أكد رئيس تحرير صحيفة الأخبار اللبنانية إبراهيم الأمين، مساء الاثنين، أن الملف اللبناني قد لا يشهد حلحلة قريبة لأن السعوديون لا يعتبرون هذا الملف بسيطاً. وفي حوار، ضمن برنامج “بانوراما اليوم” على قناة المنار، استذكر الصحافي إبراهيم الأمين الغزو الأميركي للعراق، معتبراً أن هذا البلد كان محورياً في المنطقة، ونوه إلى أن ما حصل كان أكبر اختلال في التوازن، حيث ظن البعض أن المنطقة دخل في إستعمار جديد.
وتناول رئيس تحرير صحيفة الأخبار، مرحلة ما بعد 2011 حيث انشغلت المنطقة بأزمة كبيرة، وانخرطت فيها قوى المقاومة بالمعركة لمنع إسقاط الدولة السورية، لأن أحد الأهداف الرئيسية كان النيل من موقف الدولة السورية من المقاومة، يعني نقلها من ضفة المقاومة إلى الضفة المقابلة، وقد تسبب الأمر بمشاكل تحديداً مع تيار الإخوان المسلمين، وجزء منهم حماس أبرز قوى المقاومة الفلسطينية، ولكن كان هناك تيار في حماس ويقابله تيار قوي في محور المقاومة كان يعي أنه لا يجب التضحية بعناصر القوة والإبقاء على التواصل.
واعتبر الصحافي إبراهيم الأمين أن معركة “سيف القدس” كانت أول اختبار لصيغة التحالف الجديد الذي أعيد بناؤه، ولفت إلى أن هذا المحور في داخله قوى ودول وهناك آلية للتنسيق من ناحية العمل العسكري والأمني، وهناك تشابك أذرع، ومنذ معركة سيف القدس غرفة العمليات المشتركة قائمة للتنسيق والتشاور في الساحات، في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، والأولويات ترتبط بالساحات، وفلسطين ساحة مفتوحة للمقاومة لأن هناك احتلال قائم بشكل ثابت، والأولوية من جهة ثانية قائمة لتوفير الدعم لمقاومة فلسطين، وتعزيز الظهير الخلفي لهذه المقاومة سواء في لبنان أو في سوريا أو في إيران والاستفادة من العنصر الاستثنائي الذي طرأ في اليمن.
وطمأن رئيس تحرير صحيفة الأخبار إلى أن قوى المقاومة تستفيد من كل التطور الحاصل في المحور، ومن الخبرات، والمعارك، وهناك إيران هي دولة داعم ومنخرطة في الصناعات العسكرية الحساسة الأساسية التي تلجأ إليها القوى المقاومة، ومن بينها المسيّرات، وتيار المقاومة طور خبراته وهناك خشية إسرائيلية من تطور قدرات المقاومة بهذا الشأن في قطاع غزة، واعتبر أن إسرائيل لا تملك الإجابة أو اليقين بأنها ستنتصر، وقد عمل الإسرائيليون على تطوير الخيارات البديلة.
وحول عملية مجدو شمال فلسطين المحتلة، اعتبر الصحافي إبراهيم الأمين أن حجم الاشاعات الضخمة حول القضية دفع جيش الاحتلال إلى تقديم روايته، معتبراً أن هذه الرواية تكشف خشية إسرائيلية من إمكانية قيام مساعدة للمقاومة الفلسطينية من الخارج، والعدو يبحث عن مناخ وظروف ما حدث، واحتمال أن لا تكون فقط من لبنان، من سوريا أو الاردن أو البحر عبر عملية تسلل، وجزم بأن هناك قدرة على التسلل من خارج فلسطين إلى الداخل المحتل، مشيراً إلى وجود قناعة لدى العدو بأنه دخل إلى مرحلة تلقي المقاومة دعماً من الخارج، خاصة أن القوى المشرفة على محور المقاومة قررت الارتقاء بدعم المقاومة في فلسطين.
وعن ملف ترسيم الحدود البحرية للبنان، قال رئيس تحرير صحيفة الأخبار إن متابعة المناطق المتنازعة عليها مع قبرص لا يجب أن يتم تشريعها في ظل الفراغ الدستوري وعدم وجود رئيس للجمهورية، وشدد على أن التفاوض التام الدستوري يحتاج إلى سلطات أخرى على رأسها رئاسة الجمهورية.
وفي الملف الداخلي اللبناني، أكد الصحافي إبراهيم الأمين أن السعوديين يتصرفون في ملف لبنان على أنه ليس مشكلة بسيطة ورابطين لبنان بالعراق ورابطين لبنان باليمن ورابطين لبنان بسوريا نظراً لدور حزب الله الرئيسي في هذا البلد، لذا ربط الاتفاق الإيراني السعودي بلبنان غير منطقية.
وخلص رئيس تحرير صحيفة الأخبار إلى أن عدم إعلان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ترشيح نفسه بحاجة إلى جواب، ولفت إلى أن الصدام الداخلي لن ينتج رئيساً في بلد ينهار كل يوم بعد يوم، بينما إن الحلحلة الإقليمية كان يفترض أن تساهم في التخفيف من واقع الأزمة السياسية في لبنان.
المصدر: المنار