أكد الإمام السيد علي الخامنئي، أن البراءة في موسم الحاج هذا العام أكثر بروزاً من أيّ زمن مضى، مشيراً إلى أنّ الحجّ هذا العام هو حجّ البراءة.
كما لفت سماحته إلى أنّ الكيان الصّهيوني لم يكن ليجرؤ على معاملة المسلمين بهذه الوحشيّة في غزّة لولا مساعدة أمريكا له. وأكّد سماحته أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة لم ولن تنتظر مساندة أحد لفلسطين، إلا أنّ مؤازرة السواعد القويّة للشعوب والحكومات الإسلاميّة ستترك تأثيراً كبيراً وتُنهي حالة الشعب الفلسطيني المأساويّة.
وخلال لقائه القيّمين على شؤون الحج في جمهورية إيران الإسلامية، تحدّث سماحته في بداية اللقاء حول فريضة الحج، لافتاً إلى أنّها فريضة متعددة الأبعاد في الجوانب المادية والمعنوية. وأضاف: «في البعد الداخلي والباطني، النقطة البارزة في كل مراحل ومواقف الحج هي ذِكر الله باعتباره المنشأ الحقيقي للحياة والعزيمة والإرادة والقرارات الفردية والاجتماعية والوطنية».
كما عدّ الإمام الخامنئي النقطة البارزة في البعد الاجتماعي للحج هي وحدة المسلمين وتواصلهم مع بعضهم بعضاً، وقال: «فلسفة الدعوة الإلهية لجميع الناس للحضور في مكان محدد وفي أيام محددة هي من أجل تعرّف المسلمين إلى بعضهم بعضاً والتفكير معاً واتخاذ قرارات مشتركة، حتى تعود نتائج الحج المباركة والعينية على العالم الإسلامي والإنسانية جمعاء، إذْ يعاني العالم الإسلامي الآن من فجوة كبيرة في مجال اتخاذ القرارات المشتركة».
واعتبر الإمام الخامنئي أن تجاهل الاختلافات القومية المذهبية والعرقية مقدمة ضرورية للوحدة، وأضاف: «إن الاجتماع العظيم والمتناسق والموحَّد لأتباع جميع المذاهب والفرق الإسلامية ومن جميع الجنسيات هو تجلٍّ بارز للبعد الاجتماعي-السياسي للحج».
ومع الإشارة إلى أن فريضة الحج يجب أن تكون مشحونة بالاسم المبارك للنبي إبراهيم (ع) وتعاليم ذلك النبي العظيم، اعتبر سماحته البراءة من أعداء دين الله من جملة التعاليم الإبراهيمية القيّمة.
ولفت الإمام الخامنئي في هذا السياق: «منذ بداية الثورة، كانت البراءة ركن جارٍ في الحج، لكن الحج هذا العام هو حج البراءة، نظراً إلى الأحداث الضخمة والمدهشة التي تحدث في غزة، والتي كشفت أكثر من أي وقت مضى الوجه المتعطش للدماء المنبثق من الحضارة الغربية».
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ الأحداث الجارية في غزة ستُخلد في التاريخ، وأضاف: «من جهة هذه الهجمات الوحشيّة، وهذا الكلب الصهيونيّ المسعور، ومن جهة أخرى تلك المظلوميّة التي يعيشها أهالي غزّة ومقاومتهم، ستخلدان في التاريخ وستشكّلان علامات ومؤشرات مهمّة ترسم الطريق لمستقبل البشرية».
وفي معرض تبيينه مسؤولية الأمة الإسلامية، خلال فرصة الحج الإبراهيمي، تجاه الجرائم التي ترتكب في غزة، قال سماحته: «النبيّ إبراهيم (عليه السلام) ذلك النبيّ الرحيم والرؤوف والودود؛ يقف بثبات في وجه الظالمين والمعادين ويعلن البراءة منهم ويعايدهم بكل صراحة».
وبالاستناد إلى الآيات القرآنية، اعتبر الإمام الخامنئي ان الكيان الصهيوني بأنه المصداق التام للعداوة تجاه المسلمين، كما عدّ أمريكا شريكاً لهذا الكيان في جرائمه، وأضاف: «لو لم تكن مساعدة أمريكا، هل يجرؤ الكيان الصّهيوني على معاملة المسلمين والنساء والرجال والأطفال بهذه الوحشيّة في غزة؟!».
وتابع الإمام الخامنئي «إنّ مَن يقتل المسلمين ويشردهم وكلك مَن يسانده، كلاهما ظالمان، وطبقاً للقول الصريح في القرآن، مَن يمدّ إليهم يد الصداقة فهو أيضاً ظالم ومشمول في لعنة الله».
وأكد سماحته: «يتوجّب على الحجّاج المؤمنين – سواء كانوا إيرانيّين أو غير إيرانيّين أو من أيّ بلدٍ – أن ينقلوا هذا المنطق القرآنيّ للعالم الإسلاميّ أجمع. هذا ما تحتاجه فلسطين اليوم، وهي بحاجة إلى مساندة العالم الإسلاميّ لها».
ولفت الإمام الخامنئي في هذا الصدد: «الجمهوريّة الإسلاميّة لم تنتظر هذا وذاك ولن تنتظر، لكن لو أنّ السواعد القويّة للشعوب والحكومات المسلمة توافدت من سائر الجهات وقدّمت المؤازرة، فإنّ تأثير ذلك سيكون أكبر بكثير وستنتهي هذه الحالة المأساويّة للشعب الفلسطيني».
المصدر: وكالة ارنا