بتوقيتٍ لا يَحتملُ التأويلَ ولا التغيير، وبساعةٍ حاسمةٍ من مصيرِ الصهيونية، مصحوبةٍ بثباتِ الزمنِ الفلسطيني، فانَ الحدثَ والخبرَ وكلَّ الوقتِ في فلسطينَ المحتلة..
ساعاتٌ صعبةٌ تضعُ الكيانَ العبريَ عندَ مفترقٍ خطير، وتَقسِمُ المستوطنينَ المجمعينَ على الاحتلالِ والعدوانِ بينَ ساحاتٍ متعددةٍ متضاربةٍ بل مشتبكةٍ حتى بالسلاح..
عشراتُ الآلافِ يُطوِّقونَ الكنيستَ الصهيونيَ وآخرونَ حولَ بيتِ بنيامين نتنياهو، واحزابُ اليمينِ تدعو لتظاهراتٍ تقابلُ تحركاتِ احزابِ اليسار، وسطَ تعطلٍ لحركاتِ المرافئِ والبنوكِ والمطار، وكبرياتِ الشركاتِ العاملةِ في الكيان..
ومن قلقِ البيتِ الابيضِ واستنفارِه الى الخشيةِ الاوروبيةِ على مصيرِ الكيان، وذهولٍ من بعضِ بناةِ مشاريعِ التطبيعِ في مِنطقتِنا – يغرقُ الصهاينةُ او يكادونَ بحربٍ اهلية، وليسَ بينَهم من هو مؤهلٌ لاجتراحِ الحلولِ وانقاذِ صورتِهم التي سَقَوْها من دماءِ وعذاباتِ اهلِ المنطقةِ لعقود، وتراها تَنكسرُ وهيبتَها، فتَظهرُ حقيقةُ بيتِ العنكبوت..
في البيوتِ اللبنانيةِ المنكسرةِ على ساعةٍ صيفية، تَسببت بسُحُبٍ لم تكن عابرة، وعواصفَ سياسيةٍ وامطارٍ طائفيةٍ وسيولٍ غزيرةٍ جرفت كلَّ مُدَّعَياتِ الوحدةِ الوطنيةِ والشراكةِ والسلمِ الاهلي، تراها اليومَ كأنها تَغسِلُ كلَّ معاناتِها وتُصلحُ دولارَها وتَبني اقتصادَها وتَنظِمُ مؤسساتِها بعودةِ مجلسِ الوزراءِ الى التوقيتِ الصيفي فجرَ الخميسِ المقبل..
فبعدَ ايامٍ خارجةٍ عن كلِّ فصولِ المنطق، تداعى مجلسُ الوزراءِ الى جلسةٍ ببندٍ وحيدٍ هو معالجةُ التوقيتِ اللبناني القاتل..
وبعدَ نقاشاتٍ تقررَ الغاءُ قرارِ رئيسِ الحكومةِ تمديدَ العملِ بالتوقيتِ الصيفي الى الواحدِ والعشرينَ من نيسانَ لحلِّ مشكلةٍ واحدةٍ ومواجهةِ الضخِّ الطائفي البغيضِ واِسكاتِه،كما قالَ الرئيسُ نجيب ميقاتي الذي وضعَ الجميعَ امامَ مسؤولياتِهم الوطنيةِ في حمايةِ السلمِ الاهلي والاقتصادِ الوطني وانتخابِ رئيسٍ للجمهورية، لا سيما القياداتِ السياسيةِ والروحيةِ المعنيةِ التي حمَّلَها مسؤوليةَ الفراغِ الرئاسي ..
فما نحتاجُه هو الخطابُ المسؤول، والمزيدُ من الهدوءِ والتروي بمعالجةِ الامور، كما دعا رئيسُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائبُ محمد رعد، لا الذهابُ الى الخطابِ التحريضي والطائفي البغيض، فالبلدُ بازماتِه لا يَحتملُ والمركبُ اِن ثُقِبَ سيَغرقُ الجميع..