تستمر معاناة الجيش الصهيوني بسبب الازمة السياسية التي تعصف بالكيان المؤقت، فبعد اطلاق قادة جيش الاحتلال تحذيرات في الكنيست من تضرر كفاءة وقدرات واستعدادات الجيش من استمرار حالة التجاذب السياسي وموجة الاستنكافات في صفوف جنود الاحتياط، كشفت اوساط امنية ان ما يظهر هو رأس الجبل الجليدي وان الازمة اعمق بكثير مما يعرفه الجمهور في الكيان، وأنّ الصورة الصحيحة عن الأزمة غير المسبوقة لا يتّم نشرها بسبب الرقابة العسكريّة المفروضة على وسائل الإعلام العبرية، حيث قال الوزير السابِق ماتان كهانا، للقناة الـ 12 العبرية إنّ “الأزمة خطيرة جدًا، وبحسب معرفتي فإنّها أخطر بثلاث مرّاتٍ ممّا يعرفه الجمهور الاسرائيلي”.
تقرير حول رفض الخدمة العسكرية في الجيش الصهيوني
وكانت قناة “كان 11” العبرية قد ذكرت أن قادة الجيش مثلوا أمام لجنة الخارجية والحرب التابعة للكنيست في جلسة سرية لتقديم صورة واضحة عن مدى تضرر الجيش من موجة الاستنكافات، حيث حذّر قادة الجيش من أن استعدادات الجيش للحرب في تراجع مستمر، مشددين على ضرورة تغيير الوضع الراهن المليء بالتجاذبات.
بدوره، ذكر المراسل العسكري، في القناة الـ 12 العبرية، نير دفوري أنّ الجيش الصهيوني يتابع بقلقٍ متزايدٍ التراجع في الكفاءة للحرب. ونقل دفوري عن مصدرٍ أمنيٍّ كبيرٍ أنَّ الأسابيع المقبلة ستكون مصيريّةً، وأنّ جيش الاحتلال قد يفقد جهوزيّته خلال نحو شهر، في حال استمرار الحكومة بالتشريعات القضائيّة.
سلاح الجو يعود الى الواجهة
تعود ازمة سلاح الجو الصهيوني الى الواجهة، فبعد التقارير المتعددة التي اشارت الى رفضهم الالتحاق بالخدمة، عاد الطيارون ليبلغوا وزير الحرب يوآف غالانت بشكل مباشر انهم لن يشاركوا في أي طلعات جوية في ظل استمرار الازمة مع الحكومة وتحول النظام وفق ما وصفوه الى نظام استبدادي.
تقرير قناة 12 العبرية حول ازمة سلاح الجو الصهيوني
وبحسب موقع “واينت ” الاخباري، فقد أكد الطيارون رفضهم الالتحاق بالخدمة خلال اجتماع مع وزير الحرب يوآف غالانت، سعى فيه الاخير إلى سد الفجوة المتزايدة بين الحكومة والجيش. وأبلغ الطيارون الذين التقوا مع غالانت في قاعدة “رامون” الجوية جنوب الكيان أنهم تفهموا قرار زملائهم من طياري الاحتياط الذين توقفوا بالفعل عن التدريب أو الالتحاق بالخدمة العملياتية احتجاجا على التعديلات القضائية. وقال الطيارون لغالانت إنهم “لا يريدون تنفيذ عمليات نيابة عن دولة غير ديمقراطية، وأنهم يدرسون الانضمام إلى زملائهم المتمردين”، حسبما أفاد الموقع الإخباري.
وبحسب مصدر امني، تحدثت عنه القناة 12 العبرية فان جهوزية سلاح الجو ستواجه مشاكل خاصة، حيث حذّرت من أنَّه “في غضون شهرٍ تقريبًا سنُواجِه مشكلةً في جهوزية الجيش للحرب، خاصة في سلاح الجوّ، إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن”.
مواقف امنية وسياسية
رفض البعض في حكومة نتنياهو الاحتجاج الذي يظهر في صفوف الجيش الصهيوني، معتبرين أنه مصطبغ بصبغة سياسية. وأعرب أعضاء في الائتلاف الحاكم، بمن فيهم نتنياهو بحسب تقارير، عن غضبهم من بار ورئيس أركان الجيش هرتسي هليفي لقيامهما بالتحدث عن تدهور حالة الجاهزية في الجيش في ظل احتجاجات جنود الاحتياط، معتبرين أن تحذيرات القائدين العسكريين ترقى إلى قيام الجيش بممارسة ضغط سياسي.
اعضاء من الائتلاف الصهيوني الحاكم يهاجمون جيش الاحتلال وقياداته
وفي سياق متصل، قال وزير ما يسمى “التعاون الإقليمي” دافيد أمسالم من حزب “الليكود” لإذاعة الجيش “في أي جيش عادي، تتم معاملة المتمردين كما ينبغي أن يُعامل المتمردون”، مثيرا انتقادات سريعة من رئيس الكيان يتسحاق هرتسوغ.
“وزير التعاون الإقليمي” دافيد أمسالم
وكان مسؤولون امنيون قد اعربوا عن قلقهم من أنه من خلال السماح بالهجمات العلنية المتكررة على كبار ضباط الجيش، فإن الحكومة تحاول تحميلهم مسؤولية الضرر الحالي الذي لحق بجاهزية الجيش.
في حين افادت القناة 12 العبرية أن المؤسسة الأمنية “صُدمت” من الهجمات الأخيرة على الجيش التي شنها نواب في الائتلاف الحاكم، الذين أثار حفيظتهم إعلان أكثر من 1000 عنصر من سلاح الجو الصهيوني وقف خدمتهم الاحتياطية التطوعية احتجاجا على خطة الحكومة لـ”إصلاح القضاء”.
في الخلاصة، فان خوف عناصر الجيش الصهيوني ليس من حكومة نتنياهو واعضائها الباحثين عن كيفية الاستمرار في السلطة، بل ما يخافه الجيش الصهيوني هو ما أوضحه بعض العسكريين، أن التغييرات في القضاء الصهيوني قد تجعلهم عرضة للمحاكم الدولية، التي يمكن تفعيلها في الحالات التي يُنظر فيها إلى النظام القضائي المحلي على أنه غير مستقل بما فيه الكفاية، لذلك فان الازمة لا تتعلق بالنظام السياسي لا من قريب ولا من بعيد، بل بحماية مجرمي الحرب الصهاينة لانفسهم من العدالة الدولية في حال وجدت يوما ما.
المصدر: موقع المنار