ادى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس والقى خطبة الجمعة التي تطرق فيها الى الأوضاع الداخلية فقال: “في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي نعيشها في لبنان، نحن بحاجة ان نتعلم معاني ودروس الايثار التي جسدها اهل البيت والانصار الذين قدموا ما عندهم بفعل ايمانهم العميق بأن الله تعالى يعطي المؤمن المؤثر وينمي رزقه لانه يزكي أمواله، فالاسلام أراد منا ان نربي ابناءنا على القيم الأخلاقية التي تظهر مفاعيلها في أوقات الشدة، ونحن لا نتصور ان غالبية السياسيين في لبنان يؤثرون على انفسهم، فهم غير مستعدين اصلاً للقيام بواجباتهم تجاه المواطنين، بل يؤثرون لانفسهم لحساب مصالحهم ولا توجد لديهم قضية وطنية ، فهم على استعداد لافتعال حروب داخلية لو سمحت لهم الظروف الدولية، هؤلاء يستثمرون في الخلافات بين الاخوة في الوطن ويتاجرون بهم للحصول على ما يريدون، فهم يؤدون مصالح خارجية ويستأثرون بمنافع الدولة ومؤسساتها للحصول على مصالحهم الشخصية فيساهمون في تجويع المواطنين والتحريض على شركائهم في الوطن باسم الطائفية لحسابهم الخاص”.
واكد اننا” نحتاج في لبنان الى تربية وطنية في مواجهة تربية المصالح التي تسهم في التحريض على اللبنانيين واستعداء بعضهم للبعض الاخر، حيث تحرض بعض القوى السياسية على سلاح المقاومة وهم يعلمون انه لولا هذا السلاح لما استطاع لبنان ان يدحر الاحتلال الإسرائيلي عن ارضه، في حين ان هذا السلاح لم يستخدم في الداخل انما اُستخدم حينما تخلت الدولة عن واجباتها في الدفاع عن الوطن، فهؤلاء المحرضون يريدون إبقاء الباب مفتوحاً مع الكيان الصهيوني ليستعينوا به وقت حاجتهم اليه، وهم لا يريدون تسليح الجيش ليكون قادراً على حفظ الحدود والدفاع عن لبنان، ولقد وصل الفجور لديهم الى حد يريدون فيه ان تصبح المقاومة التي حمت لبنان مخيفة لكل اللبنانيين وللأسف فإن منطقهم الوطني وصل الحد أن يقال ان الطائفة الشيعية حققت إنجازات في مختلف الميادين فأصبحت تخيف اللبنانيين، ونحن نسأل هؤلاء هل تريدون ان يظل الشيعة فقراء وخدماً لكم، وتريدون ان تتخلى المقاومة عن سلاحها؟ هؤلاء يتحركون من منطلق طائفي وتعصبي واستئثاري في حين لم يطلبوا شيئا في المقابل؟”.
وتساءل: “اين كانت القوى المحرضة من اعتداءات إسرائيل على لبنان، فلم نسمع منهم مواقف وطنية تدين العدوان، ولم يتحركوا لدحر الاحتلال عن لبنان، نحن طالبنا بحماية المقاومة لردع العدوان وتوفير الامن والاستقرار لكل اللبنانيين في حين هم سرقوا المساعدات التي قدمت الى لبنان، لقد سبق ان ارتفعت الاصوات عندما تحدثوا عن الشغور في حاكمية مصرف لبنان واستلام الشيعي النائب الاول مهام الحاكمية لان هذا الموقع للطائفة المسيحية فما عدا مما بدا حتى تغيرت الامور الى تحميل النائب الاول مسؤولياته في البقاء في موقعه وعدم الاستقالة وتهديده بالمحاكمة؟”، وقال:” يريدون تحميلنا مسؤولية الانهيار الاقتصادي والمالي وينسون مسؤولياتهم ودورهم في حصول الانهيار، وعدم محاسبة كل مسؤول عنه، ويريدون تحميل الطائفة الشيعية والسلاح وزر الانهيار، لذلك انا ارفض ان يتولى نائب الحاكم الشيعي المسؤولية لانهم سيحملون الشيعة المسؤولية في استمرار الانهيار. نحن نرفض اساساً التفكير من منطلق طائفي كما نرفض هزيمة طائفة ونريد ان ينتصر لبنان بكل طوائفه على الازمات”.
وختم منوها” بالحكمة السياسية العالية التي تتحلى بها القوى الشيعية، فهم لم يتورطوا بحرب داخلية وحموا سيادة لبنان ومصالح شعبه ولم يعملوا لحساب مصالح حزبية انما لمصالح لبنان”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام