تروي مجلة “الهندسة والتكنولوجيا” مشهداً هو التالي: نادل يقف بجانب شابين في مقهى، ويستعد لتلقي دفعة رقمية روتينية. يرفع الرجل معصمه نحو الآلة، لكنه لا يرتدي ساعة ذكية أو يقدم بطاقة. إنه يكمل المعاملة باستخدام رقاقة صغيرة توضع بشكل دائم تحت الجلد في يده.
يقول فويتشخ بابروتا، مؤسس شركة “ووليتمور” التكنولوجية الناشئة في لندن، والذي يدعي أنه ابتكر أول غرسة رقاقة دقيقة في العالم لعمليات الدفع بدون تلامس: “أعتقد أن عمليات الزرع في يوم من الأيام ستكون شائعة مثل بطاقات الدفع”.
ويمكن تركيب الرقاقة تحت التخدير الموضعي، وبتكلفة أقل من 200 يورو، وفقاً لما ذكرته المجلة الناشئة في المملكة المتحدة.
ويعتقد ثلاثة أرباع قادة الأعمال أن أجهزة الاستشعار تحت الجلد ستعزز أداء العاملين وإنتاجيتهم بحلول عام 2035، لكن في المقابل أقل من نصف العمال يشاركون هذا الرأي الإيجابي.
في المملكة المتحدة، قام العديد بشحن الحيوانات بشرائح صغيرة لأكثر من ثلاثة عقود، ما يمكّن الباحثين مراقبة السمات السلوكية والبيولوجية، في حين يمكن لعلماء حدائق الحيوان ودعاة الحفاظ على البيئة ومالكي الحيوانات الأليفة تأكيد الهويات والمواقع، وهو أمر بالغ الأهمية في مراقبة التجارة غير المشروعة في الحيوانات البرية النادرة وللحفاظ على علامات التبويب الخاصة بالقطط المنزلية.
ومن المتطلبات القانونية البريطانية أن يكون أي كلب يزيد عمره عن ثمانية أسابيع مزود بشريحة إلكترونية، وتدرس الحكومة حالياً المطلب نفسه بالنسبة للقطط.
أيضاً وعلى مدار سنوات، استخدم نظام العدالة الجنائية في المملكة المتحدة المراقبة الإلكترونية في تطبيقات حظر التجول والاحتجاز المنزلي كبديل لعقوبات الحبس، مع استخدام الأجهزة الخارجية التي تُلبس عادةً على الكاحل.
وفي سياق آخر، روجت مؤخراً، شركة سويدية متخصصة في تطوير وزرع الرقائق الإلكترونية البشرية، لشرائح إلكترونية خاصة بتصاريح كوفيد-19 الصحية تزرع تحت جلد الإنسان.
يوضح هانيس سجبلاد، المدير العام لـ “ديسروبتيف سوبديرمال”، الشركة المصنعة لهذه التكنولوجيا الجديدة، أثناء إجراء عرض توضيحي على ساعده، أن”الرقائق الصحية تجعل الشهادة الصحية متاحة دائماً لي أو لأي شخص آخر يريد حقاً أن يتحقق من وضعي الصحي بشأن فيروس كورونا المستجد، وهذا حتى لو لم يكن هاتفي معي”.
لكن مع كل هذه الفوائد المطروحة لهذه التكنولوجيا، تُطرح أسئلة كثيرة حول المشاكل التي قد يولدها استخدام الرقائق في الجلد، مثل الخصوصية الشخصية، وتتبع تحركات الأشخاص من دون موافقتهم، ونوع المعلومات التي يتم تخزينها على تلك الرقائق، والضمانات الموضوعة.
المصدر: الميادين