تواصل روسيا تعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية، مولية أهمية متزايدة للمجال الإقتصادي، في وقت تبدي الدول الأفريقية، اهتمامًا بتكثيف العلاقات الثنائية مع موسكو (على المستوى الحكومي وبين المؤسسات الخاصة على حد سواء) ، و يظهر هذا التعاون من خلال تطوير مشاريع بنية تحتية كبيرة ممشتركة.

وفي هذا السياق من المنتظر إدراج موضوع توسيع منظمة البريكس خلال أعمال القمة الروسية الأفريقية المرتقبة ما بين 26 و27 تموز/يوليو الجاري بناء لطلب الدول الأفريقية.

وتتبنى القمة الروسية الأفريقية خطة عمل للتعاون المشترك، وبحسب تصريحات رئيس أمانة منتدى الشراكة الروسية الأفريقية السفير الروسي المتجول أوليغ أوزيروف لصحيفة كوميرسانت الروسية “عبرت دول إفريقية عن رغبتها في الإنضمام لمنظمة بريكس، وقد قدم البعض طلبات رسمية للانضمام إليها. مع الأخذ بعين الاعتبار أنه من المخطط عقد قمة بريكس في آب/أغسطس القادم. ومن الممكن أن يتم تناول هذا الموضوع بناء على طلب شركائنا الأفارقة في القمة الروسية الإفريقية المقبلة”.

وتنصب جهود الجانبين الروسي والافريقي خلال القمة حول بحث مسائل العلاقات بما في ذلك في المجال الاقتصادي. فبعد الإجراءات الإقتصادية الغربية المعادية المفروضة على روسيا، التي تطال بشكل مباشر أو غير مباشر شركاء روسيا التقليديين، قد تجد هذه القمة سبلاً للتكيف مع الظروف العدائية الجديدة.

وفي هذا المجال، أوضح أوزيروف أنه “إذا كانت التجارة مع الدول الإفريقية تجرى قبل بداية العملية العسكرية الروسية عبر البورصات الغربية في الأصل، فظهرت حاليا فرصة لتنظيم عمليات تبادل مباشرة للبضائع الروسية والإفريقية. في الوقت الرهن يدور الحديث عن نحو 18 مليار دولار (من التبادل التجاري). هناك اختلالات تجارية. وتسود هناك التجارة مع شمال وجنوب إفريقيا، ولا تشارك المنطقة الممتدة من الساحل إلى الجنوب من القارة بعد في التبادل التجاري الكبير مع روسيا. وهذا أيضا أحد الموضوعات التي ستناقش خلال الاجتماع العام وأثناء الاجتماعات الثنائية”.

ولفت أوزيروف إلى أن القمة الروسية الأفريقية بصدد مناقشة تنظيم إنتاج دول القارة الأفريقية بالإستفادة من التكنولوجيات الروسيية والمعدات الزراعية المتطورة. وهذا الأمر متعلق بالامن الغذائي لتلك الدول، كما تعرض روسيا مساعدتها لتطوير مجال الطاقة الكهرومائية من خلال بناء محطات كهرومائية صغيرة سهلة التركيب والتشغيل.

وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تحضير بيان موسع يشمل تحديد أطر التفاعل الروسي مع الدول الأفريقية، التي أكدت مشاركتها في القمة (نصف الدول الأفريقية ستشارك على مستوى عالٍ من بينها مصر وتونس والجزائر والمغرب وجنوب افريقيا وغيرها)، ذلك لسنوات عديدة قادمة.

في هذا الخصوص، خلال فترة التحضير للمشاركة في القمة الروسية الأفريقية الثانية (26-29 تموز/يوليو 2023، في سانت بطرسبرغ)، يولي ممثلو الدول الأفريقية اهتمامًا متزايدًا للعمل مع الشركاء الروس في مختلف المجالات الاقتصادية.

وفي سياق هذه المساعي، قام السفير المفوض فوق العادة لجمهورية غينيا نيانكوي أبا، والسفير المفوض فوق العادة  لجمهورية السنغال الجنرال جان بابتيست تياتي تين بزيارة لمنطقة كيروف، ما بين 3 أيار/مايو إلى 6 أيار/مايو 2023.

كما تم تنظيم زيارة غير رسمية هي الأولى من نوعها في تاريخ روسيا الحديث لسفيري الدولتين الأفريقيتين من قبل شركة الاستشارات الدولية الى إدارات جامعات ومعاهد كيروف، وزاروا المؤسسات الزراعية والصناعية في المنطقة، حيث تعرفوا على الإمكانات الاستثمارية والخبرات والتقنيات المتقدمة المستخدمة في مجال الزراعة وتجهيز المنتجات الزراعية كما اطلعوا على تنظيم خطوط إنتاج أنواع معينة من الصناعات التي تهم الشركاء الأفارقة.

السفير المفوض فوق العادة لجمهورية السنغال الجنرال جان بابتيست تياتي تين أكد أن زيارته الأولى لن تكون الأخيرة. وأضاف “في اليوم الأول، قمنا بزيارة لأفضل الشركات الزراعية في روسيا، ثم قمنا بزيارة العديد من كبريات الشركات الصناعية، وادهشنا مستوى الإبتكارات في كل مكان قمنا بزيارته. وقد لفتنا مستوى تفاعل المهاهد والجامعات مع المؤسسات الصناعية والزراعية. نرى الآن بوضوح آفاق التعاون في مختلف المجالات، سواء من حيث الإنتاج والتكنولوجيا، أو من حيث العلوم والأبحاث، أو من حيث التنفيذ المشترك لمشاريع البنية التحتية. بالنسبة لنا، كانت هذه الزيارة مثمرة للغاية”.

المصدر: موقع المنار