خطبة الجمعة للشيخ علي دعموش 18-3-2022 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

خطبة الجمعة للشيخ علي دعموش 18-3-2022

الشيخ علي دعموش

نص الخطبة

نباركُ للمسلمين جميعاً ذكرى ولادة منقذ البشرية الإمام الحجة المنتظر محمد بن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أنصاره وأعوانه ومن الذين يمهدون لظهوره وقدومه .

من المعلوم ان الامام يعتمد في حركته ونهضته على الاسباب والوسائل العادية والطبيعية، وليس في الروايات ان الامام يحقق اهدافه عن طريق المعجزة والوسائل غير العادية ، وهذا يعني انه سيعتمد على انصار وجنود واعوان ومقاتلين مخلصين ومستعدين للتضحية في سبيل الاهداف التي يسعى الامام لتحقيقها.

من المعلوم ايضا أن الإمام المهدي (عج) هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (ع) ، وهذا يعني أنه امتداد طبيعي لحركة النبي والأئمة صلوات الله عليهم ، الذين يمثلون بدورهم الامتداد الطبيعي لمسيرة الأنبياء عبر التاريخ من آدم (ع) إلى محمد خاتم الأنبياء (ص) وهذا يعني أن أصحاب الإمام المهدي (ع) لا بد وأن يتصفوا بنفس المواصفات التي اتصف بها أصحاب آبائه وأجداده والأنبياء السابقين (عليهم السلام) بمعنى أنه لا بد لمن يسعى ليكون من أصحابه وأنصاره أن يتحلى بأكبر قدر ممكن من الصفات الحميدة ، والأخلاق الرفيعة ، من الايمان واليقين والمعرفة والشجاعة، والزهد، وغيرها، بل قد يقال أنه لا بد لأصحابه أن يتحلوا بمواصفات كمالية أكثر من أصحاب الأنبياء ، نظراً لحجم المهمة الملقاة على عاتقهم والأهداف الكبيرة التي يحملها الإمام (ع) والتي هي بحجم آمال كل الأنبياء (عليهم السلام).

ايضا يجب أن نعرف ان الشباب يشكلون العدد الأكبر من أصحابه ، وهم العنصر الأساسي الذي تعتمد عليه حركة الإمام (ع) لمواجهة الأعداء كما أنهم العنصر الأكثر تأثراً وانفعالاً وارتباطاً به .

فقد روي عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام ) أنه قال : إن أصحاب القائم شباب لا كهل فيهم إلا كالكحل في العين ، أو الملح في الزاد وأقل الزاد الملح .

وإذا رجعنا إلى النصوص والروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والتي ذكرت المواصفات التي لا بد أن تتوافر في الشخصية الإنسانية اللائقة بصحبة الإمام (عج)  نجد أنها ركزت على الشروط  والمواصفات التالية :

أولاً : الإيمان وهو الممارسة الفعلية للعقيدة، وهو درجة رفيعة لا تنال إلا بالالتزام بكل ما أمر الله به والابتعاد  عن كل ما نهى الله عنه

الايمان ايضا بأهمية وعدالة الأهداف التي يسعى إليها الإمام (عج) ووعي هذه الاهداف والايمان والوعي للمشروع الذي يعمل على تحقيقه  .

ثانياً : معرفة الله ، فقد سأل رسول الله (ص) : ما رأس العلم ، قال : معرفة الله حق معرفته ، فقيل : وما حق معرفته ؟ قال : أن تعرفه بلا مثل ولا شبيه ، وتعرفه إلهاً واحداً خالقاً قادراً أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً ، لا كفو له، ولا مثل له ، فذاك معرفة الله حق معرفته   .

ومن الضروري أن تكون معرفة الله  بهذا المعنى ، متوافرة في شخصية من يريد أن يكون من أصحابه (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وأنصاره ، لأنهم سيعكسون صورة الإنسان المسلم الحقيقي بل وصورة الإمام (عج) في مجتمعاتهم ، لأنهم يؤدون دوراً تبليغياً إلى جانب الدور الجهادي الذي يمارسونه ، ولا بد لهذه المعرفة من الاقتران بالتوفيق الإلهي الذي يحتاج إلى المثابرة على العبادة والدعاء والتهجد والمعاني الروحية .

ثالثاً: الاستعداد الكامل للتضحية في سبيل تلك الاهداف وذلك المشروع  ، فقد ورد في الحديث : ” ويلقي الله محبته ( لإمام الزمان (عج) ) في صدور الناس فيسير مع قوم أسد بالنهار ، رهبان بالليل.

وفي حديث آخر : ” يخرج إليه الأبدال –أي الصالحين – من الشام، وعصب أهل المشرق ، وإن قلوبهم زبر الحديد ، رهبان الليل ليوث النهار” .

وفي حديث ثالث : ” هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذٍ.”

رابعاً: مواصفات الارتباط بالإمام والانقياد له وطلب الشهادة في سبيل الله تعالى بين يديه  : فقد ورد في حديث جامع عن مواصفات أنصار الإمام (عج)  عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ” رجال كأن قلوبهم زبر الحديد ، لا يشوبها شك في ذات الله ، أشد من الجمر، لو حملوا على الجبال لأزالوها ، لا يقصدون براية بلدة إلا خربوها، يتمسحون بسرج الإمام (عج)  يطلبون بذلك البركة، ويحفّون به، يقونه بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد، فيهم رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيدها، كالمصابيح، كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة، ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل الله  شعارهم : يا لثارات الحسين (ع) إذا ساروا  سار الرعب أمامهم مسيرة شهر  بهم ينصر الله إمام الحق.

هذه الصفات تجسدت في كل الشهداء الصادقين المخلصين المضحين الذين مضواعلى طريق المقاومة .

ويجب ان تتجسد في الاجيال الناشئة وفي جميع المؤمنين والمجاهدين والعاملين لا سيما المجاهدين والعاملين  في هذه المسيرة هذه المسيرة التي تقع عليها مسؤولية التمهيد لنهضة الامام وحركته وثورته.

العاملون في في هذه المسيرة هم اولى بان يجسدوا هذه الصفات في شخصيتهم ليكونوا دوماعلى استعداد لتحمل المسؤوليات .

واذا استطعنا ان نربي انفسنا على مثل هذه الصفات والخصائص ووفرنا العدد الكافي والوافي من الانصار فنحن في الحقيقة نكون قد وفرنا الشرط الواقعي والموضوعي لظهور الامام لان الامام شرط خروجه وظهوره هو توافر اللعدد الكافي من الانصار اللائقين بنصرة الامام وحمل الاهداف التي ادخره الله لاجلها، وبالتالي ليس نحن من ينتظر خروج الامام وظهوره بل هو من ينتظرنا  وبالمقدار الذي نوفر فيه شرط الظهور هذا بالمقدار الذي نقرب ونعجل خروج الامام  وظهوره.

اليوم نحن على ابواب استحقاق اساسي ومهم هو استحقاق الانتخابات النيابية.

هناك من يخوض المعركة الانتخابية ضد المقاومة وسلاحها     ومشروعه اسقاط المقاومة ووضع البلد تحت الوصاية الامريكية والخضوع للشروط والاملاءات الخارجية السياسية والمالية  والاقتصادية وغيرها  ونحن نخوض هذه المعركة الى جانب حلفائنا من اجل الحفاظ على لبنان القوي والمستقل والعزيز الذي يأبى الارتهان للخارج ويرفض ان يكون تحت وصاية الدول الخارجية  .

وجودنا في المجلس النيابي وفي الحكومة مع حلفائنا خلال كل المرحلة الماضية حمى المقاومة ومنع من استهدافها ومنع اميركا من فرض وصايتها على لبنان وتحقيق اهدافها ومشاريعها في المنطقة.

ووجودنا اليوم في المجلس النيابي ضرورة للاستمرار في حماية المقاومة وخدمة الناس وبناء الدولة ومنع رهن البلد للخارج.

ولذلك الانتخابات النيابية المقبلة مهمة ومفصلية لانها ستحدد وجه وهوية لبنان في المرحلة المقبلة

ولذلك نحن نتعاطى مع هذا الاستحقاق بجدية وباهمية كبيرة ويجب ان يتعاطى اهلنا وشعبنا واخواننا واخواتنا معه بجدية وباهمية كبرى، يجب ان نعمل لكي ننجح نحن وكل حلفائنا في هذه الانتخابات ليس للتفرد بالسلطة ، بل لنمنع خصومنا من أخذ البلد الى مكان آخر، وجره الى مشاكل كبرى كما فعلوا في السابق   .