النص الكامل لكلام الإمام الخامنئي بتاريخ 22/05/2024 خلال زيارة لمنزل الرئيس الشهيد السيد رئيسي واللقاء مع عائلته:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أسأل الله أن يُعلي درجات السيّد رئيسي. نحن مهما فكّرنا، أنا أشعر أنّ هذا الفقد لا يمكن أن يُعوّض بالنسبة إليّ، وأيضاً للبلاد، وكذلك بشكل خاصّ لعائلته. أي إنّها خسارة قاسية لا يمكن تعويضها، وهي قاسية جدّاً، إنّها لوعةٌ كُبرى. نأمل أن يُعلي الله المتعالي درجات سماحته، إن شاء الله، وأن يُلهمكم الصّبر. بقدر ما تكون المصيبة أقسى وأعظم، يكون الأجر الإلهي أعظم وأعذب أيضاً، إن شاء الله.
لقد خدم بإخلاص خلال فترة حياته، وقدّم خدمات عظيمة، وقدّم مثل هذه الخدمة العظيمة للبلاد بعد رحيله أيضاً، من خلال هذه الحشود للنّاس، فأن يتّجه الناس فور السماع بالحادث، وفي مختلف المدن، في طهران ومشهد وسائر الأماكن، ويجتمعوا في المساجد والساحات، فإنّ هذا ينطوي على معنى كبير. هذه المحبّة التي عبّر عنها النّاس تجاه سماحته، وهذا الوفاء الذي أبدوه ذو معنى كبير. لقد كان سماحته تجسيداً لشعارات الثورة الإسلاميّة. أي كانت تخرج من فمه نفس الكلمات الأساسيّة للثورة الإسلاميّة. وكان سماحته قد جعل هذه الشعارات شعاراتٍ لنفسه، وقد سمعها الناس من سماحته. نفس هؤلاء الناس الذين يعبّرون اليوم عن مشاعرهم تجاه هذا الرّجل. ما الذي يعنيه هذا الأمر؟ إنّه يعني أنّ الناس متعلّقون بهذه الثورة وهذه الشعارات.
بعض قادة الدول، هؤلاء جاؤوا والتقونا، وجدتُ أنّ بعضهم قد انتبه إلى هذه النقطة أيضاً. فهذا التشييع الذي جرى لسماحته بعث في واقع الأمر برسالة قوّة الجمهوريّة الإسلاميّة للعالم أجمع. إنّهم يُدركون أنّ هذا الفكر، وهذا المنطق، وهذه المدرسة متجذّرة إلى هذا الحدّ في أوساط هؤلاء الناس. والناس هم كلّ شيء، أي عندما يكون النّاس إلى جانب نظامٍ معيّن، تكون القوّة الأساسيّة للنظام نابعة من محبّة الناس. هل يوجد مدّخر اجتماعي أرقى من هذا؟ هذا الحشد، وهذا البكاء والحزن العام، لا في طهران فحسب، بل في كلّ البلاد، هل يوجد مدّخر اجتماعي أرقى من هذا؟ مَن حقّق هذا الأمر ومَن عرضه أمام أعين العالم؟ لقد أنجز السيّد رئيسي هذا الأمر. هذه أمور في غاية الأهميّة. لقد أحبّ الله المتعالي هذا الرّجل، وأضفى البركة على رحيله بهذا النحو، جعله مباركاً. كما أنّ أولئك الذين كانوا في هذا الحادث معه أيضاً، بطبيعة الحال كان بعضهم أشخاصاً يملكون مكانة شعبيّة، مثل السيّد آل هاشم. هم بلغوا الذّرى أيضاً. السيّد عبداللهيان، وسائر السادة، حارسُ سماحته الشخصي، المحافظ، نعم، وفريق الطيران. هؤلاء حلّقوا أيضاً ببركة هذا الرّجل. هؤلاء بلغوا الذّرى أيضاً، وأصبحوا أعزّاء وذوي سمعة طيبة. هذه ألطاف الله. إنّها لوعة كبيرة وقاسية، تدعو إلى البكاء، وتترك غصّة لدى عائلته وأقاربه وجميع رفاقه، ولدينا نحن جميعاً. هذه كلّها في محلّها. لكن ينبغي رؤية ذاك الجانب من القضيّة والمقلب الآخر لها أيضاً، أن ندرك ما هي البركة التي جعلها الله المتعالي في هذا الحادث المرير، وأيّ فرصة جعلها الله المتعالي للبلاد والنظام والإسلام.
المصدر: khamenei.ir