اجرى اعلام العدو جولة في مستوطنة “افيفيم”، كنموذج عن المستوطنات الحدودية، وعاين الدمار فيها وخلوها من المستوطنين.
الذعر والخذلان هما الكلمتان اللتان توصفان حال مستوطني الشمال.. الذعر من حزب الله وبالاخص قوة الرضوان، والخذلان من قبل الجيش والحكومة في كيان الاحتلال الذي بدا أمام مستوطنيه كالفقاعة، كثير من الضجيج، ولكن دون معالجة حقيقية.
وقال شمعون بيتون، رئيس مجلس مستوطنة افيفيم “لقد اعتقدنا أنَّ هذه البيوت في المستوطنة ستكون محمية، كل شيء مرصود، هم يروننا، ولا يمكن أن نجد نقطة صغيرة نحتمي بها، وهذا يدفع الجميع هنا لاعادة حساباتهم، خمسة وعشرون بالمئة من السكان لم يعد لديهم بيوت، ولا يوجد مكان لتعود اليه العائلات.”
وقال يوسي يهوشوع، محلل عسكري صهيوني “بالنسبة لعودة السكان الى الشمال، هنا يجب القول بصراحة للسكان الذين يشاهدوننا سيكون هناك مقابل المطلة قرية كفركلا، وسيكون هناك سكان، وبعضهم سيكون من عناصر قوات الرضوان وهم لن ينسحبوا”.
وعلى هذه الحال، يتحدث المستوطنون الصهاينة عن أزمة الوجود في الشمال مع ضربات المقاومة الاسلامية، حيث يجمع المستوطنون على أن الكثير منهم لن يعودوا.
وقال عميحاي، مستوطن من افيفيم “هنا يوجد حزب الله في مارون الراس، هم يراقبوننا، ويمكنهم اطلاق النار علينا كل ثانية، وليس لديهم مشكلة في أن يقنصوننا بنيرانهم، وهذا يخيفني”.
وقال حاييم، مزراع من مستوطنة افيفيم “الخطوة التالية التي سنقوم بها هي المغادرة، واليوم أنا مدني امام الجيش، فالجيش موجود خلفنا والجيش يختفي ويختبىء. الدولة ألقت بنا خارجا منذ تسعة اشهر، ونحن لا نعلم متى يمكن أن نعود”.
وقال يوسي، مستوطن اصيب منزله في افيفيم “عائلتي ليست هنا، ومن الجيد أنها ليست هنا، زوجتي خائفة جدا، وسيكون من الصعب عليها العودة، وهذا سيترافق مع الخوف، وكلما مرَّ الوقت، نحن نصبح اكثر تشاؤما”.
وأمام هذا الواقع المرير الذي يعيشه مستوطنو الشمال، عليهم أن يعلموا أنَّ عودتهم بيد حكومتهم. فعند وقف العدوان على غزة، يتوقف حزب الله عن دك المستوطنات والبيوت التي يختبىء فيه جنود الاحتلال.
السلطات الصهيونية في الشمال تتخبط وتوقع بهروب مئات آلاف المستوطنين اذا اندلعت حرب مع حزب الله
وفي الوقت الذي يهدد قادة العدو بشن حرب مع لبنان، تتخبط السلطات المحلية مع الوزارات المعنية حول تحمل مسؤولية تقديم خدمات النزول بعد التوقع بهرب مئات الاف المستوطنين، والتوقع بان ينام بعضهم في الطرقات.
كتلة نار من الاسئلة التي تمس بأسس المجتمع الصهيوني في الشمال المحتل.. لا جواب عليها. في حال الحرب مع لبنان، من يحمينا من صواريخ حزب الله، أين نذهب، ماذا نأكل، كيف ننام، والأصعب.. هل نعود من حيث نزحنا ؟؟
ضياع، وتخبط، وتنصل.. ما بين السلطات المحلية الصهيونية في الشمال المحتل والوزراء المعنيون. وفق رسالة من وزير الداخلية الى حكومته، نشرتها يديعوت احرونوت تكشف فيها فقدان الجواب حول: أين سيفر المستوطنون من الشمال، ومن سيهتم بحاجياتهم اليومية والاساسية.
لا شيء جاهزاً للحرب الشاملة في الشمال، وفقاً لمراقب الدولة الصهيونية، لا خطة طوارئ، ولا فرق تأهب، ولا اجراءات حكومية.. يضرب المراقب مثلا: في نطاق مدينة حيفا المحتلة التي تضم قرابة 600 ألف عائلة، ليس لدى ما يُقارب 250 ألفا حلول تحصين.. خصوصاً أن تجربة إخلاء مستوطني كريات شمونة غير المنظم.. شكلت نموذجاً سيئاً للنزوح الكبير في حال الحرب.
نحن في الوطن، لكن بلا وطن، يختصر أحد مستوطني الشمال الحال، ثم يصور أنهم عادوا الى حياة بدائية ولا آمان فيها، ثم يعتلي نتنياهو منبر الحرب، ليهدد سنشن حرباً على لبنان.
وفي السايق، اعتبر اللواء السابق ومفوض شكاوى الجنود في جيش الاحتلال الصهيوني، إسحاق بريك ان ما يحدث في قطاع غزّة وصمة عار وخسارة على نطاقٍ كبير.
ورأى بريك أن نتنياهو يذرّ الرماد في العيون كونه يتغاضى عن الخسائر التي حقت بإسرائيل ، لافتا إلى أنّ الجيش يعرف أنّه يستحيل هزيمة حركة حماس ، ومؤكدا أنّ القول بالاستمرار في الحرب حتى تقويض حماس هي شعارات.
انفوغراف | خسائر اقتصادية كبيرة.. مستوطنو الشمال يخشون قطاف المحاصيل
هذا، ويتعرض القطاع الزراعي في كيان العدو لخسائر كبيرة، منذ بدء السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقالت وسائل اعلام العدو إن المناطق الجنوبية والشمالية، حيث تُزرع عدة أصناف وأنواع من الفواكه والخضروات، تلقت الضربة الأكبر في تاريخها.
وأدت الأزمة إلى صعوبات مالية قاسية بالنسبة للمزارعين، مما أدى إلى نقص المنتجات الأساسية وارتفاع أسعارها. وبلغت قيمة خسائر الفواكه فقط التي لم تقطف 178 مليون دولار، بحسب ما أفاد إعلام العدو. وأشارت وسائل اعلام إلى ان مساحة البساتين التي تركت من دون قطاف 8800 دونم.
وقالت وسائل اعلام العدو، إن 90% من كروم العنب تعرضت للتلف والضرر بسبب خشية المستوطنين من الوصول إليها. وأشارت إلى ان “4700 طن من المزارع لم يتم حصادها من أصل 9 آلاف العدد المتوقع للحصاد هذا العام”.
المصدر: المنار