بقنابلَ دخانية من مبنى الاممِ المتحدة في نيويورك الى مزرعةِ بسطرة في جنوب لبنان، يحاول رئيس حكومةِ العدو بنيامين نتانياهو التعميةَ على اخفاقاتِهِ على كلِ الصعد. الجيشُ اللبناني يردُّ بالمثلْ على قنابلِ جيشِ الاحتلالْ الدخانيةْ التي استهدَفَت قوةً منهُ كانت ترافقُ جرافةً تعملُ على إزالةِ ردمياتٍ رَمتْها جرافاتُ العدو في الأراضي المحررةْ من المزرعة، فيما عمِلَت قوةٌ من الكتيبةِ الهنديةِ التابعةِ لليونيفيل على التهدئةِ على الحدود. أمَّا في داخلِ كيانِ الاحتلالْ فيبدو أنَّ التهدئةَ مفقودةٌ، فقد أجمَعَت الاوساطُ الصهيونيةُ على أنَّ نتنياهو كان تائِهاً في أروقةِ الاممِ المتحدة حيث ألقى خطاباً خشبياً عَفا عليه الزمن، يَبحثُ فيه عن انتصارٍ على جبهةِ التطبيعِ، بعدما خسِرَ معركَتَهُ مع ايران، بحسبِ الاوساطِ الصهيونية.
في الملفِ الرئاسي اللبناني، فإنَّ الانقشاعَ متعَثِّرٌ، ولا يمكنُ تلمسُ نهاية للازمة.. فالموفدُ القطري يتنقَّلُ بعيداً عن الاضواءِ بين الأطرافِ السياسيةِ والاسماءِ المرشحةِ لرئاسةِ الجمهوريةْ، مُدعَّماً بتأييدٍ اميركيٍ سعودي، وهو ما اعتُبِرَ قيمةً مضافةً على زياراتِ الموفدِ الفرنسي الى لبنان. وبحسبِ معلوماتِ المنار، لم يُبْدِ الموفدُ القطريُ لمن التقاهُم أنّه يزورُ لبنانَ للتسويقِ لإسمٍ محدَّدٍ ، بل في جعبتِهِ حزمةٌ من الاسماءْ، وأنّ بلادَهُ تريدُ مرشَّحاً وسطياً يتوافقُ عليه اللبنانيون.
وبالعودة الى الاممِ المتحدةْ في نيويورك، والقنبلةُ المضيئةُ التي أطلقَتْها مندوبةُ لبنان عقبَ صدورِ قرارِ التمديدِ لليونيفيل أواخرَ شهرِ آب الماضي.. فقد اتَخَذَت جان مراد موقِفاً وطنياً مشرِّفاً أمامَ الحضور، بأنَّ القرارَ ليسَ في مصلحةِ لبنان، فكانَت المكافأةُ الرسميةُ في بيروت قراراً ضبابياً مدوّياً ومستَهجَناً اصدرَتهُ الخارجيةُ اللبنانيةْ باستدعاءِ السفيرةِ إلى الإدارةِ المركزية، تمهيداً لنقلِها إلى مركزِ عملٍ آخر، فهل يجوزُ الصمتُ على قرارٍ كهذا، وهل سيأخُذُ طريقَهُ إلى التطبيقِ أمْ أنَّ هناك كلمةُ حقٍ يَجبُ أن تقالَ لإنصافِ من ظُلِم؟