يعقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ في موسكو لقاء قمة ثنائي قبل أن ينضم إليهما أعضاء الوفدين الروسي والصيني.
وتجري المحادثات بين الرئيسين بحضور نائب رئيس مجلس الأمن دميتري مدفيديف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ويوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية ومساعد الرئيس الروسي مكسيم أوريشكين ومدير الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون التقني العسكري دميتري شوغاييف والسفير الروسي لدى الصين إيغور مورغولوف ورئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا، ورئيس مؤسسة روس كوسموس، يوري بوريسوف.
ووفقاً لجدول أعمال اليوم الثاني من زيارة الرئيس الصيني إلى موسكو، سيتم أيضاً عقد مباحثات موسعة بين ممثلين عن الدولتين في الكرملين.
كذلك، من المقرر أن يوقع الجانبان الروسي والصيني، اليوم الثلاثاء، على ما يقرب من 10 وثائق مشتركة، بما في ذلك وثيقتان رئيسيتان وهي “بيان مشترك من قبل روسيا الاتحادية والصين حول تعميق الشراكة والتفاعل الاستراتيجي بما يتواءم مع الدخول في حقبة جديدة” و”بيان مشترك حول خطة التنمية للمجالات الرئيسية للتعاون الاقتصادي لعام 2030″.
وكان الرئيس الصيني عقد في وقت سابق اليوم لقاء مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين أكد خلاله الطرفان استعدادهما لإطلاق مشاريع جديدة من شأنها زيادة النقل بشكل كبير على طول مسارات النقل العابرة لسيبيريا وآسيا.
ووصل الرئيس الصيني إلى موسكو أمس الاثنين، بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارة تستمر حتى غد الأربعاء، وهي أول رحلة يقوم بها شي جين بينغ إلى الخارج منذ إعادة انتخابه رئيسا للصين.
العلاقة الروسية الصينية قائمة على شراكة شاملة وتدخل عصرا جديدا
وتوجها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ الى استعراض نتائج اجتماعاتهما وذلك في أعقاب محادثات موسعة هدفها العريض تعميق الشراكة والتفاعل الاستراتيجي.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المحادثات الموسعة، إن التعاون في مجال الطاقة بين روسيا والصين آخذ في التوسع، وأن الأعمال الروسية قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للصين في موارد الطاقة بموجب العقود المبرمة بالفعل وما بعدها.
وأوضح “التعاون في مجال الطاقة آخذ في التوسع. تعد روسيا موردا استراتيجيا للنفط والغاز الطبيعي، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال والفحم والكهرباء إلى جمهورية الصين الشعبية. كما يتم بناء منشآت الطاقة النووية وفقا للجدول الزمني. والأعمال الروسية قادرة على تلبية الطلب المتزايد من الاقتصاد الصيني لناقلات الطاقة – كجزء من المشاريع الحالية، وكذلك التي يجري دراستها والموافقة عليها”.
وأضاف الرئيس الروسي أن الحجم الإجمالي لإمدادات الغاز بحلول عام 2030، سيكون على الأقل 98 مليار متر مكعب “بالإضافة إلى 100 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال”.
وشدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أنه من الضروري زيادة تشجيع ممارسة التسويات التجارية المتبادلة بين روسيا والصين بالعملات الوطنية.
وقال بوتين: “من المهم أن يتم استخدام العملات الوطنية بشكل متزايد في التجارة المتبادلة. يجب تشجيع هذه الممارسة بشكل أكبر، فضلا عن توسيع الوجود المتبادل للهياكل المالية والمصرفية في أسواق بلداننا”، مضيفا أن ثلثي حجم التجارة بين روسيا والصين اليوم يتم بالروبل واليوان.
وتابع: “نحن مع استخدام اليوان الصيني في العمليات التجارية بين روسيا ودول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. وأنا واثق من أن هذه الأشكال من التبادلات سيتم تطويرها بين الشركاء الروس ونظرائهم في دول ثالثة”.
كما أشار الرئيس الروسي، إلى أنه خلال المحادثات مع شي جين بينغ، تم إجراء تبادل صريح وهادف لوجهات النظر حول آفاق تطوير العلاقات الروسية الصينية وتعزيز التنسيق على الساحة العالمية.
وقال بوتين: “في المحادثات التي اختتمت لتوها، تم إجراء تبادل موضوعي وصريح للغاية لوجهات النظر حول آفاق زيادة تطوير العلاقات الروسية الصينية وتعزيز التنسيق على الساحة العالمية”.
وأكد الرئيس الروسي، أن موسكو تعول على نمو الصادرات الغذائية الروسية إلى السوق الصينية.
وقال بوتين: “تعمل الوزارات والإدارات ذات الصلة على ضمان معايير الجودة للمنتجات الموردة، وتحسين ظروف الوصول المتبادل إلى المنتجات الغذائية. كل هذا يسمح لنا بالاعتماد على مزيد من النمو في الصادرات الغذائية الروسية إلى السوق الصيني الواسع، وسيساعد على زيادة مستوى الأمن الغذائي في بلدينا”.
كما أشار الرئيس بوتين، إلى أن روسيا مستعدة لدعم الأعمال التجارية الصينية في استبدال الشركات التي غادرت الأراضي الروسية.
وقال في محادثات موسعة مع الشركاء الصينيين في الكرملين: “نحن مستعدون لدعم الأعمال الصينية في استبدال مرافق الإنتاج للشركات الغربية التي غادرت روسيا”.
وأوضح الرئيس بوتين، أنه تم تقريبا الاتفاق على جميع معايير مشروع “قوة سيبيريا – 2”.
وقال: “لقد ناقشنا للتو مشروعا جيدا، هذا هو خط أنابيب الغاز الجديد قوة سيبيريا – 2 عبر منغوليا. تم الاتفاق على جميع معايير هذا المشروع تقريبا. هذا 50 مليار متر مكعب من الغاز – إمدادات موثوقة ومستقرة من روسيا”.
كما أشار الرئيس الروسي، إلى أن روسيا والصين تعتزمان إنشاء هيئة عمل بشأن مشروع “ممر الملاحة الشمالي”، وهناك إمكانية للتعاون.
وقال بوتين: “نرى أن التعاون مع الشركاء الصينيين في تطوير إمكانات العبور لممر الملاحة الشمالي واعد.. وكما قلت، نحن مستعدون لإنشاء هيئة عمل مشتركة لتطوير ممر الملاحة الشمالي”.
ووفقا للرئيس الروسي، بإمكان روسيا والصين أن تصبحا رائدين عالميين في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير المعلومات، من خلال توحيد إمكاناتهما.
وقال: “من خلال الجمع بين إمكاناتنا العلمية الغنية وقدراتنا الإنتاجية، يمكن لروسيا والصين أن تصبحا رائدين عالميين في مجال تكنولوجيا المعلومات وأمن الشبكات والذكاء الاصطناعي”.
وأشار بوتين إلى أن ضمان السيادة التكنولوجية هو مفتاح التنمية المستدامة لروسيا والصين، وأضاف: “نقترح أن نسير على طريق تحسين الشراكات القطاعية الاستراتيجية”.
ومن جانبه، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أن العلاقات الصينية الروسية تظهر زخما تنمويا إيجابيا.
وقال شي جين بينغ: “بفضل جهودنا المشتركة، تظهر العلاقات الروسية الصينية ديناميكيات تنموية إيجابية ومستدامة. وتتعمق الثقة السياسية المتبادلة بين بلدينا، وتتضاعف المصالح المشتركة”.
وأكد الرئيس الصيني، أنه مستعد رفقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوضع خطة لتنمية العلاقات الثنائية بين روسيا والصين وتعزيز التنسيق بين البلدين.
وقال شي جين بينغ: “الثقة السياسية المتبادلة بين بلدينا تتعمق، والمصالح المشتركة تتضاعف، والشعوب تقترب، والتعاون يتطور باطراد في التجارة والاقتصاد والاستثمار والطاقة والأبعاد الثقافية والإقليمية”.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن العلاقات الصينية الروسية تجاوزت كونها علاقات ثنائية، وهي ذات أهمية كبيرة للنظام العالمي، مؤكداً أن العلاقات الروسية-الصينية القائمة على شراكة شاملة وتعاون استراتيجي، تدخل عصرا جديدا.
وأوضح: “لقد لخصنا أنا والرئيس بوتين معا نتائج تطور العلاقات الثنائية على مدى السنوات العشر الماضية واتفقنا على أن العلاقات الصينية الروسية تجاوزت العلاقات الثنائية، وهي ذات أهمية حيوية للنظام العالمي الحديث ولمصير البشرية”.
وأضاف الرئيس الصيني أنه خلال اجتماع غير رسمي مع الرئيس الروسي في اليوم السابق، وكذلك خلال محادثات في الصباح مع رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين ومحادثات في الكرملين، تبادل الطرفان وجهات النظر حول توسيع التغطية في مجال التعاون.
كما أشار الرئيس الصيني إلى أن الصين تتمسك بموقف موضوعي وغير متحيز بشأن الأزمة الأوكرانية، وتعمل بنشاط على تعزيز المصالحة واستئناف المفاوضات لحلها.
وقال “في الشهر الماضي، نشرت الصين موقف الصين بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية. وأود أن أؤكد أنه فيما يتعلق بهذه التسوية، فإننا نسترشد بشدة بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ونلتزم بموقف موضوعي ومحايد، وبفاعلية تعزيز المصالحة واستئناف المفاوضات. موقفنا مبني على جوهر القضية والحقيقة. نحن دائما مع السلام والحوار، ونحن نقف بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ”.
واختتم شي جين بينغ قائلا: “أعلم أن روسيا تنفذ بسرعة أهداف التنمية الوطنية حتى عام 2030، وأقترح تعزيز التنسيق والتفاعل للحصول على فوائد إضافية من التعاون العملي. سيدي الرئيس بوتين، أنا على استعداد لأحدد معك خطة لتطوير العلاقات الثنائية والتعاون العملي لصالح ازدهار الصين وروسيا وإحيائهما”.
المصدر: روسيا اليوم