أعربت دول عربية وإسلامية، عن إدانتها، لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، المسجد الأقصى المبارك، واعتدائها على المصلين داخل المصلى القبلي ما أدى إلى إصابة 158 فلسطينياً بجروح متفاوتة، واعتقال 400 آخرين.
وأكد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان أن ما حدث في المسجد الأقصى يظهر أن مقاومة الشعب الفلسطيني البطل والشجاع مازالت حية وشامخة وعجز الصهاينة. وقال عبداللهيان في اتصال هاتفي مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية إنه لا شك أن الكيان الصهيوني أضعف من أن يتحمل انتفاضة الشعب الفلسطيني والمقاومة التي خلقت ملحمة عملية سيف القدس.
وأضاف ان المقاومة اليوم في أفضل حالاتها، والكيان الإرهابي الصهيوني في أضعف حالاته، ووصف عبداللهيان هجوم الكيان الصهيوني على المصلين وتدنيس المسجد الأقصى بأنه من التداعيات المؤسفة لتطبيع الدول العربية – الإسلامية القليلة علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي المزيف، مؤكدا ضرورة دعم شعب يدافع ببطولة عن كرامة وعزة الأمة الإسلامية وليس مغتصبو القدس والوطن الأم للشعب الفلسطيني.
وأدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، بشدة اقتحام الصهاينة للأماكن المقدسة في فلسطين المحتلة والاعتداء على الصائمين والمصلين خلال شهر رمضان.
وحذر خطيب زاده ضمن ادانته بشدة للاعتداء الصهيوني الصارخ على الأماكن المقدسة الفلسطينية والاعتداء على الصائمين والمصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، حذر من استمرار الممارسات الوحشية والإرهابية للمحتلين في القدس وفلسطين المحتلة.
وقال إن جرائم الصهيونية بحق شعب فلسطين المظلوم تشير الى الضعف المتزايد لكيان الاحتلال، والذي يقوم من أجل التستر على ذلك الضعف، باستعراض قوته المزيفة بوجه مجموعة من المصلين العزل.
وأردف خطيب زاده أن هذه الجرائم، التي تعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، تظهر أكثر من قبل أن خيانة بعض قادة الدول الإسلامية في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المزيف لا تؤدي إلى تطبيع سلوكيات هذا الكيان ذو الطبيعة الدموية وخالق الأزمات، بل على العكس، زادت من الممارسات الوحشية لهذا الكيان ضد الفلسطينيين بسبب خيانة بعض قادة الدول الإسلامية والعربية للقضية الفلسطينية، لدرجة أننا نشهد عنفاً مفرطاً من قبل هذا الكيان العنصري.
من جانبه، ندد الحرس الثوري الإسلامي، في بيان، اعتداءات الكيان الصهيوني الوحشية والإجرامية على المسجد الأقصى، ووصف اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الجديدة والشجاعة بمثابة كابوس للصهاينة وأذنابهم.
وقال الحرس بحسب البيان: “تصاعدات وتيرة اعتداءات الكيان الصهيوني وجرائمه بحق المسجد الأقصى المبارك والفلسطينيين العزل، خلال الأيام الأخيرة، بعد العمليات الاستشهادية التي نفذها المجاهدون الفلسطينيون المؤمنون في قلب الكيان “.
وتابع البيان: “تدنيس القيم المقدسة لدى المسلمين والهجوم الوحشي على المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك والذي نفذته القوات العسكرية والأمنية التابعة للكيان الصهيوني باستخدام معدات عسكرية واستهداف المصلين الفلسطينيين العزل ماأسفر عن إصابة أكثر من 150 شخصًا محكوم عليها بالهزيمة ولن تترك أية تأثيرات على انتفاضة المجاهدين البطولية ، لكن الصهاينة سيواجهون كوابيس وتحديات أكثر خطورة مما مضى”.
وشدد حرس الثورة على ضرورة اهتمام المجتمع الدولي بالتطورات الجارية في فلسطين والفظائع التي يرتكبها محتلو القدس الشريف في المسجد الأقصى والأراضي المحتلة الأخرى ومقاضاتهم في الاوساط الدولية.
وأدان المكتب السياسي لأنصارالله في اليمن، بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين والانتهاكات المتكررة لحرمة وقداسة الأقصى الشريف، موجهًا التحية الى الشعب الفلسطيني على تصديه البطولي للغطرسة الإسرائيلية. وجاء في بيان أنصارالله: “إن التطورات الجارية في فلسطين المحتلة تحتم على الشعوب العربية والإسلامية التحرك الجاد والفاعل لدعم صمود الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في مواجهة عربدة كيان العدو، وفي مواجهة أنظمة التطبيع والخيانة”.
وفي اليمن أيضًا، أدانت وزارة الخارجية بأشد العبارات إقدام قوات العدو الصهيوني المحتل على اقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين واعتقالهم. وأكدت الخارجية في بيان، حق الفلسطينيين في الرد والدفاع عن النفس الذي كفلته كافة الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، ودعت المجتمع الدولي للضغط على الكيان الصهيوني لإيقاف اعتداءاته بحق الشعب الفلسطيني وتدنيسه المستمر للمقدسات الإسلامية. وأعلنت الخارجية وقوف اليمن حكومة وشعباً مع الشعب الفلسطيني حتى التحرير الشامل وإقامة دولته على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس
الى ذلك، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد حافظ، ضرورة توفير الحماية الكاملة للمصلين المسلمين، والسماح لهم بأداء الشعائر الإسلامية في المسجد الأقصى، الذي يعد وقفاً إسلامياً خالصاً للمسلمين. وجدّد حافظ التأكيد على رفض العنف والتحريض بكافة أشكاله، بما في ذلك الدعوات المطالبة باقتحام المسجد الأقصى المُبارك خلال شهر رمضان، محذراً من مغبة ذلك على الاستقرار والأمن في الأراضي الفلسطينية والمنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان اطلعت عليه “قدس برس”، إن “هذه الاعتداءات تعتبر تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والقرارات الدولية ومدعاة لتغذية التطرف والعنف وتقويض استقرار المنطقة”.
بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، إنها “ليست المرة الأولى التي تنتهك فيها قوات الاحتلال مقدساتنا، وتعتدي على المسجد الاقصى والمصلين فيه في يوم الجمعة المبارك، أمام أعين العالم الساكت على جريمة متمادية تهدف إلى تغيير وجه القدس العربي وفرض أمر واقع بقوة السلاح والغطرسة”. وأكد ميقاتي أن مسار التاريخ لا يمكن أن يحقق للغاصب المحتل مبتغاه، وسيبقى المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
كذلك دعا رئيس البرلمان العربي، عادل بن عبد الرحمن العسومي، إلى ضرورة وقف كافة الممارسات التي تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين والمقدسين، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك لما له من خصوصية كبيرة لدى المسلمين.
وحذّر رئيس البرلمان العربي في بيان، من مغبة هذا التصعيد الخطير، مؤكداً أن قوات الاحتلال تضرب عرض الحائط بالاتفاقيات والقوانين الدولية، داعياً في الوقت ذاته المنظمات الدولية المعنية إلى التدخل السريع والعاجل لوقف ممارسات وانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، والاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى المبارك والمقدسيين.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية، في بيان صدر عنها: “تسببت قوات الأمن الإسرائيلية في مقتل سبعة فلسطينيين، أحدهم طفل، في مدن مختلفة، وفي مقدمتها جنين، واقتحامها صباح اليوم المسجد الأقصى وتسببها في وقوع جرحىً، أمر لا يمكن قبوله وندينه بشدة”. وأشارت الوزارة، إلى أنها تتابع بقلق بالغ، التوترات المتزايدة في المنطقة في الأيام الأخيرة، مؤكدة أهمية “عدم السماح بالاستفزازات والتهديدات ضد مكانة وروحانية المسجد الأقصى، خاصة في هذه الفترة الحساسة”.
وفي تصريح مقتضب عبر حسابه الرسمي على موقع “تويتر”، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية، محمد نعيم، إن “بلاده تشجب بشدة العنف الذي يرتكبه المحتلون ضد المدنيين الفلسطينيين العزل في المسجد الأقصى المبارك، القبلة الأولى للمسلمين”. ودعا نعيم المجتمع الدولي والدول الإسلامية، إلى “اتخاذ خطوات عملية لصد الفظائع الإسرائيلية واستعادة حقوق الفلسطينيين الإنسانية”.
غربياً، دعا الاتحاد الأوروبي، إلى احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة احتراماً كاملاً، معرباً عن قلقه من التصعيد الأخير في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، والاشتباكات في المسجد الأقصى صباح الجمعة. وشدد الاتحاد الأوروبي في بيان صدر عنه، اليوم الجمعة، على ضرورة توقف العنف فوراً، ومنع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين كأولوية.
وفي هذا الاطار، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، مساء اليوم الجمعة، أن جهودًا دولية كبيرة جرت خلال الساعات الأخيرة لمنع تدحرج التصعيد إلى قطاع غزة بسبب أحداث الأقصى. وبحسب الصحيفة فإن الجهود تضمنت اتصالات قامت بها كل من المخابرات العامة المصرية ومبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط من أجل منع تدهور الأمور.
وأصيب أكثر من 220 مواطنا، اليوم الجمعة، إثر مواجهات متفرقة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلة. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها قدمت خدماتها الإسعافية والإنسانية لما يقارب 224 إصابة في ظل تصاعد حدة اعتداءات جيش الاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة، اليوم الجمعة. وأوضحت الجمعية أن الإصابات تنوعت بين الرصاص الحي، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، والاعتداء بالضرب.
المصدر: يونيوز