عُقدت في دمشق اليوم الأربعاء، جلسة مباحثات رسمية موسعة بين سوريا وبيلاروسا برئاسة رئيسي وزراء البلدين حسين عرنوس ورومان غولوفتشينكو وبحضور وفدي البلدين.
وأكد الجانبان الحرص المشترك على الانتقال بعلاقات التعاون نحو آفاق جديدة وتعزيزها في مختلف القطاعات في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة والتحديات المشتركة التي تواجه البلدين من الإرهاب إلى العقوبات الاقتصادية الجائرة أحادية الجانب، وإيجاد صيغ جديدة لتنمية التعاون في مختلف القطاعات.
وأكد عرنوس في كلمة له أن زيارة الوفد البيلاروسي إلى سوريا تشكل نقطة مهمة في مسيرة العمل الثنائي بين البلدين الصديقين وخطوةً هامةً على صعيد تعزيز أواصر التعاون بينهما وفقاً لتوجيهات رئيسي البلدين الرئيس بشار الأسد والرئيس ألكسندر لوكاشينكو وبما يصب في مصلحة الشعبين.
وأضاف عرنوس أن البلدين يجمعهما الكثير من القواسم المشتركة ترتكز على القيم والأخلاق والاحترام المتبادل لسيادة الدول وحقوق شعوبها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية دون تدخلات خارجية، إضافة إلى حق هذه الدول في إدارة مواردها وشؤونها وحماية حدودها السياسية والاقتصادية والجغرافية بما يصب في مصالحها الوطنية ووفق المعايير والقوانين الدولية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء حرص بلاده على تعزيز وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي بما يتناسب مع الإمكانات الكبيرة لدى البلدين والحرص المشترك على أفضل تشبيك وتكامل ممكن للطاقات المتوفرة بينهما واستثمارها بما يصب في مصلحة الشعبين الصديقين وعلى النحو الذي يرتقي إلى مستوى العلاقات الراسخة والمتجذرة على الصعيد السياسي، معربًا عن تقديره وشكره للجانب البيلاروسي الصديق على المواقف الداعمة للسوريا في حربها ضد الإرهاب وداعميه، وكذلك على المساعدات الإنسانية التي قدمها للجانب السوري.
ولفت عرنوس إلى وجود فرص حقيقية لتعزيز وتعميق التعاون في مجال مقايضة السلع والمواد وتعزيز وتيسير إجراءات التجارة البينية وفي قطاع النقل وكذلك على مستوى القطاع التربوي والقطاعات الأخرى، مبدياً حرص الحكومة السورية على فتح آفاق الاستثمار أمام الشركات البيلاروسية الصديقة للمساهمة في إعادة إعمار سورية مع تقديم كل التسهيلات الممكنة لدخولها إلى السوق السورية.
وبيّن عرنوس أن قطاع الأعمال يعد شريكاً حيوياً ومهماً في تخطيط وإدارة علاقات التعاون بين البلدين الصديقين ويمتلك القطاع الخاص في كل من سوريا وبيلاروسا خبرات وقدرات كبيرة، حيث يحظى هذا القطاع بالعناية الحكومية الكاملة لفتح آفاق الاستثمار المشترك سواء من خلال التنسيق المباشر عبر التواصل بين رجال الأعمال أو من خلال الشراكة مع المؤسسات الحكومية في البلدين.
وأشار رئيس الوزراء السوري إلى أهمية موضوع التبادل التجاري بين البلدين وزيادته وتذليل كل العقبات التي قد تعيق تواجد منتجات كل بلد في أسواق البلد الآخر، موضحاً أن قطاع الطاقة الكهربائية يعد قطاعاً مربحاً وجاذباً للاستثمارات بعد سلسلة التشريعات الناظمة التي سهلت دخول المستثمر الخاص إلى القطاع ولا سيما قطاع الطاقات المتجددة الشمسية والريحية وداعياً الشركات البيلاروسية الرائدة في مجال الكهرباء إلى دخول السوق السورية بالتشاركية مع الشركات السورية للاستثمار المربح في هذا القطاع.
من جانبه، أكد غولوفتشينكو عمق العلاقات بين البلدين والثقة بأنها ستشهد نمواً كبيراً في المرحلة المقبلة، وأن سوريا صديق استراتيجي ومهم بالنسبة لبلاده، معرباً عن اهتمام بيلاروس بتنمية العلاقات الاقتصادية مع سورية، وقال إن “بيلاروس تقف إلى جانب سورية في مواجهة الإرهاب وهي مستمرة في ذلك ولن يتوقف الدعم المقدم لسوريا”.
ولفت غولوفتشينكو إلى أهمية تطوير العلاقات وخاصة في المجالين الاقتصادي والمالي، مبيناً أن مجلس وزراء بيلاروس يطبق الخطة الحالية الموجودة لديه فيما يتعلق بالتبادل التجاري بين البلدين فيما ستعمل اللجنة المشتركة البيلاروسية السورية على تذليل العقبات التي تقف أمام ترجمة ذلك على أرض الواقع.
وأكد رئيس وزراء بيلاروس أن هناك أموراً جديدة ستحاول بلاده المساعدة فيها خاصة توريد التقنيات إلى سورية وصناعة السيارات والجرارات ومجال البناء وإعادة الإعمار، لافتاً إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها بلاده اليوم والمسلمة لوزارة الصحة السورية وتتضمن مواد طبية وألبسة ومؤكداً أن العلاقات بين البلدين ستتطور وتسعى بلاده إلى تطويرها بما يخدم مصلحة البلدين الصديقين.
وكان رئيسا الوزراء عقدا جلسة مباحثات ثنائية تم خلالها التأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وضرورة تطويرها وفتح آفاق جديدة أمامها بما يخدم مصلحة الشعبين والبلدين وتذليل الصعوبات التي تقف أمامها بما يسهم في مواجهة التحديات التي تواجههما. ولدى وصول رئيس وزراء بيلاروسا إلى مبنى رئاسة مجلس الوزراء جرت له مراسم استقبال رسمية.
المصدر: وكالة سانا