ملف ساخن | أصحاب الشارات الحمر.. من هم عرين الأسود؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ملف ساخن | أصحاب الشارات الحمر.. من هم عرين الأسود؟

photo1666090593
أحمد فرحات

لم تهدأ فلسطين منذ أن دخلها الإستعمار في القرن العشرين، واستمرت شعلة المقاومة متقدة، واستعر لهيبها بعد النكبة وما تلاها من أحداث وصولاً إلى يومنا هذا..

مقاومة شعب فلسطين تنوعت، بتنوع الأزمان، غير أن السلاح كان الحاضر الأبرز، وموجه نحو عدو لا يفقه إلا لغة النار، فلا المفاوضات ولا المحادثات، أنجزت للفلسطينيين ما كانوا يصبون إليه، وتحولت فلسطين إلى عرين، ومقاوميها إلى أسود، فكانت مجموعة “عرين الاسود”.

عرين الاسود

احتضنت نابلس هذه الحركة المقاومة، بما تحويه نابلس من تاريخ نضالي منذ القرون الوسطى ضد الحملات الغربية، وتواصلت في مرحلة الإنتداب، وشهدت المؤتمر الفلسطيني الخامس من 20 إلى 24 آب 1922، والذي أعلن الفلسطينيون خلاله رفض الانتداب وإصدار طوابع عليها شعارات فلسطينية ومقاطعة اليهود في البيع والشراء.

كما عقد في نابلس مؤتمر التسليح عام 1931، طالب بالاستقلال والوحدة العربية ودعا إلى مقاطعة حكومة الانتداب وتسليح عرب فلسطين.

وانطلاقاً من هذا التاريخ المضيء، سار أهالي نابلس في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، وحوت هذه المدينة مختلف الفصائل الفلسطينية، وقاومت بالسلاح والثقافة وغيرها من وسائل النضال. والشهر الماضي برزت إلى الواجهة مجموعة “عرين الأسود”، كحركة مقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي، جعلها هدفاً له.

في أيلول/سبتمبر الماضي، وبعد مرور شهر على استشهاد المقاوم ابراهيم النابلسي في نابلس، تم اطلاق النار على سيارة يقودها مستوطن قرب قرية حوارة، وأعلنت مجموعة “عرين الأسود” تبنيها العملية، ومنذ ذلك الحين، أصبحت المجموعة حديث الشارع الفلسطيني.

ويعتبر الشهيد محمد العزيزي ورفيقه عبد الرحمن صُبُح أحد أبرز مؤسسي هذه المجموعة، في حين كان أول ظهور للمقاومين بكامل عدتهم في شارع حطين وسط مدينة نابلس، في صورة منظمة، شكلت صدمة لمؤسسات الإحتلال.

وغطى مجاهدو “العرين” فوهات بنادقهم بقطع من القماش الأحمر، في تأكيد على أن لا رصاصة ستطلق هدرا. وتتميز هذه المجموعة بالوحدة والإنسجام، وبزيهم الموحد. وعلى صعيد المواجهة مع الإحتلال، اعتمدت “العرين” على مباغتة العدو في مواقعه العسكرية، عند نقاط التماس المحيطة بنابلس، كما اعتمدت على العمل السري والمنظم، ستاراً لها، وأيضاً على عدم الإستعراض المتكرر بين المواطنين.

وعكس حضور آلاف النابلسيين في مهرجان إعلان انطلاقة “العرين” الشهر الماضي، حجم احتضان أهالي نابلس للمقاومة، في إشارة تعكس حجم الإلتفاف الجماهيري حولهم، وتشجيعهم على مواصلة القتال ضد العدو. كما تجلى هذا الامر في التفاعل الكبير على مواقع التواصل الإجتماعي مع إعلان المجموعة عن سلسلة عمليات، تحت هاشتاغ #سلسلة_عمليات_الغضب.

ومما زاد حجم الإحتضان، تعاونهم مع باقي الفصائل في نابلس، وعملياتهم النوعية ضد الإحتلال، وبالتالي، فنحن أمام عمل مقاوم يتميز بتكتيك جديد، سيؤسس لمرحلة جديدة من الصراع مع الإحتلال.

وتلقت دعوات “عرين الأسود” استجابة واسعة في العديد من المناطق الفلسطينية، خصوصاً لجهة دعوتها إلى تضامن مع مخيم شعفاط، بسبب الحصار الصهيوني، في حين تتحسب الأوساط الأمنية الصهيوينة من اتساع التأييد للمجمومة، خصوصاً وأن بوادر هذا الأمر بدأ بالظهور في جنين ومناطق أخرى من الضفة.

كما تتميز هذه المجموعة بحضور بارز على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث يتم نشر العمليات المصورة ضد الصهاينة، ما دفع بالأجهزة الإسرائيلية إلى ابداء الخشية من انضمام مقاومين جدد إلى “العرين”.

المصدر: موقع المنار