في اليومِ الاربعينَ لحربِ الابادةِ دَخلوا مستشفى الشفاءِ وما وَجدوا فيه لهم دواء .. فكلُّ كَذِبِهم قد انفضح، وكلُّ عنترياتِهم قد تهشمت، فماذا بعد ؟
كلُّ تصريحاتِهم عن وجودِ سلاحٍ ومقاومينَ لم يَستطعوا ان يجدوا لها دليلا، صحيحٌ انهم وجدوا غرفاً للعملياتِ لكنها للجراحةِ وليست للعسكر، وحتى هذه معطلةٌ بفعلِ القصفِ والحصارِ ونفادِ الوقودِ والدواء، وجدوا حُفراً كبيرةً لكنها ليست انفاقاً للمجاهدين، وانما مقابرُ جماعيةٌ لدفنِ عشراتِ بل مئاتِ الشهداءِ من الاطفالِ والشيوخِ والنساءِ الذين قَتلتهم آلةُ الحربِ الاجرامية..
لم يَجد نتنياهو ما يَشفيهِ وباتَ لزاماً اَن ينتهيَ مفعولُ الاوكسيجين السياسي الاميركي والاوروبي الذي يُغذِّي جريمةَ الحربِ المستمرة، والاملُ بأن يَنتهيَ مفعولُ التخديرِ الذي يصيبُ القرارَ السياسيَ العربي ..
دخلَ جيشُ العدوِ مستشفى الشفاءِ بعدَ ان سَحَلت الدباباتُ الصهيونيةُ كلَّ القوانينِ والشرائعِ والاعرافِ العالمية، في سابقةٍ قد لا يكونُ قد شَهِدَ لها التاريخُ مثيلاً..
وما لم يَشهد له التاريخُ مثيلاً هو صمودُ وصبرُ وثباتُ الغزيينَ المزروعينَ في ارضِهم كزيتونِهم الذي لن تستطيعَ اَن تُحرِقَهُ النار، ولا ليمونَهم الذي يعبقُ معَ كلِّ نَسْمةِ وجعٍ او عاصفةِ المٍ مؤكداً انهُ عنوانُ الحياة..
يَصمُدُ الغزيونَ على اكثرَ من احدَ عشرَ الفاً وخمسِمئةِ شهيدٍ وآلافِ المفقودين وعشراتِ آلافِ الجرحى الممنوعين من العلاجِ المطلوب، فيما كلُّ المطالبِ لفتحِ معبرِ رفح وادخالِ الحاجياتِ الطبيةِ والغذائيةِ الضروريةِ ممنوعٌ بفعلِ قرارٍ اميركيٍّ اسرائيلي اوروبي وصمتٍ عربيٍّ وعجزٍ أممي ..
ومعَ كلِّ ذاكَ العجزِ وهذا الاجرامِ تبقى الاعينُ الى الميدان، الى المقاومينَ البواسل، الذين يُجرِّعونَ المحتلَّ كلَّ يومٍ بعضاً من القِصاصِ الموْقِعِ عدداً من القتلى والاصاباتِ في صفوفِ جيشِ الاحتلال، وهي الحالُ الممتدةُ من غزةَ الى جنوبِ لبنانَ حيثُ الصواريخُ على حالِها والقرارُ على ثباتِه بتدفيعِ المحتلِّ اثمانَ عدوانِه..
والى جنوبِ فلسطينَ تبقى اعينُ الصهاينةِ والاميركيينَ وكلِّ حلفائهم والحاضرين على طولِ المسافةِ من اليمنِ الى ايلات قَد خطفَها الارق، معَ الصواريخِ والمسيَّراتِ الآتيةِ الى اهدافِها على الارضِ المحتلة، ولن تسلمَ منها سفنُ البحرِ واِن كانت متخفية..