أعلن الامام السيد علي الخامنئي، في ندائه إلى حجّاج بيت الله الحرام من أنحاء العالم الإسلاميّ أنّ “وحدة المسلمين لو ترافقت مع الروحانيّة، فستصل الأمّة الإسلاميّة إلى ذروة العزّة والسعادة”، مشيراً إلى أن “العالم الإسلامي مليءٌ بالشباب المفعمين بالدوافع والنشاط”.
هذا وأكد الامام “أهمية تجنب الغفلة لحظة واحدة عن كيد العدوّ”. ولفت الامام إلى أن “أعداء الشّعوب المسلمة بذلوا خلال الحقبة التاريخيّة الأخيرة مساعيَ ضخمة من أجل زعزعة الوحدة والروحانيّة في أوساط شعوبنا، عبر التّرويج لنمط الحياة الغربيّة الفارغة من الرّوح المعنويّة والمنبثقة عن قصر النظر الماديّ”.
هذا وأكد الامام الخامنئي أن “الأمّة الإسلاميّة ينبغي لها أن تنهض للمواجهة بكامل وجودها. أي أن تقوّي ذكر الله والعمل من أجله والتدبّر في كلامه والثّقة بوعوده في ذهنيّتها العامّة من جهة، وتتفوّق على دوافع التفرقة والخلاف من جهة أخرى”.
وفي السياق، رأى الامام أن “الظروف الحاليّة للعالم والعالم الإسلاميّ باتت مؤاتية أكثر من أيّ زمنٍ مضى لإنجاز هذا المسعى القيّم”، موضحاً أن “السّبب أوّلاً هو أنّ النّخب والكثير من الجماهير الشعبيّة في البلدان الإسلاميّة التفتوا اليوم إلى ثروتهم المعرفيّة والروحانيّة العظيمة، وأدركوا مدى أهميّتها وقيمتها، ثانياً، هذا الوعي الذاتي الإسلاميّ أنشأ ظاهرة مذهلة وإعجازيّة في قلب العالم الإسلاميّ، إذْ إنّ القوى الاستكباريّة تواجه مأزقاً كبيراً في التعامل معها. هذه الظاهرة اسمها «المقاومة» وحقيقتها هي ذاك التجلّي لقوّة الإيمان والجهاد والتوكّل”.
وتابع الامام أن “الساحة الفلسطينيّة من التجلّيات لهذه الظاهرة المُذهلة التي استطاعت جرّ الكيان الصّهيوني الطاغي من حالة الهجوم والعربدة إلى حالة الدّفاع والارتباك، وتمكّنت من فرض هذه المشكلات السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة الواضحة عليه الآن. كما يُمكن مشاهدة نماذج لامعة أخرى للمقاومة في لبنان والعراق واليمن وبعض النقاط الأخرى بوضوح”.
وقال الامام إنّ “ثبات الجمهوريّة الإسلاميّة واستقلالها وتقدّمها وعزّتها حدثٌ بمنتهى العظمة ومفعمٌ بالمعاني وجذّاب يُمكنه أن يستقطب فكر ومشاعر أيّ مسلمٍ يقظٍ”، مضيفاً أنه “من الطبيعيّ أن تقلق القوى الاستكباريّة وعلی رأسها أمريكا أكثر من مثل هذه التوجه في العالم الإسلاميّ، وتُسخّر كلّ إمكاناتها من أجل التصدّي لها”.
ولفت إلى أن “هذه المساعي باءت بالفشل في أغلب الحالات وإنّ الغرب المستكبر صار أضعف يوماً بعد يوم في منطقتنا الحسّاسة، وفي كلّ العالم أخيراً. ويُمكن مشاهدة اضطراب أمريكا وحليفها المجرم أي الكيان الغاصب وفشلهما في المنطقة بوضوح ضمن مشهد الأحداث في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان”.
وأكد الامام أن “أعظم ذخر من أجل بناء المستقبل هو الثقة بالنّفس والأمل اللذان يلوحان اليوم في العالم الإسلاميّ، وخاصة في بلدان هذه المنطقة”، داعياً إلى “تحمّل مسؤوليّة الحفاظ على هذا الذخر ومضاعفته”.
هذا ولفت الامام إلى أنه “لا ينبغي الغفلة للحظة واحدة عن كيد العدوّ. فلنجتنب الغفلة والغرور، ونضاعف سعينا ويقظتنا”.
المصدر: فارس