مُنتصَفَ الليلِ يدخلُ لبنانُ التوقيتَ الصيفيَ وفقَ قرارِ الحكومةِ التي استجابت لمطالبِ المعترضينَ على اخراجِ لبنانَ من المنظومةِ العالميةِ اذا لم يَلتحق بالتوقيتِ العالمي . وفي التوقيتِ نفسِه قد ينقطعُ لبنانُ عن كلِّ العالمِ الخارجي نتيجةَ وصولِ تداعياتِ اضرابِ عمالِ اوجيرو الى الانترنت – الذي بدأَ يتداعى كسنترالاتِ هواتفِ الدولةِ الـمُتعبةِ، وغيرِ القادرةِ على الوصولِ الى تفاهمٍ مع أيِّ قطاعٍ من العمالِ المضربين ..
وفي البلدِ المضروبِ من بعضِ زعمائه وسياسييه، المصرينَ على المكابرةِ والدفعِ بالبلادِ الى اعمقِ الازمات، تتداعى بعضُ الساعاتِ الكهربائيةِ التي تمَ تأمينُها بالالتفافِ على الواقعِ المرير – بديلاً عن الحلولِ الممكنةِ صينياً وايرانياً وغيرِها، وها هو لبنانُ اليومَ ممنوعٌ عليهِ من جديدٍ الحصولُ حتى على مئةِ ميغاوات من الكهرباءِ الاردنيةِ المقدمةِ لحكومتِه بشرطِ قبولِ البنكِ الدولي – الممنوعِ عليهِ القبولُ – بأمرٍ اميركي ..
وبينَ الاتصالاتِ المتقطعةِ والعتمةِ المتمددةِ هناكَ من يُصرُّ على البحثِ عن رئيسٍ للجمهوريةِ بينَ اتصالاتِ الزعماءِ ولقاءاتِ السفراءِ واجتهاداتِ وتحليلاتِ السياسيينَ والاعلاميين، بدلَ الاقتناعِ بضرورةِ فتحِ خطوطِ التواصلِ والحوارِ اللبنانيةِ بينَ المكوِّناتِ السياسيةِ للاتفاقِ على رئيس، مستفيدينَ من الاجواءِ الاقليميةِ الايجابيةِ التي تَعُمُّ المنطقة..
في المنطقةِ دُفِنَ جمرُ الازمةِ الصهيونيةِ تحتَ رمادِ الحوارِ الداخلي مؤقتاً، فيما اَشعلَ الطرفُ الـمُحرجُ على ارضِ الواقعِ السياسي حرباً وهميةً معَ الادارةِ الاميركية، كولدٍ يتعاركُ معَ امِّهِ العارفِ انها لن تُؤذِيَه، واِنْ اَدَّبتهُ للحفاظِ على سلامتِه – ليس الا.
فواشنطن الحريصةُ على هذا الكيانِ الصهيوني والقلقةُ من تفاقمِ ازمتِه حثَّ رئيسُها جو بايدن رئيسَ الوزراءِ العبري بنيامين نتنياهو على التخلي عن مقترحِ التعديلاتِ القضائية، فيما نَقلت عنه وكالاتُ الانباءِ العالميةُ انه لن يَدعُوَ نتنياهو لزيارةِ البيتِ الأبيض ..
المصدر: قناة المنار