كلما كانَ الغباءُ مستحكماً لدى قادةِ العدو، كانَ القِصاصُ اقوى، وكلما سفكوا دماً سَفكت المقاومةُ من هيبةِ جيشِهم وما تبقّى من ماءِ وجهِ حكومتِهم ..
فلْنَتعظ .. هي الخلاصةُ التي تُجمعُ عليها مواقفُ المحللين والخبراءِ العسكريين وجموعِ المستوطنين الصهاينة، الذين يطالبون حكومتَهم بالواقعيةِ والخياراتِ الاستراتيجيةِ لا الشعبويةِ وعدمِ الانجرارِ الى حربٍ جديدةٍ في الشمال ..
ولانَ اطفاءَ حريقِ الشمالِ مفتاحُه في غزة، فانَ الاصواتَ تتعالى للقبولِ بصفقةِ تبادلٍ للاسرى للجمِ التصعيدِ الذي يُسجِّلُ فيه حزبُ الله اصعبَ الرسائلِ التي لم يكن يتخيلُها أحد، بحسَبِ رؤساءِ مجالسِ مستوطناتِه..
اما قائدُ المنطقةِ الشمالية في جيشِهم “اوري غوردين” – العارفُ بحقيقةِ حالِهم العسكريةِ والاجتماعيةِ والاقتصادية، فقد دعا الى استنفادِ امكانيةِ التوصلِ الى تسويةٍ سياسيةٍ مع لبنان – اي الابتعادِ عن الحرب، معتبراً انَ حزبَ الله سجلَ اعظمَ انجازٍ باجلائِه عشراتِ الآلافِ من المستوطنين عن الشمال ..
ولم ينجلِ لهيبُ النارِ عن سمائهم، فالقصاصُ الممتدُ لاغتيالِهم الشهيدَ القائدَ الحاج طالب عبد الله ورفاقَه امتدَ اليومَ بسيلٍ من العملياتِ التي حَمَلت انتقاماً لدماءِ الشهيدتينِ المدنيتينِ البريئتينِ دلال عز الدين وسالي سكيكي، والجرحى من الاطفالِ والمواطنينَ الذين طالتهم يدُ الغدرِ الصهيوني في جنَّاتَا مساءَ امس.. فكانَ الكثيرُ من مستعمراتِهم وتجمعاتِ جنودِهم ومواقعِهم المستحدثةِ تحتَ نيرانِ صواريخِ ومُسيّراتِ المقاومة، التي حَققت اهدافَها على مساحةٍ واسعةٍ من الجبهة..
وللرازحينَ تحتَ نارِ المقاومين – اَن يتعظوا من درسِ الردِّ على اغتيالِ الشهيد القائد “ابو طالب”، كما نصَحَهم نائبُ الامينِ العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، والا فسيكونُ لهم درسٌ مع كلِّ تجاوز، وقرارُ المقاومةِ بحسَبِ الشيخ قاسم المحسومُ أنَ ايَ توسعةٍ للنارِ مهما كانت محدودة، ستقابلُها بتوسعةٍ رادعة..
المصدر: قناة المنار