اعتبر مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر ان “ثلاث مهام أصبحت منوطة بالمقاومة بعد ترسيم الحدود البحرية، الأولى مهمة التحرير، والثانية حماية لبنان جوا وبحرا وبرا، والمهمة الثالثة الدفاع عن لبنان. وبالتالي على اللبنانيين أن يلتفوا حول المقاومة، لأن لا خيار لبلد أن يكون قويا إلا بمقاومته، والذين يغردون خارج السرب، هم إما واهمون وإما عملاء، لأن العميل لا يهمه أن يكون بلده عزيزا وكريما، بل يبيعه بثمن بخس، لأنه فاقد لصوابه ولا يعرف ماذا يريد. أما الشرفاء الأعزاء فهم الذين يريدون لبلدهم أن يكون قويا، وقد علمنا التاريخ أن البلد الذي لا يملك قوة هو ضعيف ويسحقه العدو في أي وقت يرد”.
كلام النمر جاء خلال رعايته حفل افتتاح روائز صور شهداء “المقاومة الإسلامية” في القطاع الغربي، عند الطريق المؤدية إلى بلدتي كفردبش وشمسطار، لمناسبة “يوم الشهيد” تحت شعار “أحياء”، بمشاركة فاعليات دينية وبلدية واختيارية واجتماعية.
وقال النمر: “مقاومتنا كرامتنا، وهذه الكرامة لا يمكن ان نتخلى عنها، ولا تخلو بلدة من بلداتنا من الشهداء والمجاهدين ومن الحاضنين لهذه المقاومة، من الذين دفعوا أثمانا كبيرة، وهم حاضرون لان يدفعوا كل الأثمان من أجل ان تبقى المقاومة، حتى تبقى عزتهم وكرامتهم ويبقى شرفهم مصانا”.
ورأى أن ” يوم الشهيد بعد 40 ربيعا من حياة المقاومة أصبح محطة أساسية نستذكر فيها سلسلة من الأحداث التي مرت على هذه المقاومة، بأفراحها وأتراحها، بآلامها وأحزانها وانتصاراتها منذ عام 1982 إلى هذا اليوم، وكان في هذه المحطات ألم وحزن وصعوبات، إلا أنها تكللت بالانتصارات، وكان أول انتصار على العدو الصهيوني في عام 2000 حيث تحرر الجنوب اللبناني من غطرسة الأعداء الصهاينة، وكان المطلوب من حرب عام 2006 سحق حزب الله من الوجود، ولطالما ان الهدف الأساس لم يتحقق من هذه الحرب، انتصرت المقاومة، وما حصل من ترسيم للحدود البحرية سجلنا فيه الانتصار الثالث، والفرق بين الانتصارين الأولين وانتصار اليوم انه في ذلك الوقت حققنا الانتصار بالدماء والقتال والمعارك، واليوم حققنا الانتصار نتيجه توازن الردع بالقوة، ولا فرق بين الانتصارين الأولين والانتصار الأخير، لأن الهدف أن تحقق على عدوك ما تريده من أهداف أنت ترسمها”.
واعتبر أن “يوم الشهيد هو يوم تبريك لأنه يعيد إلينا كل ذاكرة الكرامة والعزة والشهامة، وفي هذا اليوم نستذكر الاستشهاديين والشهداء ووصياهم التي أكدت على حفظ المقاومة، وقد أثبت هؤلاء الشهداء بأن الأوطان لا يمكن أن تحمى إلا بالدماء، ولا يمكن ان تحفظ إلا بتوازن القوة، لأن عدونا المتغطرس هو كيان لا يفهم إلا بالقوة، هكذا علمنا التاريخ والحاضر”.
وتابع: “مع المقاومة دائما نستذكر هذا الجمهور الحبيب الذي حضن المقاومة في كل المحطات منذ عام 1982 إلى اليوم، فالبقاع كان الشاهد الأول على الطلقة الأولى، ودفع بخيرة أبنائه إلى الجنوب، وصمد أمام الرياح العاتية في كل المحطات. وكان يراد لهذا البقاع في كل محطة ان يكون بقاعا ضعيفا وخارج المعادلة، ولكن هذا البقاع في أهله أثبت أن هويته المقاومة، وكان شريك المقاومة في الانتصارات التي تحققت على العدو الصهيوني في الجنوب منذ الطلقة الأولى، وعند الحرب في مواجهة التكفيريين حقق مع المقاومة الانتصار على التكفيريين على حدودنا وفي جرودنا وفي كل الجبهات السورية”.
أضاف: “نحن نعرف أننا نمر في أيام صعبة وقاسية فرضها الفاسدون على بلدنا، وفرضها العدو الأمريكي على بلدنا، فأميركا حاصرت لبنان اقتصاديا واجتماعيا وما زالت تحاصره، ولم يعد هذا سراً، خدمة لعيون إسرائيل، فأميركا اليوم لا ترى في هذا العالم إلا إسرائيل، تريد ان تقاتلنا في لقمة العيش، ولكننا اثبتنا خلال السنوات الماضية من خلال ما حصل في بلدنا من فوضى أننا العارفون لأهدافهم، والجميع يذكر ذلك اليوم من عام 2019 كيف حلت الفوضى في منطقتنا من الهرمل وصولا الى ضهر البيدر في يوم واحد، وعندما سمعوا من قائد المقاومة ماذا يخطط لهذه المنطقة ولكل لبنان التزم البقاعيون، وعرفوا ما هو الكمين من وراء هذه الفوضى، وراحوا يضمدون الجراح. إن العدو في كل يوم ينصب لنا كمينا، ولكن علينا أن ننتبه لتلك الكمائن”.
وقال: “نحن وبيئتنا نعرف أننا لا نستطيع أن نحل هذه المشكلة الاقتصادية والاجتماعية العالقة اليوم، ولكن نحن من خلال موقعنا جاهزون لأن نخفف من أعباء هذه المشكلة، بالتعاون مع كل المجتمع الأهلي الكريم، وأنا قلت في بداية العام الدراسي لن نترك طالبا خارج المدرسة وفعلنا ذلك، وقلت نحن لا نريد أن نترك بلدة عطشى، والحمد لله وفقنا إلى أن نوزع المحروقات على 75 بئر مياه شفة نحن نغذيها بمادة المازوت في منطقة بعلبك الهرمل والبقاع، وحاضرون أن نكمل لأننا لا نريد ان نترك بلدة عطشى، وأنا اقول لكم لن نترك عائلة من عائلاتنا تبرد في الشتاء باذن الله تعالى، ولقد وقفنا إلى جانب المؤسسات الرسميه اعتقادا منا بأن هذه المؤسسات تقدم خدمة للمجتمع، وسوف نبقى إلى جانبها من أجل أن تبقى تقدم كل الخدمات لهذا المجتمع”.
وختم: “المطلوب منا الكثير، ولكن اذا لم نستطيع ان نقدم كل ما يطلب منا، سوف نقدم ما يمكن ان يفي ببعض الحاجة من أجل ان يبقى هذا المجتمع الذي رفع راية المقاومة في كل المحطات الاستحقاقات عزيزا وكريما”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام