تتوسّع التعبئة الطالبية داخل جامعات في عدد من الدول تضامنا مع قطاع غزة، غداة دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن الى أن يسود النظام في الجامعات الأميركية، فيما أخلت الشرطة الفرنسية مبنى معهد العلوم السياسية في باريس من المتظاهرين بلا حوادث.
وتشهد جامعات في فرنسا وكندا وسويسرا وأستراليا والمكسيك اعتصامات وتحركات تطالب بوقف العدوان الذي اندلع قبل سبعة أشهر.
في الولايات المتحدة التي انطلقت منها التعبئة الطالبية على خلفية الحرب، فككت الشرطة اتي حضرت بكثافة المخيمات التي نصبها طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعات مختلفة كانت آخرها جامعة كاليفورنيا لوس أنجلس حيث أوقف العشرات. وفي وقت باكر الجمعة، فككت الشرطة سلميا مخيما في جامعة نيويورك (NYU) بناء على طلب المؤسسة.
كذلك، فُكّكت مخيمات أخرى في جامعتَي أريزونا في توسون (جنوب غرب) وويسكنسن ماديسون (شمال) وفق وسائل إعلام محلية.
وفي فرنسا، أخرجت الشرطة المتظاهرين من مبنى معهد سيانس بو من دون حوادث. وأوضحت شرطة باريس “أرسل قائد الشرطة قوات إنفاذ القانون لإخلاء سيانس بو… أُخرج 91 شخصا دون حوادث”.
وخلال تجمع دعما للقضية الفلسطينية في البانثيون الجمعة في باريس شارك فيه شبان ونواب من اليسار الراديكالي، قال زعيم حزب “فرنسا الأبية” جان لوك ميلانشون “أنا أتحمل واجب الدفاع عن التزام الشباب النضالي ضد الإبادة الجماعية في غزة. أدعو كل من يستطيع الانضمام إليهم ودعمهم معنويا وماديا”.
كذلك، أخرجت الشرطة طلابا من معهد الدراسات السياسية في ليون، كما أبعدت عشرات الطلاب الذين كانوا يغلقون مدخل حرم جامعي في سانت إتيان، قرب ليون، لليوم الثاني على التوالي.
من جهتها، أكدت الحكومة الفرنسية الجمعة أن “الحزم كامل وسيبقى كاملا”، مع تدخل الشرطة لفضّ الاعتصام.
كذلك، احتلّ حوالى مئة طالب مؤيدين للفلسطينيين الخميس قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة. وقال المنظمون في بيان إنّ التحرّك “يتبع مثال التعبئة في الجامعات في كندا والولايات المتحدة وفرنسا”.
ويتكرر المشهد في دول أخرى منها المكسيك حيث نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في مكسيكو الخميس خياما أمام “جامعة المكسيك الوطنية المستقلّة”، كبرى جامعات البلاد احتجاجا على استمرار العدوان. ووضع الطلاب فوق مخيّمهم الاحتجاجي أعلاماً فلسطينية وردّدوا شعارات بينها “عاشت فلسطين حرّة!”، و”من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر!”.
ورفع المحتجّون مطالب عدّة بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع تل ابيب.
في أستراليا، تجمع مئات المتظاهرين منهم مؤيدون للفلسطينيين وآخرون مؤيدون لإسرائيل في إحدى جامعات سيدني، وأطلق كل جانب شعارات. لكن الاحتجاج بقي سلميا رغم بعض الجدالات المتوترة. ويخيم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين منذ عشرة أيام قبالة جامعة سيدني.
طلاب مناهضون للعدوان في غزة ينصبون خيما في كلية ترينيتي بدبلن
ونصب طلاب من كلية ترينيتي المرموقة في دبلن مخيما في حرم الجامعة، وأغلقوا السبت مدخل مبنى عادة ما يستقطب الكثير من السياح. ووصف المحتجون تعبئتهم بأنها “مخيم للتضامن مع فلسطين” في اعقاب تزايد تجمعات مماثلة في أوروبا والولايات المتحدة.
وقال رئيس اتحاد الطلاب بالجامعة، لازلو مولنارفي، لقناة “آلا تي أي” التلفزيونية إن المحتجين يطالبون الجامعة بقطع علاقتها مع الكيان الاسرائيليي. وذكرت المؤسسة في بيان “يوجد معسكر غير مرخص لـ BDS (حركة تدعو إلى مقاطعة إسرائيل) في ترينيتي”.
واشار إلى أنه “لضمان الأمن، سيقتصر دخول الحرم الجامعي على الطلاب والموظفين والمقيمين وأعضاء القسم الرياضي”، مؤكدا أن دخول الزوار سيكون محظوراً السبت. واضافت المؤسسة في البيان “إذ تدعم جامعة ترينيتي حق الطلاب في الاحتجاج، لكن يتعين تنظيم الاحتجاجات ضمن قوانين الجامعة”.
وتتوسّع التعبئة الطالبية التي بدأت في الجامعات الأميركية، داخل جامعات في عدد من الدول للمطالبة بوقف العدوان. وتشتد معارضة الحرب للغاية في أيرلندا، حيث خرج الآلاف من الأشخاص في مسيرات للمطالبة بوقف إطلاق النار.
وانتقدت الحكومة، من جانبها، بشدة موقف الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو. وأعلن رئيس الوزراء الأيرلندي الجديد سايمن هاريس في منتصف نيسان/أبريل أنه مستعد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبراً أن ذلك يمكن أن يساعد في عملية السلام في الشرق الأوسط.
وفي شباط/فبراير، طلبت إسبانيا وإيرلندا من بروكسل التحقيق “بشكل عاجل” في مدى “احترام” إسرائيل لحقوق الإنسان في غزة. دعا أكثر من 400 فنان ايرلندي في رسالة مشتركة إلى مقاطعة مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” بسبب مشاركة إسرائيل فيها.
المصدر: أ ف ب