اختلطَ على اللبنانيين كلامُ العرّافين السياسيين، الذين يتوهمون انهم عارفون بحقائقِ الامور، فانتهت تصريحاتُهم الاعلاميةُ ومواقفُهم السياسيةُ الى الحقيقةِ المرّةِ بانْ لا شيءَ تغيرَ في المشهدِ الرئاسيِّ الى الآن، واَنَّ ما يَحسبونَهُ هو ليس ارقاماً انتخابيةً بل اُمنيّاتٌ سياسية.
وعليه ضُرِبَ المعارضونَ من بيتِ ابيهم، فقَبْلَ ان يُخبروا اللبنانيين أنهم متفقون على اسمِ جهاد ازعور مرشحاً رئاسياً ضدَّ سليمان فرنجية، وقبلَ ان يُفرجوا عن حقيقةِ نقاشاتِهم وصخَبِ خلواتِهم، وصلَ بعضُ نوابِ ما يُسمَّونَ بالتغييرِ الى بيتِ القصيد، واعلنَ انَ ترشيحَ جهاد ازعور اصبحَ مختلاً، ولا اجماعَ عليه، والموضوعُ لا يزالُ ضبابياً كما قال ..
بالمقابل وضوحٌ تامٌّ لدى داعمي الوزيرِ سليمان فرنجية، وسْطَ تجديدِ الدعوةِ للجادينَ بانجازِ الاستحقاقِ الرئاسي الى وضعِ كلِّ الاسماءِ دونَ اقصاءِ احدٍ على طاولةِ الحوارِ من اجلِ ايجادِ تفاهمات – كما دعا عضوُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائبُ حسن فضل الله، فالفرضُ والتحدي لم يُوصلا الى نتيجةٍ بالاسمِ الاول، ولن يوصلا بالاسمِ البديل – كما قال ..
وباسمِ التوافقِ أُعلنَ عن تكتلٍ نيابيٍّ جديدٍ من خمسةِ نواب، قال النائبُ فيصل كرامي باسمِهم اِنهم مُجمعونَ على الثوابتِ القوميةِ والوطنية، معتبرينَ انَ الخروجَ من المنزلقِ الراهنِ يتطلبُ مساراً اصلاحياً شاملاً على المستوياتِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والماليةِ والاجتماعية .
في الازماتِ اليوميةِ الامورُ على تفاقمِها، واليومَ عادت الاتصالاتُ الى صدارةِ الازماتِ معَ معاودةِ موظفي اوجيرو لاضرابِهم الذي ضربَ العديدَ من سنترالاتِ لبنانَ وهددَ اخرى، وسطَ عجزٍ حكوميٍّ عن مقاربةِ ايِّ حلٍّ في ظلِّ الواقعِ الراهن . اما الرهانُ على الوقتِ فقد لا يكونُ مُنجياً معَ تداخلِ الازماتِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والمالية..
المصدر: قناة المنار