ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين (ع) في برج البراجنة، توجه فيها إلى أصحاب المصالح بالقول: “وظفوا أبناء بلدكم، واستثمروا بالإمكانات التي تزيد قوة الاقتصاد اللبناني، وقوة اليد العاملة اللبنانية، في كافة القطاعات الممكنة، والفريضة الأخلاقية والوطنية وخاصة اليوم تمر بعون بعضنا البعض، بما في ذلك حماية اليد العاملة، والإنفاق الإغاثي والاستثماري، وتقوية إمكاناتنا الإنتاجية، وتمتين دوافعنا الأخلاقية والتربوية في سبيل الخير، والله تعالى يقول لنا (وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ)”.
وشدد المفتي قبلان أن “السياسة في لبنان يجب أن تبدأ من رغيف خبزنا ودوائنا، وسوق عملنا، لأن البلد أصبح محرقة والناس في قلبها، والانتظار إبادة لهم، ولذلك قلنا الحل لا يتوقف على صندوق النقد، ولا بالتطويب الدولي للبنان، ولا بانتظار التفاهمات الدولية الإقليمية، ولا بالهروب، بل الحل بقرار سياسي لبناني وطني أخلاقي، ينتفض على التبعيات القديمة، وخاصة التبعية الأميركية. أما الصراخ بين المقابر فلا نفع فيه، لأن الناس تأكلها نيران الجوع والقهر والوجع، وهي تتوقع منكم أخذ القرار”.
كما لفت المفتي قبلان إلى أن “البلد مأزوم، والسلاح متفلت، والجريمة في تزايد مخيف، والمطلوب في هذه الحال إنقاذ القوى العسكرية وتأمين رواتب العسكريين بما يناسب وظيفتهم الأمنية وواقعهم المعيشي، لأن مزيدا من الجريمة يضع لبنان في فوضى لا نهاية لها”.
أما في ما يتعلق بالاستشارات النيابية، اعتبر المفتي قبلان أنها “أكثر من مهمة، والأهم ضرورة تأمين اتفاق سياسي لتشكيل حكومة قرار وطني، فنحن أمام حطام اقتصادي سياسي، والحل بالسياسة، لأننا وسط دوامة لا يمكن الخروج منها إلا بقرارات سياسية كبيرة”.
وفي ما يتعلق بحقلي “كاريش” و”قانا”، أكد المفتي قبلان أن “أخطر كارثة تقع حين يتم السماح للاسرائيلي بالتنقيب، فيما لبنان ممنوع عنه. على أن المشروع الأميركي مصر على محاصرة لبنان ومنعه من موارده النفطية، في سياق مشروع يريد منع قوة لبنان ودفعه للاستسلام. وهنا لا بد من لفت نظر القوى السياسية إلى أن مصادر الطاقة في العالم تعيش أزمة الفوضى وتبعات الحرب الأوكرانية، ومن المهم الاستفادة من كارثة الطاقة العالمية، لا أن نتحول وقودا في لعبة محارق واشنطن وتل أبيب”.
وختم “يبدو أن تأسيس قوة إقليمية تجمع بين تل أبيب والعرب المطبعة بقيادة ميركية لإعادة تكوين شرق أوسط متصهين أصبح في خواتيمه، ولذلك المطلوب من القرار السياسي اللبناني أن يكون مستعدا بقوة لحماية مصالح البلد في هذه البيئة الإقليمية المتغيرة، لأنها ستكون بيئة خصومة وصراع واستنزاف وخنق إضافي لمصالح لبنان”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام