ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة وجه فيها خطابه الى “التجار الظلمة بكل أصنافهم” أغلب أزمات العالم، وأغلب أزمات لبنان، مصدرها أنتم، أنتم كرأس شريك، وأحيانا كرأس مستقل بالطغيان المالي والنقدي والسياسي، الذي يطال صميم هذا البلد وشعبه”، مشيرا إلى أن “المخافة من الله معدومة، وكل يتنافس مع قارون، والمطلوب من ناسنا، ومن أهلنا، تكوين قوة استهلاكية ضاغطة بوجه هذا الطغيان التجاري، ودون ذلك سيتحول الجميع فريسة سهلة لهذا السرطان التجاري الذي يفتك بالبلد وناسه”.
وأشار المفتي قبلان إلى أن “الأزمة السياسية الأعنف التي تضرب البلد كان يمكن السيطرة عليها لولا هذا الفجور التجاري المالي الذي يفتك برغيف الفقير وبحاجات شعبنا الأساسية، فاتقوا الله بهذا البلد وشعبه إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ولا أراكم تفعلون”.
ووجه خطابه لكل اللبنانيين بالقول:”البلد على فوهة بركان، والمشروع الخارجي على نار حامية، والمشكلة الرئيسية تكمن بالانقسام السياسي، ولا حل بداية إلا بالاتفاق على رئيس يمثل المصالح الوطنية، وإلا البلد يتجه إلى كارثة كبرى، وأخرجوا مواصفات رئيس الجمهورية من بازار الحصص الحزبية والالتزامات الخارجية، لأن البلد في قلب المنطقة الحارة”.
وأضاف:” هناك غارة أوروبية مقصودة تطال صميم القضاء اللبناني، والقاضي البيطار رأس الهجمة فيها، وينفذ مشروع انقسام قضائي عامودي، ويهدد المصالح الوطنية القضائية. والمطلوب حماية القضاء من سماسرة خراب الدول”.
ولفت إلى أن “هناك حلفا دوليا إقليميا بقيادة واشنطن يهدد البلد ويدفع به نحو السقوط، والواجب على القوى السياسية إنقاذ لبنان سياسيا، وهنا أقول: أي تفكير بتقسيم لبنان يعني أخذ البلد نحو حرب أهلية، وكلام جعجع خريطة حرب، ودفع للبلد نحو محرقة وطنية لا يستطيع هو تحمل أعبائها، والمطلوب حماية لبنان من أسوأ حريق سياسي يطاله، فالمصير على كف عفريت. لذلك الإنقاذ السياسي أكبر ضرورات لبنان، وتشريع الضرورة ضرورة وطنية، وانعقاد الحكومة للقضايا الوطنية ضرورة بحجم الدفاع عن أسباب وجود لبنان، والحكومة والنواب هنا بقلب المسؤولية التاريخية”.
وطالب المفتي قبلان المسيحيين والمسلمين، “توحيد الكلمة لإنقاذ السلم الأهلي، من أسوأ سيناريو يطال بلدنا، ومن كارتيلات واشنطن الداخلية وأذرعتها النقدية، بما في ذلك لعبة الشوارع، واحذروا من خرائط الجمعيات الملونة، لأنها تريد تفخيخ الشارع، والدفع نحو طوأفة البلد ورفع المتاريس، وحيدوا الجيش وقوى الأمن والشارع عن الصراعات السياسية، واحذروا بشدة من الفوضى والفلتان وشوارع المال السياسي، لأن البلد بكل قطاعاته بغرفة الانتظار، والفوضى ونهاية الدولة طريق واحد، فما يجري الآن مشروع خطير جدا لأنه يضرب صميم العملة اللبنانية ويدفع نحو دولة بلا قواعد وإدارات مشلولة وانقسام سياسي عامودي، وحالة لبنان الآن شبيهة بخرائط الكوارث الدولية ويجب على القوى المسيحية والإسلامية الاتفاق سريعا على رئيس وطني جامع لإنقاذ لبنان”.
وختم المفتي قبلان:”إن ما يجري في فلسطين يهمنا جدا، والإسرائيلي عدو مجرم، ومنظومة إرهاب، وأمن لبنان من أمن المنطقة، والمجزرة التي ارتكابها الإسرائيلي في جنين بعنق المطبعين، والعرب تنكرت للعرب، ويبقى أن التاريخ هو للشعوب وليس للأنظمة، وأن المقاومة خيارنا الاستراتيجي، لأن أكثر الأنظمة الإسلامية مجرد وكيل لدى واشنطن”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام