جاءت زيارة رئيس كيان العدو الاسرائيلي اسحاق هرتسوغ الى البحرين والامارات لتؤكد ان النظامين الحاكمين هناك يتوغلان اكثر فأكثر في الابتعاد عن قضايا الامة وهمومها، وكأن بعض هذه الانظمة الخليجية تعيش في مقلب آخر من عالمنا العربي والإسلامي.
وهذه الزيارة حصلت رغم الدماء الفلسطينية التي تسيل على أرض “بيت المقدس” وتخومه وعلى الرغم من الاعتداءات اليومية التي يرتكبها الصهاينة من إعدامات بدم بارد الى تدنيس باحات المسجد الاقصى والاعتقالات للفلسطينيين وحملات الدهم للمنازل وهدمها، بما يمس الحقوق الاساسية للانسان خلافا لكل المواثيق والقوانين.
كما ان زيارة الرئيس الصهيوني تؤكد مدى انفصال النظامين البحريني والاماراتي عن شعبهما، فالشعب البحريني نظم التظاهرات الرافضة لهذه الزيارة بدون أي تجاوب من قبل السلطات الحاكمة التي واصلت اجراءاتها البوليسية والقمعية، كما ان الشعب العربي من المحيط للخليج أكد رفضه لاي تقارب مع الصهاينة، وقد ظهر ذلك جليا من التفاعل العفوي للجماهير العربية خلال مونديال قطر 2022، فالجماهير رفضت بشكل قاطع اي تقبل او تواصل مع وسائل الاعلام الاسرائيلية كما ان فلسطين كانت حاضرة دائما عبر الجماهير وعدد كبير من لاعبي المنتخبات العربية لا سيما من شمال افريقيا.
وبالسياق، قال المتحدث باسم حركة الحريات والديمقراطية (حق) البحرانية المعارضة عبد الغني الخنجر إن “الزيارة المشؤومة لهرتسوغ الى البحرين هي وصمة عار في جبين هذا الملك الذي يصر على تعريف نفسه للعالم العربي والإسلامي على أنه خائن صغير ولا قيمة له”، وتابع “قد قوبلت هذه الزيارة بتظاهرات رفض واسعة من أبناء شعب البحرين رغم الحصار الأمني للمناطق ورغم القبضة الأمنية الواسعة لتكميم أفواه أبناء البحرين الرافضين للتطبيع والذين يرون في هذا الحاكم المطبع وولي عهده بأنهما حاكمين غير شرعيين ويقومان بخطوات خيانية لا تمثل مواقف شعب البحرين المعادي لكيان العدو الصهيوني”.
واضاف الخنجر في حديث لموقع قناة المنار “ستسقط معاهدات التطبيع ولن تصمد ولن يستطيع النظام في البحرين أن يجبر الشعب على الإعتراف بخطواته الخيانية لقضية العرب والمسلمين الأولى”، وأكد “سيبقى شعب البحرين بنخبه ومثقفيه وغالبيته مع فلسطين ومع المقاومة لتحرير كل الأراضي العربية الإسلامية المحتلة”.
وقد استنكرت المقاومة الفلسطينية زيارة هرتسوغ الى الخليج، وبالسياق، قالت حركة “حماس” إن هذه الزيارة تساهم في تشجيع الاحتلال الاسرائيلي على مواصلة وتصعيد عدوانه على الشعب الفلسطيني”، وأكدت رفضها لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني وقادة كيانه المزعوم”، وتابعت “من المؤسف أن تأتي الزيارة في ظل تصاعد الهجمة الاحتلالية على شعبنا بالقتل والاعتقال حتى صبيحة هذا اليوم، وزيادة سياسة التطهير العرقي كما يحدث لأهلنا في القدس، ومواصلة السياسة الاستيطانية في الضفة، وحصار قطاع غزة، ومواصلة التنكيل بالأسرى”.
بدورها، قالت حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين على لسان الناطق باسمها طارق سلمي إن “زيارة هرتسوغ لأي دولة عربية أو إسلامية هي طعنة للشعب الفلسطيني، وخذلان كبير لقضية العرب والمسلمين الأولى”، ولفتت الى أن “الكيان الصهيوني يسعى من خلال هذه الزيارة وغيرها إلى التغطية على عدوانه وارهابه، وعلى تصاعد جرائم القتل والإعدام التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس”، ودعت “كل الشعوب العربية والإسلامية إلى إعلاء صوتها في رفض التطبيع والتصدي لكل محاولات الاختراق الصهيوني في عالمنا العربي والإسلامي”.
يبقى ان فتح الباب امام الصهاينة لن يخدم سوى كل صهيوني في كيان العدو او من هم في الانظمة العربية والخليجية ممن يبحثون عن دعم أميركي او غربي للبقاء على كرسي السلطة، وهذا الأمر لن ينعكس إلا ضررا على الأمة وبلدانها وشعوبها وسيؤثر سلبا على مستقبل الأجيال وثروات ومصالح الدول العربية والاسلامية، والحل الوحيد لوقف هذا النزف هو التوقف فورا عن السير بمسار الخيانة والتطبيع، والانحياز للحق الفلسطيني ودعم شعبه ومقاومته بكل السبل الممكنة.
المصدر: موقع المنار