إنَّه الثأرُ المبين، لأمّنا القدس، من أجلِ أطفالِ غزةَ ونساءِ الضفةِ واسودِ جنين .. إنَّها فلسطين بكلِ خيرِها المنصَبّ رجالاً وشباباً وفتياناً فدائيين، اذاقوا المحتل علقمَ الهزيمةِ على طريقِ المعركةِ الحاسمةِ حتى التحرير..
شهيدٌ حفيدُ شهيدْ أكد للصهاينة المحتلين وأعرابِ التطبيعِ انَّ القضيةَ المقدَّسةَ عصيةٌ على النسيان ومرارةِ الايامِ وغدرِ الغادرين، وأنَّ جيلاً بعد جيل عاد مسرِعَ الخُطى نحو النصرِ الأكيد ..
فباسم الشهداءِ والصابرين وثكالى وجرحى جنين، صوَّبَ “خيري علقم” ابن الواحدِ والعشرين عاماً مسدسَهُ المشحوذِ بكلِ رصاصاتِ الثأرِ الفلسطيني الى رؤوسِ الصهاينةِ المحتلين.. أصابَ سياسييهم وأمنييهم وعسكرييهم قبلَ مستوطنيهِم، فيما كانت الحصيلةُ في ساحاتِ النبي يعقوب، سبعةَ قتلى صهاينةْ وعدداً من المصابين. وقبلَ ان يلملمَ بنيامين نتنياهو وحلفاؤه الحمقى خيبتَهُم الامنيةَ والسياسيةْ، اتبعَهم االفتى الفلسطيني محمد عليوات – ابن الثلاثة عشر عاماً – بمسدسه ايضاً، وخطَّ برصاصاتِهِ وجهةَ شبانِ فلسطين، وحصيلتُها اصابتان احدُهُما ضابطٌ مظليٌ جروحُهُ خطرةْ، ومجتمعٌ صهيونيٌ يعيشُ اعلى درجاتِ الخشية من خطرٍ غير مسبوق..
سبقَت القدسُ كلَ دروسِ الثأر، وكتبَت لجنين وشهدائها النصرَ، وطبعت على جبين حكومةِ بنيامين نتنياهو الضياعَ، وتركتهم تائهين بين خياراتٍ احلاها مر. فإنْ اكملَ التصعيدَ فالقدسُ وسيفُها المحمولُ من كلِ فصائلِ مقاومتِها مشحوذٌ بوجهِ ايةِ حماقةٍ صهيونية، وإنْ سكتَ نتنياهو وجوقتُهُ الموتورون فإنَّ خسائرَهم لا تعدُ في زواريبِ السياسةِ وفي حربِ المستوطنين..
اما بياناتُ الاستنكارِ للعمليةِ البطوليةِ من كلِ اللغاتِ العربيةِ والتركيةِ والاجنبيةْ فلا قيمةَ لها في حساباتِ (خيري) و(محمد) واخوانِهم، الذين يُنظَرُ إليهم كصُنَّاعِ مجدِ هذه الامةْ، الذين سيغسلون عارَ اولائك المطبّعين..
لكنَّ ميزةَ تلك البياناتِ أنَّها كشفت حقيقةَ بعضِ المختبئين تحت طاولاتِ التطبيعْ، وما بيانُ الادانةِ السعوديةِ للعمليةْ سوى اوضح الكتاباتِ المخفيةِ خلفَ جدرانِ التنسيقِ مع الصهاينةِ لسنوات..
وما اذاقَه خيري ومحمد للصهاينةْ من ويلاتْ يؤكد انتهاءَ السني العِجاف، وفتحَ الساحاتِ الفلسطينية بل كلَ المنطقةِ على ايامٍ سِمانٍ ..
المصدر: المنار