وانتصرت السوقُ السوداءُ رغمَ كلِّ المحاولات، كيف لا وهي مَرعيةٌ من اصحابِ الايادي الطُولى – ذوي القلوبِ والعقولِ السوداء..
اختفت الطوابيرُ التي صَنعتها التعاميمُ امامَ محطاتِ البانزين، بمجردِ اَن حافظَ التاجرُ على مستوى ربحِه والمصرفُ على دولارِه، وجرت الحلولُ كالعادةِ على حسابِ المواطن، فعادَ جدولُ المحروقاتِ بكُلِّه وكَلكلِهِ معتمداً على اساسِ دولارِ السوقِ السوداء، اما دولاراتُ منصةِ صيرفة فيبدو انَ جُلَّها لمديري المصارفِ وحاشياتِهم وادواتِهم في اسواقِ الدولار، وريعُهم جميعاً – بنوكاً وصرافين وتجاراً – للحاكمِ الاكبرِ لكلِّ الاسواق – حاكمِ مصرفِ لبنان..
اِنه لبنانُ الذي ارادَه الاميركيُ وادواتُه على هذه الحال، محاصرٌ من الخارجِ عبرَ منعِ المساعداتِ والهباتِ وحتى القروضِ عنه، ومن الداخلِ عبرَ مافيا من المنتفعينَ الذين يَتْبَعونَ بالاهدافِ لمشروعِ التدميرِ الاقتصادي..
ومن طوابيرِ البنزين والدولارِ الى معضلةِ باخرتي الفيول العالقتينِ عندَ الشواطئِ اللبنانيةِ تنتظرانِ اشاراتِ التفريغِ عبرَ كُتبِ الائتمان، فوزيرُ الطاقةِ وليد فياض ناشدَ وزارةَ المالِ التدخلَ لتأمينِ الاموالِ المطلوبة، ووزارةُ المالِ رَدَّت بالحاجةِ الى مرسومٍ لتامينِ الاعتماداتِ على ما قالَ الوزير، وبالتالي فانَ القولَ الـمُتَيَسِّرَ الى الآن: اِنَ الفيول في البواخرِ محجوز، واِنَ عتمةَ كهرباءِ لبنانَ لا تزالُ حاجزةً لجُلِّ ساعاتِ اللبنانيين..
في يومياتِ العراقيينَ تلاعبٌ بالدينارِ عبرَ الدولار، وتقنينٌ لدخولِ العملةِ الى الاسواقِ بقراراتِ الفدرالي الاميركي كما يقولُ خبراءُ السياسةِ والاقتصادِ ، ما يُنذرُ بِشَحذِ الخنجرِ الاقتصادي اميركياً للردِّ سياسياً في الساحةِ العراقية، وفي نُسخةٍ طِبْقَ الاصلِ سيدفعُ المواطنُ العراقيُ الثمن..
اثمانٌ كبيرةٌ يَتحضّرُ لدفعِها الصهاينةُ وفقَ كبارِ مُحلليهم ، بعدَ تكوينِ حكومةِ بنيامين نتنياهو ونيلِها ثقةَ الكنيست.
فصورتُها الـمُجَمَّعَةُ على مَضضٍ سياسيّ، تَجعلُها محكومةً من اقصى اليمينِ المتطرف، ما ينذرُ بقربِ الاشتباكِ وفقَ كبارِ المراقبينَ العبريين، الذين يَخشَوْنَ العواقبَ الكبيرة..
المصدر: قناة المنار