وصل وفد حركة “حماس” إلى العاصمة المصرية القاهرة، لاجراء مباحثات بشأن المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في غزة. وتُقدّم حركة حماس اليوم الاثنين ردّها على مقترح للتوصل إلى هدنة، للعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ 206، والذي تسبب بمجاعة.
ومن المقرّر عقد اجتماع ثلاثي في القاهرة بين مصر وقطر وحماس التي يرأس وفدها خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة في قطاع غزّة والمنخرط بشكل كبير في المفاوضات.
وأشار المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته إلى أنّ “الأجواء إيجابيّة ما لم تكُن هناك عراقيل إسرائيليّة جديدة، إذ لا قضايا كبيرة في الملاحظات والاستفسارات التي تُقدّمها حماس بشأن ما تضمّنه الردّ” الإسرائيلي.
وهذا المقترح صاغته مصر وأدخلت عليه حكومة الاحتلال تعديلات. وعرض المقترح الجديد بعدما أصرّت حماس في منتصف نيسان/أبريل على وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزّة، وهو شرط ترفضه تل أبيب.
ولم ترشح تفاصيل عن الردّ الإسرائيلي على المقترح، لكنّ موقع أكسيوس الإخباري الأميركي نقل عن مسؤولين إسرائيليّين قولهم إنّه يتضمّن رغبة في مناقشة “إرساء هدوء دائم” في غزة.
ويأتي الاجتماع في القاهرة بعد نحو 7 أشهر من العدوان على قطاع غزة. وعجزت مصر وقطر والولايات المتحدة حتّى الآن من إقناع طرفَي النزاع بوقف القتال. لكن في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، أتاحت هدنة دامت أسبوعا إطلاق سراح 80 رهينة كانت حماس تحتجزهم في مقابل الإفراج عن 240 فلسطينيا في السجون الإسرائيليّة.
ويتواصل الضغط الداخلي على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مع خروج تظاهرة جديدة ليل السبت جمعت آلاف الأشخاص في تلّ أبيب، للمطالبة بالإفراج عن الرهائن الذين خُطفوا في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر.
الرشق: حماس لم تصدر أي موقف حول ورقة الرد الإسرائيلي
وأكد القيادي في حركة حماس عزت الرشق، أن الحركة لم تصدر أي تصريح باسمها، ولا منسوباً لمصادر في الحركة حول ورقة الرد (الإسرائيلي) الذي التي تسلمناه من الوسطاء، وشدد عهلى أن الرد لا يزال تحت الدراسة.
وقال الرشق إن “ما تصدره بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية من تسريبات حول ذلك تهدف للتشويش والبلبلة.
نتنياهو وخيارات الصفقة… اجتياح رفح أو إسقاط الحكومة؟
ويتصاعد الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية حول الأولويات في هذه المرحلة من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة؛ إذ يرى الجنرالات السابقون متمثلين بـ”المعسكر الوطني” أن اتفاق تبادل الأسرى يمثل أولوية قصوى، في حين يصر أنصار اليمين واليمين المتطرف على التوغل في رفح، رغم التحذيرات الدولية من الهجوم على المدينة التي تضيق بالنازحين الذين لجؤوا إليها هربا من القصف الإسرائيلي في أماكن أخرى.
يأتي ذلك في أعقاب تلويح وزيري المالية، بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي، إيتمار بن غفير، بإسقاط الحكومة إذا ما جرى إبرام صفقة تبادل أسرى تؤدي إلى إرجاء العملية العسكرية في رفح، ويرون أن شروطها تشكل “استسلاما لحركة حماس”، علما بأن انسحاب حزبي “الصهيونية الدينية” و”عوتسما يهوديت” سيؤدي إلى تفكيك الائتلاف وحل الحكومة.
وفي بيان مصور بثه على قنواته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، قال سموتريتش: “سيدي رئيس الحكومة، صفقات الوساطة المصرية التي أنهت ‘جولات‘ سابقة ظلت بعدها حماس قوية وتمكنت من تعزيز قوتها مرارا وتكرارا (…) هذا بالضبط ما قدتنا إليه في العقدين الماضيين، وهذا بالضبط ما وعدنا بعدم تكراره”.
واعتبر أن “الموافقة على الصفقة المصرية هو استسلام مذل”، كما اعتبر سموتريتش أن “الصفقة المصرية” بمثابة “حكم بالإعدام بحق المختطفين.
بدوره، أعاد بن غفير مشاركة منشور كان قد كتبه على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، قال فيه إن “صفقة انهزامية (يسميها “صفقة التخلي”) تعني إسقاط الحكومة”، علما بأن حزبي “الصهيونية الدينية” و”عوتسما يهوديت” يشاركان في حكومة نتنياهو بـ13 مقعدا برلمانيا وانسحابهما من الائتلاف يعني سقوط الحكومة (59 مقعدا من أصل 120 في الكنيست).
من جهته، علق الوزير في كابينيت الحرب، بيني غانتس، على تهديدات سموتريتش وبن غفير، وقال في بيان عممه على حساباته الرسمية في مواقع التواصل، إن “دخول رفح مهم في الصراع الطويل ضد حماس، لكن عودة المختطفين الذين تخلت عنهم حكومة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أمر ملح وذو أهمية أكبر بكثير”.
وأضاف غانتس أنه “إذا تم التوصل إلى مخطط مسؤول تدعمه الأجهزة الأمنية؛ لا ينطوي على إنهاء الحرب، وعطله الوزراء الذين قادوا الحكومة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فلن يكون للحكومة الحق في الوجود”، علما بأن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قال في مقابلة مع القناة 12، السبت، إن إسرائيل سترجئ عملية رفح إذا تم التوصل لاتفاق تبادل أسرى.
وكان غانتس قد انضم إلى حكومة الطوارئ بعد أيام من اندلاع الحرب على غزة، بكتلة مكونة من 12 عضو كنيست، قبل أن ينسحب الوزير السابق، غدعون ساعر، من الحكومة، وينفصل عن كتلة غانتس، وينضم للمعارضة بكتلة من 4 أعضاب كنيست تسمى “اليمين الرسمي”، الأمر الذي أفقد غانتس قدرته على التأثير، إذا أن وجوده في الحكومة لا يضمن بقاءها إذا ما قرر سموتريتش وبن غفير إسقاطها.
من جانبه، شن ساعر هجوما على كابينيت الحرب، وقال في منشور على منصة “إكس”، إن “الضعف يولد ضعفا. كما أن تأخر كابينيت الحرب الفاشل في اتخاذ قرار دخول رفح ومحور فيلادلفيا، أضعف موقف إسرائيل التفاوضي في محاولات التوصل إلى مخطط جديد للإفراج عن الرهائن. ثمن الافتقار إلى الحسم هو الإذلال. حزين جدا”.
في المقابل، قال زعيم المعارضة، يائير لبيد، إن “على هذه الحكومة أن تختار: إعادة المختطفين أحياء، أو بن غفير وسموتريتش؛ علاقات مع الأميركيين، أو بن غفير وسموتريتش؛ الصفقة السعودية، أو بن غفير وسموتريتش؛ أمن إسرائيل، أو بن غفير وسموتريتش”، فيما تخشى عواصم ومنظمات إنسانية سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في رفح، التي تتعرض أساسا لقصف منتظم من قبل جيش الاحتلال.
بايدن بحث في اتصال مع نتنياهو تطور محادثات التهدئة في غزة
وأجرى الرئيس الأميركي، جو بايدن، محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، بحثا خلالها العملية المحتملة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، في رفح، وكذلك المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بحسب ما جاء في بيان صدر عن البيت الأبيض.
وأفاد البيت الأبيض، في بيان، بأن بايدن تحدث إلى نتنياهو، مساء الأحد، و “استعرضا المحادثات الجارية لضمان إطلاق سراح الرهائن إلى جانب وقف فوري لإطلاق النار في غزة”.
ووفقا للبيت الأبيض، “ناقش بايدن ونتنياهو زيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك من خلال الاستعدادات لفتح معابر شمالية جديدة بدءًا من الأسبوع الجاري”.
وشدد بايدن “على ضرورة استدامة هذا التقدم وتعزيزه بالتنسيق الكامل مع المنظمات الإنسانية”، وختم البيان بالإشارة إلى أن بايدن ونتنياهو “ناقشا مسألة رفح، وأكد الرئيس على موقفه الواضح”، علما بأن إدارة بايدن لا تعارض اجتياح الاحتلال لمدينة رفح، ولكنها تطالب حكومة نتنياهو بـ”ضمانات لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الاثنين، إن تل أبيب وافقت على الاستماع إلى مخاوف ورؤى واشنطن قبل اجتياحها لمدينة رفح. وأوضح في تصريحات لـ”إيه بي سي” إنه “لقد أكدوا لنا أنهم لن يدخلوا رفح حتى تتاح لنا الفرصة لمشاركة وجهات نظرنا ومخاوفنا معهم”.
وفي إطار التقارير الأخيرة عن مقترح مصري وآخر ناقشته الحكومة الإسرائيلية لتبادل الأسرى، قال كيربي: “ما نأمله هو أنه بعد ستة أسابيع من وقف إطلاق النار المؤقت، ربما نتمكن من تحقيق شيء أكثر استدامة”، في الوقت الذي يكثف فيه الوسطاء جهودهم للتوصل إلى اتفاق قبل هجوم إسرائيلي مزمع على رفح.
المصدر: مواقع