انتقل رئيس الحكومة الايطالية ماتيو رينزي خلال الف يوم من قائد اصلاحي شاب الى زعيم سياسي يجازف الاحد بمستقبله السياسي بعد ان اصبح على خلاف مع كل الطبقة السياسية في البلاد.
وهذا الرجل الذي اصبح في شباط/فبراير 2014 وفي التاسعة والثلاثين من العمر اصغر رئيس حكومة في ايطاليا، حاول تسريع وتيرة التغيير في ايطاليا، لكنه لم يتمكن من ذلك كما اظهرت الحملة المحتدمة حول الاستفتاء التي ادت الى انقسام البلاد.
وغالبا ما اتهم بالتفرد في الحكم بدون السعي الى تسويات، كما ان رينزي تسبب بانقسام شديد داخل الحزب الديموقراطي الذي يرئسه (يسار وسط) بين غالبية وآخرين معارضين يميلون اكثر الى اليسار.
وقبل ثلاث سنوات، تولى رينزي الذي كان رئيسا لبلدية فلورنسا رئاسة الحزب الديموقراطي واعدا باستبعاد قدامى اقطاب الحزب وعدد آخر.
ولتحقيق هذه الغاية استبعد عن طريقه شخصيات بارزة في الحزب مثل رئيس الوزراء الاسبق ماسيمو داليما او رئيس بلدية روما السابق فالتر فلتروني.
وفي 13 شباط/فبراير 2014، دفع المسؤول الثاني السابق في الحزب انريكو ليتا الى الانسحاب لكي يتولى بنفسه رئاسة الحكومة.
ورينزي الذي يستخدم كثيرا وسائل التواصل الاجتماعي ولم يشغل سابقا ابدا اي مقعد برلماني او منصب حكومي، كان يحظى انذاك بشعبية قوية تتعارض مع انعدام ثقة الايطاليين بالطبقة السياسية الايطالية.
وبعدما وعد باصلاح كل شهر وبتغيير عميق خلال مئة يوم. تراجع سريعا عن هذا الجدول الزمني وامهل نفسه في صيف 2014 الف يوم “لجعل ايطاليا اكثر بساطة وشجاعة واكثر تنافسية”.
في رصيده اصلاح سوق العمل الذي فرض على النقابيين وتم التصويت عليه بصعوبة في البرلمان ما ساهم في زيادة عدد العقود لفترات غير محدودة، لكن بدون ان يعالج مشكلة البطالة في العمق كما تقول ابرز نقابة ايطالية.
ويعتبر رينزي هذا الاصلاح بانه اصلاح فعلي لليسار، ما يشكل معضلة بالنسبة لشخص يقول ان المواجهة بين اليمين واليسار تجاوزها الزمن ولا يزال على قناعة بان حزبه لا يمكنه الفوز بالانتخابات الا عبر استمالة يمين الوسط.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية