أطل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في ختام المسيرة العاشورائية المركزية في الضاحية الجنوبية لبيروت متوجهاً بالشكر إلى”هذا الحضور المهيب والمواسي لصاحب الزمان (عج) وانتم تعبرون عن وفائكم وصدقكم وإخلاصكم”، مجدداً العهد مع”سيد الشهداء أبي عبدالله”، قائلاً”نحن باقون معك نلبي نداءك نحفظ إسلام جدك الذي استشهدت من أجل حفظ دينه، ونجدد لك يا أبي عبدالله رجالاً ونساءً وشيبة وشباباً صدقنا وعهدنا والتزامنا بهذا الطريق الذي لن نتخلى عنه مهما كانت التضحيات وكما كنا نقول في الجبهات ومحاور القتال وفي كل الميادين “لبيك يا حسين”.
وأضاف سماحته “يوم عاشوراء هو يوم نصرة المظلوم ونعبر عن مواساتنا للمظلومين في نيجيريا هناك اتباع لأهل البيت ما زالوا حتى الآن في كل سنة عندما يحيون موكب العاشر ويخرجون في مواكبهم السلمية يطلق عليهم النار على الرجال والنساء والأطفال وذلك يذكرنا بالماضي، كما نقدم المواساة إلى الشيخ إبراهيم الزكزاكي ونجدد العزاء له ولاخوانه المظلومين في نيجيريا ونسأل الله أن يفرج عنهم في القريب العاجل”.
واعتبر السيد نصرالله أن”فلسطين هي القضية المركزية ونحن لا نتوقع من الأميركيين أو المستبدين الرحمة أو العدالة ولكن نتوجه إلى من يدعون العروبة أين هم من الدماء المسفوكة في الضفة والقدس وغزة؟”. وأضاف” في عاشوراء الحسين (ع) نعتز بالشهداء والمقاومين في فلسطين الذين دائماً يقاتلون بصمود أسطوري ونجدد التزامنا كما كنا نفعل منذ 40 عاماً بهذه القضية المقدسة ونجدد وقوفنا إلى هذا الشعب المناضل”.
ولفت السيد إلى أنه” من أبشع المطبعين نظام البحرين الذي أظهر خلال الأيام الماضية أنه لا يطيق راية سوداء ترفع في المنامة أو أي من بلدات البحرين، و نستحضر مظلومية شعب البحرين أمام طغمة حاكمة فاسدة خائنة تسلبه أبسط حقوقه الطبيعية وتحتضن أعداءه وتفرض التطبيع”.
وجدد سماحته في يوم المظلوم “وقفتنا إلى جانب الشعب المجاهد والمحاصر في اليمن الذين يقاتلون منذ سنوات دفاعاً عن كرامتهم ووطنهم في مواجهة الاحتلال والعدوان والإذلال والاستكبار ولا يعرفون الكلل أو الملل ويملأون الجبهات والساحات”. وأضاف”على الرغم من مظلومية الشعب اليمني فهو تجسيد حقيقي للصمود والإباء وانتصار الدم على السيف وتجسيد حقيقي لكربلاء ولسيد الشهداء أبي عبدالله ونجدد في عاشوراء وقفتنا إلى جانبهم ولا نخشى في ذلك لومة لائم في لبنان أو غيره”. ورأى السيد نصرالله أن”ما يجري في اليمن هو عنوان للمظلومية والاضطهاد الذي يمارس بأبشع ما يكون من العدوان وندعو إلى إيقاف العدوان والحصار عليهم”.
أما بالنسبة للعراق الأرض المقدسة أمل سماحته ان ” يتمكن جميع الأعزاء أن يعملوا بحكمة من أجل أن ينقذوا العراق من أجل العراق ومن أجل الأمة كلها وفي صراع الأمة في مواجهة قضاياها الكبرى”.
وأضاف” سوريا تخطت الحرب الكونية ولكنها تعاني الحصار ويجب أن يرفع عنها الحصار”. وتابع “مظلومون محاصرون في اليمن وسوريا وغزة ويحاولون إخضاعهم بعد الفشل في ذلك بالحروب”.
واكد السيد نصرالله أن” إيران بقيادة الإمام الخامنئي ستبقى طليعة الإسلام القوي ونستذكر في عاشوراء سيد شهداء محور المقاومة قاسم سليماني وأخاه الشهيد القائد أبي مهدي المهندس”.
أما في لبنان فأكد سماحته أننا”سادة قرارنا ونحن شعب واجهنا على مدى 40 عاماً الحصار والحروب والاغتيالات وسنظل نتطلع إلى مستقبل واعد لشعب لبنان، ونحن نتطلع إلى لبنان القوي الحر العزيز القادر على حماية سيادته وكرامته والقادر على استخراج ثروته الطبيعية، و نتطلع إلى لبنان القادر على منع أي يد أن تمتد إلى ثرواته الطبيعية كما قطع أي يد حاولت أن تمتد إلى أرضه وقراه ومدنه”.
ودعا سماحته إلى “أوسع تضامن لتجاوز الصعوبات وندعو إلى تشكيل حكومة جدياً وخصوصاً ان هناك من يحدثنا عن فراغ رئاسي”. ورأى انه “على المسؤولين حقيقة أن يشعروا بآلام الناس وأوجاع الناس واغلب المسؤولين في البلد بعيدون عن آلام الناس ويعيشون في بروجهم العاجية”.
وفي مسألة النفط والحدود البحرية قال سماحته:” نحن في الأيام المقبلة ننتظر ما ستأتي به الأجوبة على طلبات الدولة اللبنانية”. واًَضاف” يجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات، ونحن في هذا الملف جادون لأقصى درجات الجدية”، مؤكداً “نحن وصلنا الى آخر الخط وسنذهب الى آخر الطريق، فلا يجربنا احد ولا يهددنا أحد، ولا يراهن على أن يخيفنا احد”.
وقال السيد نصرالله “سمعنا أن الإسرائيليين يخططون لاغتيال قادة فلسطينيين وإذا حصل هذا الأمر في لبنان، أي اعتداء على أي إنسان في لبنان لن يبقى من دون عقاب ولن يبقى من دون رد”. وأردف السيد نصرالله بالقول “في الأيام القليلة الماضية سمعنا العديد من التصريحات والتهديدات تجاه لبنان، أما في لبنان فحسابنا معكم هو حساب آخر، وما حرب تموز ببعيدة فلا تخطئوا مع لبنان ولا مع شعب لبنان”.
وتابع “رسالتنا اليوم نذكركم بأننا أحباء وعشاق وأنصار ذلك الإمام الذي وقف في مثل هذا اليوم الذي قال ألا إن الدعي إبن الدعي قد ركز بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة”. وأشار إلى انه”على العدو أن يعرف من يقف في الجبهة المقابلة وأن في لبنان مقاومة أثبتت أنها تقهر الجيش الذي قيل أنه لا يُقهر”. وختم ” نحن نرى هذا المستقبل الواعد الذي صنعه انتصار الدم على السيف ونجدد العهد والبيعة: يا أبا عبدالله جميعاً كبارنا وصغارنا نحن قوم والله لو أننا نعلم أننا نقتل ثم نحرق ثم ننشر في الهواء ويفعل بنا ذلك ألف مرة ما تركناك يا حسين”.
المصدر: موقع المنار