طال الصراع غالبية المدن في السودان، مع إكماله الشهر العاشر، وفاقم الأزمة التي يعيشها المواطنون السودانيون، في وقت تحذّر فيه الأمم المتحدة من أن طرفي الصراع يرتكبان انتهاكات “ترقى الى جرائم حرب”، حيث يعاني ملايين السودانيين من أوضاع إنسانية صعبة.
موت ومعاناة ويأس
وأصدر مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تقريرًا، أمس الجمعة، يرصد الانتهاكات التي تشمل “هجمات عشوائية” في السودان على مواقع مدنية مثل المستشفيات والأسواق وحتى مخيمات النازحين.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، إن الروايات الواردة من السودان منذ ما يقرب من عام هي روايات “موت ومعاناة ويأس”، فيما تستمر الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان “دون نهاية تلوح في الأفق”.
ودعا تورك، إلى ضرورة إجراء “تحقيقات سريعة وشاملة وفعالة وشفافة ومستقلة ومحايدة في جميع الادعاءات بشأن الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي لحقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني، ويجب تقديم المسؤولين عنها للعدالة”.
وأضاف تورك أن التقرير “يقدم قراءة مؤلمة للغاية للمأساة التي لحقت بالشعب السوداني دون داع منذ نيسان عام 2023، ويؤكد من جديد الحاجة الماسّة لإنهاء القتال وكسر دائرة الإفلات من العقاب التي أدت إلى نشوب هذا الصراع في المقام الأول”.
كذلك طالب تورك بضرورة “إسكات البنادق في السودان وتوفير الحماية للمدنيين”، مع وجود “حاجة ماسة لاستئناف المحادثات الشاملة بجدية لاستعادة الحكومة المدنية من أجل فتح الطريق إلى الأمام”.
25 مليون شخص يعانون
وكشف برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة (WFP)، مطلع الأسبوع الماضي، عن معاناة ما لا يقل عن 25 مليون شخص من “ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية” في السودان.
وأفاد البرنامج في بيان له بأن “الأزمة في السودان ترسل موجات صادمة إلى جميع أنحاء المنطقة، مع نزوح آلاف الأسر وإجبارها على عبور الحدود إلى تشاد وجنوب السودان كل أسبوع”.
وذكر البرنامج أن تأثير الصراع يشمل ثلاثة بلدان هي السودان وجنوب السودان وتشاد، “وقد خلق أكبر أزمة نزوح في العالم”.
وتصل شاحنات إلى مدينة الرنك في جنوب السودان محمّلة بعشرات المسنين والنساء والأطفال الذين فرّوا من القتال في السودان.
نصف مليون نازح
وتساعد المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة (IOM) مئات الآلاف من النازحين السودانيين للتنقل إلى مكان آمن بسبب الحرب.
وقد عبر أكثر من نصف مليون شخص، بمساعدة المنظمة، الحدود إلى الرنك في جنوب السودان الذي يكافح لاستيعاب الوافدين الجدد مع ازدحام مخيمات اللاجئين فيه.
وتُعدّ مساعدة النقل المقدّمة واحدة من أكبر عمليات النقل وأكثرها تعقيدًا في تاريخ المنظمة الدولية للهجرة.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن أزمة نقدية كبيرة تلوح في الأفق، مع الحاجة إلى 32 مليون دولار أمريكي لتقديم مساعدة النقل لـ 150.000 شخص، ما سيؤثر على هذه المساعدة الحيوية التي تشتد الحاجة إليها للوافدين.
وتقع الرنك على مسافة 10 كيلومترات فقط من السودان حيث اندلعت الحرب في نيسان/أبريل من العام الماضي بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”. ومذاك، يشهد مركزا عبور تابعان للأمم المتحدة في الرنك، تدفقًا متواصلًا للسودانيين الهاربين من الحرب.
المصدر: وكالات