وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان رسالة في أربعين استشهاد الامام الحسين(ع) استهلها بالقول: “يتوافد ملايين المؤمنين في هذه الأيام من كل حدب وصوب الى كربلاء لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين في مشهد يجسد الوفاء لرسول الله في تعبير حضاري سلمي راق يؤكدون فيه ان الحسين حي في وجدان الامة، فهذه الملايين تتحدى الارهاب التكفيري وترد على الانحراف الذي أصاب امتنا الإسلامية بخروج البعض عن تعاليم الدين واستباحتهم لدماء وأرواح الأبرياء في عمل همجي لا يقره عقل ولا يقبل به دين”.
أضاف سماحته : “نحن اذ نستنكر التفجيرات الارهابية في اطراف كربلاء والفلوجة فاننا نؤكد ان إرادة الحياة التي غرسها الحسين في نفوس محبيه ستنتصر على كل ارهاب. كما نهنىء الجيشين السوري والعراقي وحلفائهما بالانجازات والانتصارات في دحر العصابات التكفيرية، ونطالب قادة العرب والمسلمين بالتعاون والانخراط في معركة مكافحة الارهاب التكفيري الذي يفتك بجسم الامة كالمرض الخبيث مما يحتم استئصاله من الجذور بتجفيف مصادر تمويله ومحاربة مدارسه ومنع نشوء بيئة حاضنة له، وعلى علماء الدين تقع المسؤولية في شرح مخاطر التعصب والتطرف والارهاب فتكون خطبهم وتصريحاتهم وعظاتهم بعيدة عن العصبية والتطرف وتدعو إلى الوحدة والتعاون ونبذ العنف، وهم مطالبون كما كل القادة بتصويب البوصلة نحو العدو الحقيقي للامة المتمثل بالارهاب الصهيوني والتكفيري الذي يضرب الامة في وحدتها وتضامنها ويهددها في حاضرها ومستقبلها، مما يحتم ان يعمل الجميع لانتاج حلول سياسية توقف نزيف الدم في كل بلادنا العربية وتحجب دماء الابرياء وتعيد الامن والاستقرار الى ربوعها”.
وناشد قادة العرب والمسلمين ان “يعودوا الى الحسين فيتمسكوا بالحق ويتعظوا من ثورة الحسين المباركة التي خلدها التاريخ، فينصروا الحق الفلسطيني في مواجهة الباطل الصهيوني الذي يجسد الشر المطلق بكل ابعاده فينقذوا فلسطين من براثن التهويد والقمع، ونحن اذ نشجب بشدة القرار الصهيوني بمنع الاذان في القدس في تعبير جديد عن الغطرسة الصهيونية المتمادية والتي تضع قادة العرب والمسلمين امام مسؤولياتهم في نصرة فلسطين وشعبها، نرى في صوت الآذان في كنائس الناصرة تعبيرا صادقا عن تضامن المسيحيين مع اخوانهم المسلمين في مواجهة غطرسة الاحتلال، وعلى الامم المتحدة والمؤسسات الدولية والحقوقية ان تتحرك وتدين وتلجم ممارسات الاحتلال الصهيوني”.
وخاطب اللبنانيين: “إن ذكرى أربعين الإمام الحسين محطة تجمع كل اللبنانيين التواقين إلى اجتماع السياسيين وتشاورهم لحل الأزمات التي تنهك الوطن وترهق المواطن، فالمطلوب اليوم ان يحكم السياسيون ضمائرهم ويعمقوا تشاورهم في معركة مكافحة الفساد وحل الازمات، فيشكلوا حكومة انقاذ وطني تضع في اولويات اهتماماتها العمل لمصلحة الوطن والمواطن، مما يحتم ان يتوافقوا ويتصالحوا ويتنازلوا لبعضهم البعض فيفتحوا صفحة جديدة عنوانها التعاون البناء بما يحقق شراكة حقيقية على مستوى الوطن، لاننا نريد ان يستعيد لبنان عافيته الوطنية بما يحفظ كل المكونات دون غبن لاي طرف، فيسرعوا الخطى لتشكيل حكومة وفاق وطني نريدها عنوانا للشراكة الحقيقية التي تجسد توافق اللبنانيين وتحقق تضامنهم، وتفعل المؤسسات الدستورية وتطلق مسيرة النهوض الانمائي بما يجعل من لبنان واحة امن واستقرار وازدهار، ونأمل ان يحظى جيشنا الباسل بالدعم المطلق من العهد الجديد، فنوفر له كل العتاد والتجهيزات والدعم المطلوب ليظل سياجا يحمي الوطن ويحفظ استقراره ويدفع الخطر عن شعبه”.
وشدد قبلان على “ضرورة العمل لاجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها تجنبا لاي تمديد، بعد ان يقر المجلس النيابي قانونا عصريا يقوم على النسبية بما يحقق العدالة في التمثيل دون غبن لأي مكون سياسي وطائفي، وخصوصا ان مسيرة الاصلاح تبدأ باقرار قانون عصري للانتخابات يعبر عن آمال المواطنين في اختيار ممثليهم الى المجلس النيابي، فلبنان يقوى ويستقر بتحصين وحدته الوطنية المرتكزة على تعاون السياسيين وانخراطهم في مسيرة العمل الوطني التي تضع مصلحة لبنان وشعبه فوق كل الاعتبار بما يجعل لبنان بلد الشراكة الحقيقية بين كل مكوناته”.