تحل هذا العام الذكرى الـ24 لتحرير جنوب لبنان من العدو الاسرائيلي في 25 أيار/مايو(عيد المقاومة والتحرير)، ومعادلات الردع والقوة تترسخ كما تتراكم قدرات المقاومة الاسلامية كمّا ونوعا بما يحقق الحماية للبنان من العدوانية الصهيونية التوسعية، ويشهد الميدان انه بعد اكثر من 8 أشهر على فتح جبهة المساندة اللبنانية لقطاع غزة ومقاومته وشعبه، لم يتهوّر العدو الصهيوني بفتح الجبهة على مصرعيها وإنما حصر اعتداءاته على لبنان بمحاولته ربط النزاع مع المقاومة وعدم تجاوزه الخطوط الحمر التي تؤدي الى فتح باب جهنم على كيانه المؤقت.
ومن يتابع الاعلام الاسرائيلي والاجواء في كيان العدو يدرك بشكل واضح مدى الخسائر التي مُني بها هذا الكيان على مدى ثمانية أشهر، ولعل أبرز هذه الخسائر هو المزيد من تآكل وربما اضمحلال الردع الإسرائيلي، سواء في قطاع غزة على الرغم من حالة الدمار التي يحاول العدو نشرها مرتكبا أفظغ الجرائم وصولا لبقية جبهات المساندة في مختلف ساحات المقاومة.
وانطلاقا مما سبق وفيما يتعلق بجبهة المساندة اللبنانية، تُكبد المقاومة الاسلامية العدو خسائر بشكل يومي مستهدفة مختلف المواقع الحدودية وصولا الى العمق المحتل، ما جعل الصهاينة يخشون من تزايد قوة حزب الله والمخاطر الجمة التي يشكلها على الجبهة الشمالية للكيان الغاصب، وباتت التقارير الصهيونية تشير الى حالة ذهول وصدمة في الكيان خوفا من قدرات حزب الله التي كشف بعضا منها في الاشهر والاسابيع الماضية، وتعمّدت قيادة المقاومة بين فترة واخرى الى تمرير رسائل لمن يعنيهم الامر في “الكيان الآيل الى الزوال” لفهم مدى المخاطر التي تنتظرهم من أي مغامرة واسعة باتجاه لبنان.
وبالتالي تصبح التهديدات التي يطلقها بعض القادة الصهاينة تصب في خانة من اثنتين، هما: + إما ان التصريحات تطلق للتهويل فقط وبالتالي لا قيمة لها باعتبار ان العدو يعاني منذ 7 تشرين الاول/اكتوبر 2023 الأمرّين من غزة ولبنان واليمن والعراق وايران، ولا مجال بعدها للقول ان العدو فعلا قادر على تنفيذ ما يتوعد به، فهو منذ بدء العدوان على غزة وفتح جبهة المساندة اللبنانية لم يتوقف عن إرسال الرسائل عبر الموفدين الغربيين لتهديد لبنان ولكن بدون جدوى حتى الساعة.
إما ان المسؤولين الصهاينة يعيشون حالة من الإنفصام عن الواقع وكل ما يجري وما يتكبدونه من خسائر في مختلف الساحات ولا سيما غزة ولبنان، ما يعني ان حالة الجنون المتفشية هي مسألة واقع لا مفرّ منه وبالتالي لا يمنع هذا المجنون الصهيوني في رئاسة حكومة العدو ومن معه من قيادات سياسية وعسكرية وامنية(سواء كانوا مجانين مثله او تابعين يخشونه ويضطرون الى السير برغباته الحمقى) قد يقدمون فعلا على تنفيذ التهديدات بدون عقلانية او واقعية تدفعهم الى مراجعة ما يجري يوميا، فالخسائر التي يتلاقها الصهاينة خاصة في جبهة لبنان هي عينات مما ينتظرهم فيما لو حصلت التوسعة للحرب.
وبالسياق، اعتبرت الاوساط الصهيونية ان “ما نراه في الاونة الاخيرة هو تغيير استراتيجي من قبل حزب الله”، ورأت ان “هناك تصاعدا في استخدام الطائرات المسيرة التي تجد إسرائيل صعوبة في اكتشافها واعتراضها، كما نرى تطورا جديدا بادخال الطائرة المسيرة الهجومية التي تطلق صواريخ اضافة الى استهداف منطاد تال شمايم”، ولفتت الى ان “هدف حزب الله من وراء ذلك هو اعماء اسرائيل والتركيز على منظومات الرصد الجوية وهو يتجرأ اكثر ويوسع بنك اهدافه على المستوى النوعي والكمي”.
كما اعتبر متابعون صهاينة انه “يتشكل في الشمال تهديدا جدي جدا وتغييرا في المعادلة قياسا بما رأينا سابقا”، وتابعوا “الأمين العام لحزب الله يراقب ما يجري في اسرائيل فهناك ثلاثة فرق تقاتل في غزة وانقسام داخلي اسرائيلي ومشكلة على مستوى الذخائر، الثقة بالنفس لدى نصر الله ترتفع وهذا الامر مقلق جدا جدا لاسرائيل”، واكدوا ان “حزب الله وصل الى ذروة جديدة حيث نجح في ادخال طائرة مسيّرة هجومية الى منطقة المطلّة، تجاوزت الحدود واطلقت نحو قوة للجيش الاسرائيلي صاروخين قبل ان تنقض على هدف على الارض”.
وأضاف المتابعون “هذا الحدث اظهر لنا تكنولوجيا لم نعرف بوجودها لدى حزب الله وهي تكنولوجيا متطوّرة وفتاكة، فالحزب يستخدم منظومة جديدة من الطائرات المسيرة الهجومية مثل طائرات الهرمس الاسرائيلية”، وأسفت ان “كل هذا التطور النوعي والكمي لدى حزب الله يما يشكله من تغيير استراتيجي، كان بدون معرفة او اكتشف من الجيش الاسرائيلي وأجهزة الاستخبارات المعنية يجمع المعلومات العسكرية”.
فكل هذه القدرات المتراكة والمتطورة للمقاومة تجعل من يفكر ويحلل في كيان العدو بحالة من القلق والصدمة والخوف من المستقبل الذي يقودهم إليه بنيامين نتانياهو وحكومته، بينما من يكذب من المسؤولين ويخفي الحقائق عن المستوطنين وعائلات الاسرى الصهاينة المحتجزين في غزة وعوائل الجنود الذين يتم زجهم في معارك عبثية، فهذا المسؤول يبحث عن مصالحه الخاصة واستمراره في السلطة ولو كان ذلك على حساب المستقبل المأساوي لـ”اسرائيل” وبقية الصهاينة.
المصدر: موقع المنار