يواصل الشيخ خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي اليوم الثلاثاء 28/3/2023 ، إضرابه عن الطعام لليوم الـ”52″ على التوالي ، وسط تدهور خطير على حالته الصحية.
وقال الأسير الشيخ خضر عدنان في رسالة وصلت مهجة القدس نسخةً عنها، إنَّ وضعه الصحي في تدهور مستمر، وأنه منذ الأمس دَخَلَ إضرابه عن الطعام مرحلة صعبة، وبَدَأَ يستفرغ كمية من عصارة المعدة، وازدادت الدوخة بشكل مضاعف وعدم التوازن ولا يقوى على الحركة ويتحرك بواسطة كرسي متحرك بصعوبة، وعندما يقف أحيانًا يشعر بدوخة لحد خشية سقوطه على الأرض، وأصبح لا يستسيغ شرب الماء، وقلة النوم وخاصة في الليل، كما يعاني من آلام شديدة في الظهر، وانخفض وزنه بشكل لافت.
ووجه الشيخ القيادي عدنان عبر رسالته إلى أهل غزة، قائلًا فيها “أهلي الأحبة في غزة العزة وأنتم تنتصرون لابنكم وأخيكم المحب والصغير أمام عظيم تضحياتكم، أبعث لكم بخالص سلامي من أسري وإضرابي عن الطعام، يا أحباب الشقاقي والياسين وأبو جهاد وأبو عطايا والقاسم وأبو علي مصطفى والعامودي وجميل العموري والنابلسي وآخرهم المهندس المجاهد علي الأسود ونضال خازم وشهداء طولكرم وكل الشهداء العظام، أطلب منكم الدعاء بالحرية لإخوتي الأسرى وللعبد الفقير بالنصر والتمكين والحرية العاجلة. أحبكم ابنكم وأخيكم خضر عدنان”.
وأشارت مهجة القدس، إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني، كانت قد اعتقلت الشيخ خضر عدنان فجر الأحد 05/02/2023م الساعة 02:30 ليلًا بعد مداهمة قوات الاحتلال منزله، وأعلن عن اضرابه عن الطعام لحظة اعتقاله من منزله، رفضًا لاعتقاله التعسفي.
جدير بالذكر أن الشيخ الأسير خضر عدنان من بلدة عرابة بمحافظة جنين شمال الضفة المحتلة، ولد بتاريخ 24/03/1978م، وهو متزوج ولديه تسعة أبناء؛ واعتقل سابقًا في سجون الاحتلال الصهيوني ثلاثة عشر اعتقالًا أمضى خلالها في الأسر نحو 8 سنوات على خلفية عضويته ونشاطاته في صفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وهو مفجر معركة الإرادة، معركة الأمعاء الخاوية ضد سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بدون توجيه اتهام، وحقق انتصارًا نوعيًا في أربع إضرابات سابقة خاضها في الأسر وتكللت برضوخ الاحتلال لمطلبه في الحرية.
الشيخ خضر عدنان يقاتل دون تراجع رغم وضعه الصحي وعائلتي تمتلك زمام المبادرة لدعمه
وبعد نصف ساعة فقط من اعتقال الشيخ خضر عدنان وإعلانه إضرابه عن الطعام كانت زوجته “رندة عدنان” أم عبد الرحمن وأطفال في مخبز العائلة لإتمام كافة طلبات المخبوزات التي اعتاد على تحضيرها فجر كل يوم وتوزيعها على المدارس، وما انقضى الصباح حتى كانوا جميعهم قد أنهوا المهمة وكل منه في موقعه الأطفال في مدارسهم والزوجة تتابع اعتقال زوجها ومكانه.
واليوم، مع دخول الشيخ عدنان يومه 52 في الإضراب، تقف العائلة خلف إضرابه مساندة ومناصرة ومحركة للشارع إلى جانب قيامها بكل مهام حياتها العادية، كما تقول “أم عبد الرحمن في حوار مطول مع وكالة “فلسطين اليوم”.
ولعل أكثر ما يقلق العائلة حاليا هو الاطمئنان على حياة الشيخ وظروفه الصحية بعد الرسالة التي وصلتهم منه من خلال المحامي يوم الأحد الفائت (26آذار/ مارس) قال فيها إن إدارة مصلحة السجون ومخابرات الاحتلال تبتزه بتقديم حقوق بسيطة.
لم يبدل ملابسه
وقالت أم عبد الرحمن: إن الشيخ عدنان لا يزال موجود في زنازين سجن مستشفى الرملة حتى الآن لم يقم بإجراء الفحوصات الطبية، ومن منذ اللحظة الأولى للاعتقال له ولم يبدل ملابسه أو يستحم بسبب منع إدارة السجن التي منعت الأسرى من إيصال ملابس أو مياه له، وتشترط إجراءه الفحوصات الطبية قبلا.
ويرفض الشيخ عدنان إجراء هذه الفحوصات لإبقاء الاحتلال في حالة تخبط حول وضعه الصحي، وإيصال رسالة له أن الحياة والموت سيان فمنذ أن أعلن الإضراب لن يهتم بمعرفة وضعه الصحي.
الاحتلال يرفض زيارة أحد من عائلته
ووصف المحامي الوضع الصحي للشيخ خلال زيارته بأنه يتحرك على كرسي متحرك، و يتقيأ دما بالإضافة إلى مادة صفراء، وقلت قدرته على شرب الماء، كما أنه يعاني من هزال شديد وضعف الرؤية، وعدم التوازن إلى جانب فقدان جزئي للذاكرة.
وحول السماح لها أو لأحد من عائلته بزيارته قالت أم عبد الرحمن حتى الآن الاحتلال يرفض الزيارة، حتى أن الصليب الأحمر الدولي الذي من المفترض أن ينسق لزيارة العائلة لم يقم بزيارته، وحملته المسؤولية بإهماله التعاطي مع قضية الشيخ عدنان.
وتابعت: نحن نراه شريكاً للاحتلال بما يحدث للشيخ خضر عدنان لتغييب قضيته عن الرأي العام”.
وحول إضراب الشيخ قبل تحويله للاعتقال الإداري حيث أعلن الشيخ الإضراب في منزله قالت: لماذا نسأل الأسير عن مبرره للإضراب، ولا نسأل الاحتلال عن سبب احتلاله لنا، واقتحام منازلهم وتفجيرها وتحطيم وتخريب كل محتوياتها وترويع أطفالنا وتهديدهم، والاعتداء على الأسير خلال خروجه من المنزل كما حدث مع الشيخ في اعتقاله الأخير.
وأضافت: “لا المظلوم لماذا يدافع عن نفسه ولكن الظالم لماذا يقوم بظلمه”.
وجه 25 اعترافا ضده
وأوضحت أم عبد الرحمن أن إضراب الشيخ عدنان هذه المرة ضد الاعتقال برمته، وهو بذلك فوت الفرصة على الاحتلال بالتلاعب بتحويله إداري أم قضية، وتوجيه رسالة له أن كل ما قام به خلال السنوات الأربعة الأخيرة من جمع اعترافات ضده لن تفيده.
وبحسب المحامي فإن الاحتلال وجه للشيخ 25 اعترافا ضده تتمحور على أنه قيادي في الجهاد الإسلامي وأنه يشارك في الفعاليات والمهرجانات والاحتفالات الخاصة بالأسرى والشهداء.
وبرأي أم عبد الرحمن فإن إضراب الشيخ خضر عدنان هو سلاح امتلكه ضد الاحتلال سيحافظ عليه مهما كانت الظروف، وهو ما يعرفه الاحتلال جيدا وجعله يفكر كثيرا بعد اعتقاله الأخير في العام 2018 بإعادة اعتقاله.
قلق على صحته
ورغم القوة التي كانت تتحدث فيها أم عبد الرحمن وإيمانها العميق بقدرة الشيخ عدنان على النصر، إلا أنها وباقي أفراد العائلة، تعيش على خوف كبير فهذا الإضراب هو السادس منذ العام 2011 ووضع جسمه الصحي ليس كما كان في إضرابه الأول مع تقدم العمر وإجرائه ثلاث عمليات، الى جانب دخوله الإضراب مع معاناته من نزيف المعدة وارتفاع ضغط الدم وخلل في عمل الغدة.
وما يزيد من ألم العائلة، ويسبب الغصة في قلوبهم كما تقول، يقينهم أنه لن يتراجع مهما كان السبب، وبالمقابل فإن المؤشرات بإن الاحتلال يصر على النيل من عزيمته والتفرد به في هذه المعركة في ظل انشغال الشارع الفلسطيني وغياب المؤسسات الحقوقية والدولية عن المشهد، وتابعت:” لدينا قلق كبير لا يعني ان عدم استشهاد أي أسير في الإضرابات النخبوية أن نطمئن، فنحن نتعامل مع احتلال لا نستطيع توقع ما يمكن أن يقوم به، ولكننا أيضا مؤمنين بقضاء الله وقدره وأن هذا الإضراب لن يقدم في حياة الشيخ او يؤخرها أن كان الله قد كتب له شيئا في هذه الدنيا”.
مسؤوليات كبيرة
وسط كل هذا القلق الذي تعيشه العائلة على حياة الشيخ عدنان، تواجه أم عبد الرحمن مسؤولية أخرى برعاية أطفالها والتخفيف عليهم من جهة، واستمرارهم في مساندة والدهم من جهة أخرى سواء في مسؤوليات عمله اليومي أم مشاركتهم في الفعاليات التي تنظمها العائلة لمساندته.
تقول:” بالرغم من كل التدخلات التي نقوم بها إلا أن تأثير ما قام به الاحتلال من اقتحام للمنزل بطريقة همجية أو تهديدهم واضحة عليهم، أبني الأصغر لا ينام إلا وكل إنارة المنزل مضاءة”.
وخلال اعتقال الشيخ قام طلب الضابط من الأطفال التسعة (أكبر 14 عاما وأصغرهم ثلاث سنوات ونصف) بالوقوف صفا وجلس على ركبتيه أمامهم وبدأ بتخويفهم وتهديدهم، فقام الطفل الأصغر “عمر” الرد عليه قائلا “سنطلق عليكم الصواريخ”.
كما هدد الضابط عبد الرحمن (11 عاما) بأن العائلة ستخسر مصدر رزقها بعد اعتقال والدهم الذي لن يتمكن من العمل بالفرن، مما جعل كل العائلة تصر على استمرار عمل الشيخ في رسالة للاحتلال، ورسالة أكبر لدعم والدهم.
زمام المبادرة للدعم
تقول أم عبد الرحمن:” أبنائي أصبحوا أكثر وعيا في هذا الإضراب، وأصبح لديهم ردود فعل تجاه ما يجري في هذا الإضراب، فجميعهم يرافقوني في الوقفات والفعاليات رافعين صور والدهم، وعبد الرحمن رغم صغر سنه هو من ينادي في السماعات ويهتف في ظل قلة الناصر والمعين”.
وليلة أمس قام عبد الرحمن بالنداء عبر سماعات المسجد في بلدته داعيا لإقامة صلاة التراويح في منزل الشيخ عدنان نصرة وإسنادا له.
ولعل أكثر ما يؤلم أطفالها كما تقول هو عدم التضامن الشارع الفلسطيني مع إضرابه، مما يجعلها أحيانا تؤخذ زمام المبادرة وتتحدث في المهرجانات الداعمة للأسرى، “فعندما لا يتحدث الرجال عن الرجال جاز للنساء أن تتحدث كما تصف.
وبحسب أم عبد الرحمن، فإن المطلوب الأن تحركا من الشارع الفلسطيني للضغط على الاحتلال وقطع الطريق أمامه كي لا يستفرد بالشيخ عدنان في إضرابه، وتابعت:” نلمس تضمنا كبير من قطاع غزة، ونرجو أن يمتد إلى الضفة الغربية لأنه سيكون هو الأكثر تأثيرا ضغطا على الاحتلال”
المصدر: فلسطين اليوم