة الأميركية، فإن “بايدن وفريقه قاما بدراسة رد حماس، ومن الواضح أن الرد يحرّك العملية إلى الأمام ويمكن أن يوفّر الأساس لاتفاق”. وأضاف المسؤول: “رسالتنا هي أن الوقت حان لإتمام الاتفاق، وبايدن ونتنياهو يدركان أين توجد الفجوات، وسنبذل ما بوسعنا لإنجاز الأمر”. كما شارك في المحادثة، كل من مدير المخابرات المركزية ومستشار الأمن القومي الأميركييْن، بحسب “هيئة البث” الإسرائيلية، في حين أشار مكتب نتنياهو، في بيان، إلى أن الأخير “أكّد لبايدن التزام إسرائيل بإنهاء الحرب، فقط بعد تحقيق كل أهدافها”.
تضارب في الكيان
وفي وقت قالت فيه صحيفة يديعوت أحرونوت إن ما يُسمى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير هدد نتنياهو بإسقاط الحكومة “إذا اتخذ القرارات بمفرده في قضية صفقة التبادل”، فُتحت جبهة مواجهة إضافية بين مكتب نتنياهو من جهة والجيش والأجهزة الأمنية من جهة ثانية، وذلك بعد توترات سابقة دفع إليها موقف هيئة الأركان، والذي بات مؤيداً لوقف الحرب بشكلها الحالي، حتّى لو أدى هذا الخيار إلى بقاء “حماس” بشكل مؤقت في السلطة، كونه سيتيح في المقابل فترة هدوء وراحة يتمكّن خلالها الجيش من استعادة طاقته التي استُنزفت، ويُستعاد فيها الأسرى.
وتتضارب التقديرات في الكيان حول ما يمكن أن تؤول إليه المفاوضات، إذ نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن مصدر مطّلع، قوله إنه “يمكن التوصل إلى صفقة تبادل خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع”، بعدما “أصبحت القضايا الأساسية خلفنا، والمفاوضات ستدور حول التفاصيل وليس المبادئ العريضة”.
كما نقلت “القناة 13” عن مصادر في الوفد المفاوض، قولها إنه “من ناحيتنا يمكن التوصل إلى اتفاق لكن كل شيء متعلق بنتنياهو”، مشيرة إلى أن “رد حركة حماس يتضمّن اختراقاً كبيراً جداً”. أما “القناة 12” فنقلت عن مصدر سياسي قوله إن “نتنياهو يؤكّد أن الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها”، فيما أشارت “القناة 13″، الى أن “نتنياهو يطلق تصريحات إعلامية تحت مسمى مصدر سياسي عن قبوله إرسال وفد لاستئناف التفاوض”.
هل يناور نتنياهو؟
الوسطاء (مصر وقطر) يخشون من أن “تكون المبادرة الإسرائيلية بالحديث الإيجابي عن الردّ المعدّل لحماس على المقترح الأميركي – الإسرائيلي، مناورة جديدة من حكومة نتنياهو، في ظلّ عدم الرغبة في إيقاف الحرب بشكل كامل”.
لكن في الوقت عينه “ترى القاهرة أن المناورة هذه المرة لن تكون في صالح نتنياهو الذي يستعدّ للتوجّه إلى البيت الأبيض بعد أسابيع”، وتتوقّع أن “يكون التوصل إلى التهدئة قبل زيارته لواشنطن، الهدية التي سيحملها معه إلى هناك، لكسب الدعم السياسي الأكبر”، بحسب مصادر إعلامية مطلعة.
الانتقال إلى المرحلة الثالثة… وحماس ما زالت تمتلك مئات الصواريخ الثقيلة
يأتي ذلك في وقت، أكدت فيه صحيفة “يديعوت أحرنوت” الاسرائيلية أن “الجيش الإسرائيلي انتقل بالكامل إلى المرحلة الثالثة في مناطق شمال قطاع غزة”، على حد تعبير الصحيفة.
وأعلنت أن “حماس ما زالت تمتلك مئات الصواريخ الثقيلة القادرة على الوصول إلى “إسرائيل”.
تغطية صحفية: ناقلة الجند التي تركها الاحتلال في شوارع رفح بسبب ضراوة الاشتباكات pic.twitter.com/NWDJiqOSxI
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 4, 2024
الإبادة مستمرة
وعلى وقع إعادة فتح المسار التفاوضي وإمكانية تطبيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، قصفت مدفعية الاحتلال بلدة النصر و الفخاري و الشوكة شرقي مدينة رفح.
ونسف جيش الاحتلال مباني سكنية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. كما شنّت طائرات الاحتلال غارة عنيفة على المناطق الشرقية للمدينة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني صباح اليوم، إن طواقمها الطبية نقلت الليلة الماضية شهيد و3 جرحى جراء استهداف مسيرة بشارع السكة شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
واستشهد المواطن بسام خضر وزوجته وأبنائه الثلاثة جراء استهداف منزله بشارع غزة القديم في جباليا البلد شمال غزة.
وأعلن الدفاع المدني فجر الجمعة، انتشال شهيدتين ونقل عدد من الإصابات، موضحًا أنه ما زال طفلين مفقودين تحت أنقاض منزل “البردويل” الذي استهدفته طائرات الاحتلال في حي الدرج بغزة.
تغطية صحفية: ارتقاء فلسطنيين جراء قصف بناية سكنية في شارع يافا بحي الدرج بمدينة غزة pic.twitter.com/jq9P8YVwL5
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 4, 2024
وأطلقت آليات الاحتلال نيرانها شمالي المحافظة الوسطى وشن الاحتلال أحزمة نارية شمال بيت لاهيا شمال غزة.
تغطية صحفية: “شوفوه فيه نفس”.. ارتقاء رجل وزوجته جراء قصف الاحتلال منزل عائلة السراج في مخيم النصيرات وسط القطاع pic.twitter.com/1pCtL9A3f7
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 4, 2024
واستهدفت مدفعية الاحتلال منزلا لعائلة “الشواف” جنوب شرق خانيونس؛ أسفر عن ارتقاء شهيدين.
واستشهد المواطن عدلي رضوان وأصيبت زوجته في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة رضوان في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس.
المصدر: مواقع إخبارية+ جريدة الأخبار