أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي، “اننا في لبنان من نصوغ للعالم العربي عناوين الكرامة والعزة التي يفتقدونها بسبب انحكامهم لأقلية مستبدة تسرق خيراتهم وتعطيها للمستعمر الذي يأتي على شكل شركة أو دولة تبيع السلاح وغيره”، معتبرا أن “من لا يفهم لغة الكرامة، لا يفهم هذا الوطن، ومن لا يقدر عزة النفس، لا يستطيع أن يفهم كيف يتعامل اللبنانيون مع وطنهم، فيجعلونه في مقام القداسة”.
وقال “بالأمس، وقف نظام عربي ألا وهو النظام السعودي لينال من وطننا عبر وسيلة إعلامية خاضغة لتمويله، فقال “إن وطننا هو كذبة أول نيسان”، ونحن نقول إنه إذا كان وطننا كذبة أول نيسان، فدولة آل سعود هي كذبة على مدى جميع الأيام والسنوات، أما وطننا فهو الحقيقة التي تكاد تكون وحيدة في سراب الأنظمة المتواطئة على شعوبها”، منتقدا “عدم تحرك السلطات المعنية في لبنان التي كان ينبغي أن تواجه هذا الموقف من صحيفة آل سعود باتخاذ الإجراءات اللازمة لملاحقة من يتعرض للبنان واللبنانيين بالإهانة والإزدراء”.
واضاف “إذا كنا قد عذرنا وزارة العدل من مطالبة النيابة العامة كي تتحرك لمعاقبة هذه الصحيفة التي أساءت للبنانيين على قاعدة أن وزيرها مستقيل، إلا أنه كان من الواجب ولا يزال على وزارة الإعلام أن تتحرك”، داعيا “وزير الإعلام إلى تحمل مسؤولياته في الدفاع عن لبنان واللبنانيين باتخاذ الإجراءات الواجب اتخاذها لمقاضاة هذه الصحيفة السعودية، لأن هذا لم يكن عبارة عن كاريكاتور في الصحيفة فحسب، بل إن السعوديين أتبعوه بإصدار بيان باسم مجلس التعاون الخليجي يدافع فيه عن هذه الإهانة بدعوى أنها حرية تعبير”، معتبرا أنه “إذا كانت حرية التعبير متاحة، وهو ليس الحال في وضع هذه الصحيفة، فبالمقابل فإن من حق الشبان الذين رفعوا يافطات مهلكة آل سعود أن يمارسوا حقهم أيضا في التعبير”.
واعتبر النائب الموسوي “أن ملاحقة هؤلاء الشبان هي ملاحقة مخالفة للقوانين اللبنانية التي تكفل حرية التعبير، بقدر ما كفلت لصحيفة سعودية أن تهين لبنان دون أي ملاحقة”، مضيفا أنه “ورغم هذه الإهانة التي حصلت فقد سمعنا من يستمرىء هذه الإهانة ويدافع عن الذين أطلقوها، ولكن، بالرغم من أن هذا حق له، وهو حر بما يفعله، إلا أنه على الجميع أن يعلم أنه من جهتنا فهناك فرق كبير بين من كانت كرامته دما زكيا وبين من كانت كرامته كأسا من الشاي في ثكنة مرجعيون”، مشيراً الى انه “لكل واحد الحرية في كيفية التعامل مع كرامته، أما بالنسبة لنا فكرامتنا كبيرة وكبيرة جدا، ولن نسمح لأحد أن يتطاول علينا أو على لبنان، وخصوصا على العلم اللبناني بألوانه، لأن اللون الأحمر هو لون دمائنا، والأبيض هو لون قلوبنا النقية، والأخضر هو اللون الذي نبت في أرض رويناها بدماء شهدائنا، ولم ولن ننتظر من محطة وقود أو برميل نفط أن يقيم بلدنا العزيز”، داعيا إلى “التوقف عن ملاحقة الشبان الذين عبروا عن رأيهم الذي هو حق لهم، وعليه فإن ملاحقتهم هي عملية خارجة عن القانون، وحري بتلك الأجهزة الأمنية التي كلفت بملاحقتهم أن تعمل على كشف الفضائح التي لولا جهودنا لما صار الكشف عنها”.
وطالب الموسوي “الجميع إلى تفعيل المؤسسات اللبنانية، لأنه بقدر ما نشارك في تفعيل السلطة التنفيذية عبر تشجيع العمل الحكومي على الإنجاز والتقدم، فإننا أيضا ندعو الجميع ولا سيما الذين يساهمون في السلطة التنفيذية الى ان يبادروا إلى إطلاق عجلة التشريع في لبنان، لأن هناك قوانين أساسية تهم حياة اللبنانيين في حاضرهم ومصيرهم لا تزال في المجلس النيابي تنتظر الدعوة إلى جلسة تشريعية، ومن هنا فإننا نعلن موافقتنا على عقد جلسة تشريعية في أقرب وقت ممكن، وندعو الجميع إلى المشاركة فيها، لأنه إذا كان هناك ما يعطل مؤسسة من مؤسسات الدستور، فينبغي أن لا ينسحب هذا التعطيل على المؤسسات الأخرى، ومن الآن وحتى تحل مسألة الشغور في سدة الرئاسة، فإنه يجب علينا كقوى سياسية أن نتحمل مسؤولياتنا تجاه اللبنانيين المضحين من خلال تفعيل المؤسسات بدل أن ينسحب الشغور إلى شلل في جميعها”.
واوضح “لقد ذهب الزمن الذي كان ينظر إلى لبنان على أنه فندق أو منتزه أو غيره، بل يجب أن يفهم آل سعود أن هذا البلد هو بلد الشرفاء الأعزاء، وأن الوحيد الذي يستذل لهم هو رهطهم الذين أنجبوه وجعلوه كارثة على هذا البلد، وأما اللبنانيون بأكثريتهم، فيرفضون المنطق السعودي باستهداف كرامة لبنان”، معتبرا “أن هذه الحملة السعودية تبدو بلا حد وهي تتمادى، لذلك فإن مسؤوليتنا أن نقف في وجهها، وكما منعنا العدو من أن يعتقل أرضنا وشعبنا، ومنعنا التكفيريين وبتمويل آل سعود من تهديد بلدنا، كذلك لن نسمح لهم أن يحولوا هذا البلد إلى حديقة خلفية لهم”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام