“.. ورقة القوة بيدنا هي المقاومة، تهديد المقاومة.. أريد أن أقول للمسؤولين اللبنانين هذه نقطة القوة الوحيدة التي يمكن ان تستفيدوا منها، أنا أقول لكم وأنا أتحدث بإسم المقاومة، تقول لكم المقاومة استفيدوا مني، استغلوني، عندما تجلسون مع الامريكان، الاوروبيين، الأمم المتحدة وكل العالم.. قولوا لهم هؤلاء جماعة لا ينصتوا لأحد وخارجين عن السيطرة ولا نعرف أين يدخلون المنطقة بأي حائط قولوا ما شئتم.. هذه ليست حرباً نفسية والامريكي يعرف والاسرائيلي كذلك أننا نحن الان في هذا الملف لا نقوم بحرب نفسية نحن جديون جدا.. المفاوض اللبناني لديه ورقة قوة حقيقية..”.
كلام واضح وضوح الشمس أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه مساء الاربعاء 13-7-2022، مخاطبا المعنيين من المسؤولين اللبنانيين بالتفاوض لترسيم الحدود البحرية للبنان مع فلسطين المحتلة، ومن خلفهم -ضمنا- خاطب من يعنيهم الأمر خارج لبنان، فالموضوع جدي جدا والمقاومة لا تناور او تشن حربا نفسية في مجال الحفاظ وصيانة حقوق لبنان في البحر كما في البر والجو، وهذا ما يجب ان يستند عليه كل مسؤول لبناني في العلن كما في السر وخلال المفاوضات للبحث في موضوع ترسيم الحدود والاعتماد بعد الله ان في لبنان قوة حقيقية يمكن الاستناد عليها لرفع السقوف وعدم التنازل عن أي قطرة ماء او نفط كما عن أي حبة تراب.
ولكن كيف ستتلقف القيادات اللبنانية من مختلف الجهات دعوة السيد نصر الله بـ”استغلال” قوة المقاومة والاستفادة القصوى منها للحفاظ على حقوق لبنان وشعبه؟ وكيف ستتعاطى الجهات المختصة مع هذا الأمر؟
لا شك ان هناك فئة من القيادات خرجت وستخرج للتنظير ضد كلام السيد نصر الله والدعوة لرفضه تحت عناوين وحجج واهية يراد منها مسائل اخرى غير مصلحة لبنان، سواء يدري او لا يدري من يرفعها، إلا ان هناك فئات من القيادات سبق ان تلقفت رسالة المسيّرات التي أرسلتها المقاومة وفهمت ان المفاوض الاميركي عاموس هوكشتاين ما كان ليتحرك باتجاه لبنان الرسمي إلا بعد إدراك الادارة الاميركية والعدو الاسرائيلي مدى جدية المقاومة وجهوزيتها لفعل أي شيء حفاظا على حقوق لبنان، فالمقاومة أرادت “أن يخرج نار بالمنطقة هناك عندهم..”، كما قال السيد نصر الله في “خطاب الحفاظ على الحقوق البحرية” يوم الاربعاء.
وبالسياق، قال رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل إن “المقاومة هي عنصر قوة للبنان لاستخراج حقوقه وترسيم الحدود”، وتابع “ليس مهماً فقط أن نرسّم الحدود، المهم هو أن نستخرج النفط والغاز”، واضاف “اننا نريد حقوقنا وهذه الحقوق ليست فقط بالحدود، بل أكثر من ذلك بما تحتويه من موارد بداخلها”، وأكد “كما المعادلة واضحة بالأمن على البر، يجب أن تصبح واضحة بالغاز في البحر”، وأوضح “تريدون غازكم، إذا نحن نريد غازنا، هكذا تتصرف الدولة القوية وهكذا نحفظ الكرامة الوطنية وتكون السيادة”.
من هنا لا بد على اللبنانيين كل بطريقته العمل لما يحقق مصلحة الوطن ولا شيء غيره وتكريس علاقاتهم لتحقيق هذه الغاية والحفاظ على حقوق لبنان واستخراج النفط والغاز لان ذلك كما عبّر السيد نصر الله هو “الفرصة الذهبية لإنقاذ لبنان.. وإنقاذ الدولة..”.
المصدر: موقع المنار