قبل بداية العدوان على قطاع غزة روج الاحتلال ومعه الولايات المتحدة بشكل كبير الى فظائع مزعومة قامت بها المقاومة الفلسطينية بحق الاطفال في المستوطنات، لتشكيل رأي عام عالمي يمهد لما سيحصل لاحقا من اجرام غير مسبوق في قطاع غزة. ومنذ بداية العدوان الى الآن كان الاطفال في القطاع من اكثر ضحايا الغارات على القطاع التي طالت الاحياء السكنية بشكل ممنهج.
وفي العدوانات السابقة كانت صورة الغارات والقصف الهمجي واضحة ومعروفة بحق المدنيين وربما لا يحتاج الكيان الى اكاذيب ومزاعم ليطلق آلة القتل ولكن هذه الوحشية المتمادية لم تمر سابقا على القطاع بهذا الشكل الذي ينتهك فيه الاحتلال القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف بما يصل الى الابادة الجماعية.
ورغم المزاعم والاكاذيب الصهيونية والاميركية فإن تعامل المقاومين كان انسانيا بحق الاطفال والنساء الصهاينة وهذا ما ظهر على الشاشات، كما روت مستوطنة إسرائيلية كيف رفض مقاتلو المقاومة الفلسطينية إيذاءها مع أولادها خلال عملية طوفان الأقصى.
وتتواصل المجازر بشكل يومي في القطاع ، وادت لاستشهاد الاف السكان بينهم اكثر من 1800 طفل.. الاحتلال وبعد ان تعرض لضربة كبرى تاريخية، وحيث عجز ويعجز عن تحقيق انجاز عسكري، ينتقم من المدنيين، وهذه عادته عند كل عدوان، وهذا العدوان الحالي فاق كل التصورات، وتواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها وقصفها الصاروخي للرد على المجازر ومحاولة ردع الاحتلال عن ما هو افظع واشد، بينما تسجل بالاضافة الى القتل الذي يمارسه الاحتلال جرائم موازية هي جرائم الحصار والتجويع التي يقع ضحيتها الاطفال والنساء والرجال بشكل لم يسبق لأي مجرم وحشي ان مارسه في التاريخ.
واليوم اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ان الاحتلال ارتكب 24 مجزرة خلال الـ24 ساعة الماضية في قطاع غزة راح ضحيتها 266 شهيدا منهم 117 طفلاً..
واشارت وزارة الصحة ان ضحايا العدوان الهمجي حتى الان بلغوا 4651 شهيداً بينهم 1873 طفلاً و1023 امرأة و187 مسناً و14245 مصاباً ..
كل ذلك يتم بتشجيع وتغطية من الولايات المتحدة الاميركية التي زار رئيسها مؤخرا الكيان الصهيوني ليؤكد وقوفه مع كل ما ترتكبه الوحشية الصهيونية فيما كان دم ضحايا مستشفى المعمداني لم يجف.
وامس وزعت الولايات المتحدة مشروع قرار في مجلس الامن يؤكد ما تسميه “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس” ولا يدعو إلى وقف إطلاق النار أو وقف الأعمال العدائية أو حتى هدنة إنسانية في قطاع غزة ولا يأتي على ذكر معاناة المدنيين من القصف الهمجي غير المسبوق على الاماكن السكنية والمستشفيات بل على المتاجر والاسواق والمخابز لقتل اكبر عدد من المدنيين ووقف حصولهم على ما تبقى من مواد غذائية شحيحة.
الوقائع على الارض في القطاع واستمرار الحشد السياسي والدبلوماسي الاميركي دفاعا عن الكيان الصهيوني يؤكد ان قتلة الاطفال الصهاينة والاميركيين مستمرون في غيهم واجرامهم وهذا ليس غريبا على الاميركي والصهيوني في كل حروب المنطقة.
منظمة العفو الدولية اكدت وجود أدلة دامغة على جرائم حرب ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها على قطاع غزة، بما تسبب بالقضاء على عائلات بأكملها.
وربما لا يحتاج تأكيد منظمة العفو لدلائل في ظل ما تبثه القنوات بشكل واضح لا لبس فيه من مشاهد الاجرام والغارات.
ووثقت المنظمة، في تقرير لها، هجمات الاحتلال غير القانونية، لا سيما العشوائية منها، والتي تسببت في خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين. ودعت إلى فتح تحقيق في هذه الهجمات، باعتبارها جرائم حرب.
وأكدت ضرورة أن يقوم مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، على تسريع تحقيقاته الجارية في أدلة جرائم الحرب وغيرها من الجرائم بموجب القانون الدولي. وشددت على أنه بدون تحقيق العدالة وتفكيك نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين لن تكون هناك نهاية لمعاناة المدنيين المروعة التي يشهدها العالم.
المصدر: موقع المنار