أربعةٌ وثلاثونَ عاماً على رحيلِ امل المستضعفين رجلِ العصر ، مفجرِ الثورةِ الاسلاميةِ في ايرانَ الامامِ الخميني قدسَ سرُه، أربعةٌ وثلاثونَ عاماً على وصيتِه الخالدة: سأسافرُ نحوَ مقرِّي الابدي بقلبٍ هادىءٍ وفؤادٍ مطمئن ، وروحٍ فرحةٍ . رحلَ الامامُ وتركَ خلفَه أمانةَ الثورة ، فتربَّت وشبَّت وقوِيَ عُودُها على يدَي خيرِ خلفٍ عزيزِ ايرانَ والامةِ الامامِ الخامنئي الذي تحدثَ اليومَ عن ثلاثةِ انجازاتٍ عظيمةٍ وتاريخيةٍ اوجدَها الامامُ الخميني: اسقطَ الحكومةَ الملَكيةَ لتحِلَ محلَها حكومةٌ شعبية ، اطاحَ بنظامٍ ذليلٍ للاستعمارِ ليحِلَ محلَه نظامٌ مستقل ، أما التغييرُ على مستوى الامة ، فتمثلَ بالقضيةِ الفلسطينيةِ التي وضعَها على رأسِ أولوياتِه لتتصدرَ اليومَ اهتمامَ العالم.
هكذا يرحلُ الكبار ، أما الصغارُ فهم الذي يلهثونَ خلفَ مصالِحهم الفرديةِ وطموحاتِهم الضيقةِ على حسابِ الوطنِ والامة..
في لبنانَ حساباتٌ لا علاقةَ لها بمصلحةِ الوطن، والخلافاتُ ليست سياسيةً فقط بل مرتبطةٌ بالانانيةِ والشَخصانيةِ يؤكدُ رئيسُ المجلسِ التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ، متسائلاً من بلدةِ مارون الراس الجنوبية: هل يُعقلُ أنه في لحظةٍ واحدةٍ تجتمعُ جهاتٌ وتكتلاتٌ لدعمِ مرشحٍ للرئاسة ، لا يَجمعُ بينَها أيُ شيءٍ على المستوى السياسي، مضيفاً هذا يدلُ على أنَ الانتصارَ ليس لمستقبلِ لبنانَ السياسي والاقتصادي بل الغايةُ والهدفُ تحقيقُ مآربَ واهدافٍ لجهاتٍ وزعاماتٍ تريدُ أن تُثبِتَ حضورَها في الساحة.
وحول ملفِ الساعةِ – اي الاستحقاق الرئاسي – اوفدَ البطريرك بشارة الراعي المطران بولس عبد الساتر للقاء سماحة السيد حسن نصر الله في اطار المشاورات التي بدأتها بكركي – كما جاء في بيان مكتبها الاعلامي .
اما ما جاء على أَلْسِنَة قادة العدو ومحلليه، يشي برعبٍ من حادثة سيناءَ المصريةِ حينما خرجَ شرطيٌ متسلحاً بكلاشنكوف ونسخةٍ من القرآنِ الكريمِ ليهاجمَ قواتِ الاحتلالِ على دُفعتينِ موقعاً ثلاثةَ قتلى في صفوفِهم، وقلقاً متزايداً في صفوفِ قادتهم. اما المحللُ السياسيُ لصحيفةِ يديعوت أحرونوت فقد علقَ بالقول: جنديٌ مصريٌ واحدٌ يحملُ سلاحاً أحرجَ الجيشَ الاسرائيليَ بأكملِه، فكيفَ بقوةِ الرضوان اِن عبَرَتِ الحدود.