أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في خطبة الجمعة “انّ الصوم وتلاوة القرآن والدعاء يُربّي في المؤمن الشخصية المسؤولة الخلاّقة التي تبعث فيه الحياة والنشاط والقوة، فلا ينكسر أمام المصائب ولا يجبن أو يتراجع أمام التحديات ولا يخاف من الافتقار حين يتطلب منه الامر أن يعطي ويبذل من ماله ولا يكون هشّاً يتأثر بالدعاية والوشاية امعة في تقسيم الإمام علي (ع) الناس إلى ثلاثة أقسام: (الناس ثلاثة: فعالم ربـّاني، ومتعلـّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع: أتباع كلّ ناعق، يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق).”
وقال: “إنّ المطلوب العبادة الواعية التي تُربّي فينا الشخصية المسؤولة لا ان تتحول إلى مجرد طقوس خاوية لا معنى ولا هدف لها، والا فما معنى ان يؤتى بها بقصد التقرب إلى الله، إذ ان من شروط الصحة فيها أن يؤتى بها بقصد التقرّب إلى الله تعالى، وكيف يكون التقرب الى الله تعالى إن لم تؤد هذه الوظيفة وهي الشعور بالمسؤولية أمامه (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)”.
وتابع: ” فالبخل عن العطاء للمحتاج والجبن عن نصرة الحق واتباع الهوى والخيانة للأمانة الدينية والوطنية نتاج طبيعي للتربية اللاأخلاقية واللامسؤولة التي بنيت على المصالح الذاتية والانانية والفئوية، وكانت المرض العضال الذي ابتليت به البشرية وسبباً لكل المآسي التي عانت منها في كل تاريخها .
اضاف: “إنّ شيوع هذه الآفة في تاريخ الامم لا يعطيها المشروعية كما أن تخليها عن الاخذ بالمبادئ السليمة لا يجعلها مثالية بمعنى عدم الواقعية لأن عدم الواقعية إنّما يكون لما يستحيل تحقيقه لا لما لم يتحقق لسبب من الأسباب وتصنيف المبادئ بالواقعية والمثالية ليس إلا لتبرير الفساد الذي يتجسد في الواقع اللبناني وفي أساس التركيبة الطائفية التي كانت فلسفة وجودها هي الحفاظ على التنوع الطائفي ولكن التجربة اثبتت انها فاشلة فلا هي حافظت على الطوائف ولا على الاستقرار بل عرضت الطوائف والاستقرار معاً بل الكيان كله للخطر”.
وأردف: “ومع كل ذلك ما زال البعض يتمسك بها ويخيّر اللبنانيين بينها وبين الفدرلة والتقسيم ولكنه مع وجود الحلّ الآخر الذي يفرضه المنطق والواقع وهو إقامة الدولة على اساس المواطنة التي تحفظ التنوع والطوائف يصرّ على رفض الحوار والتوافق لتمرير المرحلة بأقل الخسائر، وهو يرى بأمّ عينيه الانحدار الاقتصادي والمالي والاجتماعي ومآسي اللبنانيين وأوجاعهم ليس إلا رغبة منه في السير على نهج سلكه دائما في الاستعانة بالقوى الخارجية في مواجهة شركائه في الوطن لم يجن منها الا الخسران وزيادة في عذاب المواطنين بدلاً من الاعتبار من الماضي والعودة إلى الحوار والتلاقي على كلمة سواء التي نرجو الا تطول”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام