“.. إذا مُنع لبنان من استخراج النفط والغاز، فلن يستطيع أحد استخراج النفط والغاز وهذا هو عنوان المرحلة المقبلة.. الذي فرض على العدو والولايات المتحدة ان يوصل الامور الى هنا، هو من يقدر ان يشكل الضمانة الحقيقية.. للثقة بالله أولاً وبقوتنا .. والموقف الرسمي والشعب والمقاوم هو الضمانة والمعادلة هي نفسها..”، بهذه الكلمات رسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته مساء السبت 29-10-2022 المعادلات الجديدة التي لا يمكن لأحد من أعداء لبنان تجاوزها ومحاولة حرمانه من ثروته النفطية والغازية.
وبغض النظر عن مواقف بعض الأطراف الداخلية اللبنانية في تقييم تفاهم استخراج الثروة النفطية في المياه الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة، فما من شك كما لا يوجد عاقل ينفي ان المقاومة وما تشكله من حالة ووجود وقوة رادعة منعت من سلب لبنان حقه بمياهه ومنعت العدو الاسرائيلي من المباشرة باستغلال النفط الفلسطيني المسروق قبل ان يحصل لبنان على حقه بالتنقيب واعتراف العالم وتقديم ضمانات حول ذلك.
لكن كيف استطاعت المقاومة فعل ذلك؟ هل كان ذلك بفعل بعض التحركات البرية او البحرية او الجوية؟ ام ان هناك سلسلة لم تتوقف من الاجراءات التي تحصل سواء تحت نظر العدو او في الخفاء هي التي أوصلت لما نحن عليه اليوم من هذه القوة القادرة على ردع العدو؟ يكفي ان يطرح البعض على نفسه سؤالا بسيطا ماذا لو لم تكن المقاومة موجودة، كيف سيكون عليه الحال بما يتعلق بترسيم الحدود البحرية؟ هل كان لبنان سيتمكن من فرض ما يريد بهذا الشأن؟ وهل كان العدو الاسرائيلي سيحسب حسابا لأحد قبل البدء بالتنقيب واستخراج النفط؟
بالتأكيد ان المسيرات التي أطلقتها المقاومة قبل فترة دفعت العدو الاسرائيلي للتحرك والشكوى لدى الادارة الاميركية التي أدركت خطورة الموقف باتجاه هذا الكيان المؤقت، ما جعل المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين يصرّ على الاجتهاد والمثابرة للوصول الى اتفاق خلال أسابيع، بعد ان كانت واشنطن تماطل فيه لسنوات، من هنا يمكن فهم كيف ان الاميركيين عملوا للتوصل الى هذا التفاهم(رغم ان الاميركي ليس وسيطا نزيها) بدون قدرتهم على فرض شروط معينة على لبنان او الإملاء عليه ما سيفعل باعتبار ان المسؤولين في لبنان يدركون مدى قوة موقف المقاومة التي يستندون عليها.
ولا شك ان ما جرى له أهميته الكبيرة التي تتجلى بعدة نقاط منها:
-حصول تحول تاريخي لصالح لبنان وكسر الهيمنة الإسرائيلية من جديد.
-توجيه ضربة قوية للحصار الأميركي المفروض منذ عدة سنوات على لبنان.
-تأمين فرصة هامة لإخراج لبنان من الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها والانتقال به الى مصاف الدول النفطية، بما يحمله ذلك من تداعيات إيجابية على المدى الطويل.
-التأكيد ان سبب كل ذلك هو التلاحم الكبير بين مكونات لبنانية بدءا من وجود قرار وطني شجاع ومقاومة قوية قادرة على ضبط أي تهور جنوني قد يقدم عليه العدو الاسرائيلي.
-تسجيل معادلة ردع اقتصادي أساسها قدرة لبنان على حماية ثرواته.
وكان لافتا أيضا ما قاله رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل إن “اتفاق الترسيم والاستخراج الذي انجزه لبنان هو نموذج او مثال عن كيف تكون الاستراتيجية الدفاعية بحيث تكون الدولة المرجع الاساس فيها والمقاومة عنصر قوة مساند وملتزم بسياسة الدولة وقرارها، وهيك مشروع المقاومة لا يتعارض مع مشروع الدولة وبنائها لا بل يعزّزه”.
وبنفس الإطار، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته يوم الخميس 27-10-2022 “… نحن في حزب الله نعتبر أن ما حصل من البداية إلى النهاية، إلى النتائج، هو انتصار كبير وكبير جداً للبنان، للدولة، للشعب وللمقاومة، ولما حصل دلالات مهمة جداً ونتائج مهمة جدا..”.
كل ذلك يؤكد المؤكد ان لبنان قادر على حماية نفسه بنفسه من خلال المعادلة الراسخة نظريا وبالممارسة العملية أي معادلة الشعب والجيش والمقاومة، التي يجب التمسك لانها تخدم مصلحة لبنان والتعاطي معها بعيدا عن المصالح السياسية الضيقة او عن النكد السياسي وتسجيل النقاط على بعضنا البعض.
المصدر: موقع المنار