الثلاثاء   
   02 12 2025   
   11 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 20:08

مقدمة نشرة الأخبار الرئيسية لقناة المنار الثلاثاء 2\12\2025

ايامٌ من حقيقةِ لبنانَ حمَلت رسائلَ المحبةِ والتعايشِ الوطنيِّ والحوارِ والسلام، رافقت زيارةَ بابا الفاتيكان لاوون الرابعَ عشرَ الى بلدِ الارز، الذي عَضَّ على جراحِه النازفةِ من عدوٍ صهيونيٍّ وحصارٍ اميركيٍّ وتناحرٍ داخلي، لاستقبالِ قداسةِ البابا الذي أكدَ فعلَ الايمانِ بهذا البلدِ واهلِه متى ارادوا ان يكونوا عنواناً للعيشِ المشتركِ ورسالةً باسمِ الانسانيةِ لعمومِ البشرية..
ومعَ سموِ عناوينِ الزيارةِ فوقَ الوحولِ الداخلية، وعبورِها عن انهرِ الدمِ التي اَسالتها العدوانيةُ الصهيونية، غادرَ البابا لبنانَ تاركاً وصاياهُ بينَ الحوارِ والسلام..
حوارٌ داخليٌ يحتاجُ الى فعلٍ ايمانيٍّ واجماعٍ وطنيّ، لم يَخجَلِ البعضُ بالتعالي عليهِ اثناءَ زيارةِ البابا تصويباً وتنكيلاً بمُكوِّناتِ الدولةِ والمجتمعِ اللبنانيِّ الذي اجتمعَ على الترحيبِ اللائقِ بالزيارة، اِلا من عزلَ نفسَه عنها، جاعلاً حيثيتَه الوهميةَ عائقاً بينَه وبينَ الحقيقةِ اللبنانية، فغَيّبَ رئيسُ حزبِ القواتِ سمير جعجع نفسَه عن ايٍّ من اللقاءاتِ التي لم تَقتصر على تلكَ البروتوكوليةِ في القصرِ الجمهوري، بل عن تنوعاتِها من الدينيِّ الى الشعبيِّ والروحيِّ وحتى اللقاءِ الجامعِ اليومَ في المرفأ، الذي حضرتهُ جميعُ الوانِ الطيفِ السياسيِّ والشعبيِّ والطائفيِّ والمذهبيِّ اللبناني..
ومع صعوبةِ الحالِ التي اَقرَّ بها البابا العارفُ بالواقعِ اللبنانيِّ والاقليميِّ والدوليّ، لكنه اَوصى بعدمِ الاحباط، وعدمِ الاستسلامِ امامَ الشرِّ الذي يَنتشر، بل يجبُ توحيدُ الجهودِ لاعادةِ بهاءِ هذه الارض كما قال ..
وبينَ ناشري السُمِّ الداخليينَ وناشري الموتِ الخارجيينَ تزدادُ المُهمةُ صعوبةً، فاعداءُ الانسانيةِ والرسالاتِ السماويةِ والسلامِ الذي دعا اليه البابا، على عاداتِهم باحباطِ ايِّ محاولةٍ او رسالةٍ للتهدئةِ ووقفِ نزيفِ الدم، فما اِن غادرت طائرةُ البابا مدارجَ مطارِ بيروت، حتى حَطّت نذيرةُ الشؤمِ الاميركيةُ مورغان اورتيغوس في المنطقة، وقبلَ وصولِها غداً الى بيروتَ عَرَّجَت على تل ابيب مُذَخِّرَةً زيارتَها بتصريحاتِ التهويلِ من المسؤولينَ الصهاينة، المؤكدينَ على استباحةِ كلِّ المنطقةِ بدولِها وامنِ شعوبِها، فلم يَسلَم لبنانُ من التهديدِ ولا سوريا ولا غزةُ التي تَنزِفُ كلَّ يومٍ كما الضفةِ التي تَستيبيحُها قواتُ الاحتلالِ على مرأى ومسمَعِ كلِّ العالم..
بقلم علي حايك
تقديم موسى السيد

المصدر: موقع المنار