في ظل المواجهات التي تشهدها منطقة البحر الأحمر، على خلفية إعلان الولايات المتحدة الأميركية في وقت سابق تشكيل تحالف بحري زعمت أنه لمواجهة استهداف الجيش اليمني السفن الاسرائيلية أو المتوجهة إلى الكيان الغاصب، نصرة لأهل غزة، أعلنت ايران دخول المدمرة “البرز” إلى البحر الأحمر، عبر مضيق باب المندب.
وفي التفاصيل، فقد أعلن قائد بحرية الجيش الإيراني الأدميرال شهرام إيراني، أن مدمرة “البُرز” ترافق حالياً إحدى ناقلات النفط التابعة لبلاده في البحر الأحمر، موضحاً أن “هذه المدمرة مهمتها حماية السفن التجارية والناقلات الإيرانية في البحر الأحمر”، مشيراً إلى أن “بعض القوى العالمية، لا يجرؤ على الحضور في هذه المنطقة كونها منطقة مواجهة”.
كلام الأدميرال الايراني يأتي في إشارة إلى ما أعلنته شبكة “سي أن أن” الأميركية، بأنّ عدداً متزايداً من شركات التأمين “يرفض تغطية السفن الأميركية والبريطانية والإسرائيلية ضد مخاطر الحرب في البحر الأحمر”. وترافق المدمرة الإيرانية سفينة “بوشهر” العسكرية للتمركز قرب مضيق باب المندب. كما أن المدمرة البرز مزوّدة بصواريخ كروز البحرية بعيدة المدى.
يأتي ذلك، غداة اعتداء أميركي على 3 زوارق يمنية أدّى إلى استشهاد وفقدان 10 مقاتلين من الجيش اليمني في البحر الأحمر.
وشدّدت القوات المسلحة اليمنية على أنها “لن تتردد في استهداف مصادر التهديد وكل الأهداف المعادية في البر والبحر، دفاعاً عنِ اليمن”، بعد العدوان الذي شنّته الولايات المتحدة وبريطانيا على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.
تقارير إعلامية: ايران استهدفت سفينتين اسرائيليتين رداً على استهداف قادة محور المقاومة
الجدير ذكره، أنه وفي ظل التحذيرات من “عسكرة البحر الأحمر”، التي تأتي في سياق تداعيات العدوان المستمر في قطاع غزة وتأكيد محور المقاومة على المضي قدماً في المعركة ضد العدو وكل حلفائه حتى الإعلان عن وقف لاطلاق النار، أفادت مصادر خاصة لقناة “الميادين” أنّ حرس الثورة الإسلامية في إيران “هو الذي يقف وراء استهداف السفينتين الإسرائيليتين في المحيط الهندي في الرابع من شهر كانون الثاني/يناير الحالي.
مصادر خاصة أوضحت للقناة أنّ “استهداف السفينتين الإسرائيليتين جاء في سياق الرد على اغتيال قادة في محور المقاومة وفي مقدمهم اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروي والمستشار العسكري الإيراني في سوريا العميد رضي موسوي”.
كذلك، هي ردٌ على الاعتداءات الاسرائيلية على مقار ومراكز لمحور المقاومة، وفق المصادر.
وفي التفاصيل، أوضحت المصادر أنّ السفينة الأولى تحمل اسم “CHEM CILICON” تابعة لشركة “ACE” وكانت ترفع علم ليبيريا واستهدفت شمال غرب المالديف؛ أما الثانية، فهي إسرائيلية اسمها “PACIFIC GOLD” تابعة لشركة “إسترن”، واستُهدفت على بعد 200 ميل من فيرافال الهندية.
وكانت مصادر الميادين قد أفادت، قبل أيام، أنّ باخرتين تابعتين للاحتلال الإسرائيلي تحملان كمية ضخمة من النفط استُهدِفتا في المحيط الهندي في الرابع من شهر كانون الثاني/يناير الحالي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها استهداف سفن للاحتلال الإسرائيلي في المُحيط الهندي؛ ففي 23 كانون الأول/ديسمبر 2023، تعرّضت سفينة تجارية “مرتبطة بإسرائيل” ترفع علم ليبيريا لهجوم بطائرة مسيّرة في المحيط الهندي، ما أدّى إلى اندلاع حريق على متنها.
“المدافعون عن سماء الولاية 1402″… ايران تكشف عن منظومات دفاعية جديدة
إلى ذلك، أعلنت ايران أمس عن انطلاق مناورات “المدافعون عن سماء الولاية 1402” بدورتها الخامسة بمشاركة منظومات دفاعية جديدة.
وانطلقت المناورات صباح الخميس على مساحة 600 كيلومتر من آبادان إلى تشابهار لتشمل سواحل الخليج إلى مياه الخليج العماني. وأعلن قائد قاعدة خاتم الأنبياء المشتركة للدفاع الجوي والمتحدث باسم المناورات، العميد قادر رحيم زاده، أن “عشرات الطائرات المسيرة والطائرات الحربية ستشارك في هذه المناورات ضمن الخطة المحددة لها من استهداف مناطق حساسة”.
وأضاف أن “مجموعة من المنظومات الدفاعية الجديدة المتطورة والتي يكشف عنها للمرة الأولى ستقوم بالتصدي لهذا الهجوم وردعه”.
وأوضح أنّ “خطة المناورات تحاكي التهديدات المحتملة وتتضمن عمليات الرصد والكشف عنها وملاحقتها والتصدي لها، كما ستقدم هذه المناورات تدريبات على الحرب الذكية وستكون واقعية وليست افتراضية”.
وفي السياق، قال المتحدث إنّ “هذه المناورات ستتمّ بحضور وحدات مختارة من قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش، القوة الجوية الفضائية التابعة لحرس الثورة الإسلاميّة، القوات الجوية للجمهورية الإيرانية، القوات البحرية للجمهورية الإيرانية، البحرية التابعة للحرس الثوري، بالإضافة إلى أجزاء من القوات البرية للجيش تحت قيادة قاعدة خاتم الأنبياء”.
ولفت إلى أنّ “هذه المناورات تطبق من أجل تحسين الاستعداد القتالي والردع للوحدات، وتقييم أنظمة الدفاع الجوي المحلية للتعامل مع التهديدات المتنوعة والواسعة النطاق”.
وكان الجيش الإيراني قد أطلق في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مناورات مشتركة للطائرات المسيرة، بمشاركة ما يقارب 200 طائرة دون طيار، في المنطقة الجغرافية لإيران، من المياه الدافئة للخليج وبحر عمان في الجنوب، إلى شرق وغرب وشمال ووسط البلاد.
يُذكر أن هذه المناورات تأتي في وقتٍ تشهد فيه المنطقة تصعيدًا، وذلك بعد الهجمات الإرهابية على محافظة كرمان الإيرانية، والقصف الإيراني لمقر للموساد الإسرائيلي في أربيل، ومراكز تدريب للإرهابيين في إدلب.
وفي المرحلة العملانية لمناورات “مدافعو سماء الولاية”، قال المتحدث باسم المناورة العميد ثاني عباس فرح بور، إن منظومات “9 دي” للدفاع الجوي قصيرة المدى لقوة الجو فضاء تتبعت الاهداف المحددة من قبل الشبكة الموحدة للدفاع الجوي للبلاد ودمرتها.
وتابع أن “الاهتمام بموضوع الدفاع في مقابل الهجوم الالكتروني والسايبري وقدرات المنظومات المحلية في هذا المجال، يُعدّ من انجازات هذه المناورة لأن منظومات الدفاع الجوي للجيش والحرس، قامت خلال المناورة وفي بيئة الحرب الالكترونية، بالتصدي للأهداف المعادية”.
وقال المتحدث باسم المناورة إن الأخيرة تجري في بيئة حقيقية بالكامل، “ففي المرحلة الاولى، تكون منظومات الدفاع الجوي جاهزة لتنفيذ المهام الموكلة إليها عن طريق التناقل وردة الفعل السريعة للقوات العملياتية مع التقيد بمبادئ الدفاع السلبي”.
واضاف أنه “يتم إقامة التواصل الآمن ومتعدد الطبقات بين منظومات الدفاع الجوي مع مراكز القيادة والتحكم بشبكة الدفاع الجوي الموحدة للبلاد لاتخاذ القرار في اوانه اثناء وقوع التهديدات”، مضيفاً أنه “تمّ خلال هذه المرحلة من المناورة انجاز الطلعات الجوية الاستخباراتية والرصد من قبل الطائرات مع راكب وبدون راكب”.
وتابع أنه “تم اتخاذ الاجراءات التكتيكية والدفاعية بواسطة منظومات الكشف والرصد والتتبع والاشتباك المحلي ضد الطائرات المغيرة والمهاجمة من قبل الدفاع الجوي وكذلك تنفيذ جميع مراحل الدفاع الجوي حتى مرحلة الاصابة الالكترونية”.
المصدر: موقع المنار