ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة عدد فيها بعض مزايا والده الراحل الكبير آية الله الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان ذاكرا العلاقة المتينة مع الإخوة المسيحيين، فهو الذي كان يردد دائما: “نحن أهل بلد وشراكة عمر، وبيت واحد من عمر لبنان، والعيش المشترك مع المسيحيين في بلادنا أكد أنهم أهل محبة وتعاون، مؤكدا أن اللعب بالعصب الديني والطائفي حرام وخطير، ومن شأنه أن يحول لبنان إلى فيدراليات طائفية تقوم على الأحقاد والكراهية، ليس بسبب الدين والطائفة بل بخلفيات سياسية تتمترس وراء الطائفة. وهو الذي كان يقول ابدأوا بـ”الطريق الجديدة” واعطوها حقها ثم اعطونا حقنا في الضاحية، مؤكدا أننا دين واحد وقرآن واحد وأتباع نبي واحد، وأي نزاع بيننا حرام وإثم، وأي فرقة بيننا هي تمزيق لجسد واحد الذي أمر الله بحفظ وحدته وحمايته من الخصومة والنزاع”، لذلك كان يقول للسلطات السياسية والدينية، اتركوا الناس تعيش محبتها وشراكتها الطيبة، امنعوا عنها سم الخصومات السياسية، ارحموها، لا تتقاتلوا بها، امنعوا عنها اللعبة الدولية الإقليمية والزعامات المحلية، لا تستثمروا بدمها ووجعها ودينها وطائفتها وأحزمة بؤسها، فقد عاشت هذه الطوائف كل عمرها كأنها عائلة واحدة فلا تفرقوها”.
وذكر المفتي قبلان “أن محنة الحياة هي نفسها محنة الممات، لأن الإنسان لحظة الموت رهين بما عمل في دنياه، والأمانة أكبر فرائض الله، والناس أمانة، وبلدنا أمانة، والذي يضيع الناس والبلد ضل الطريق إلى الله، ولذلك نحن أمام استحقاقات مهمة وخطيرة، وفي أولها قطوع رفع الدعم، والكل يعلم أن رفع الدعم من دون إجراءات تخفيفية قوية يعني أننا أمام كارثة، وصدقوا أن رفع الدعم عن المحروقات بلا إجراءات داعمة فعلية وفورية يعني “ماخدين البلد الى محرقة”.
أضاف :”أما في ما يتعلق بالبطاقة التمويلية، فقد اعتبر المفتي قبلان أن هذا الأمر “يعني ببساطة “إعلان تفليسة”، وخاصة بوجود هذا الفلتان بالأسعار والمحروقات، ولا نستبعد أن يتحول رفع الدعم عن المحروقات إلى “تسونامي” يأكل الأخضر واليابس، والذي نخشاه أن تكون البطاقة التمويلية مجرد بيع أوهام للبنانيين الذين يعيشون في القعر”.
وأشار المفتي قبلان أن “الاستحقاق الحكومي يبقى رأس المهمات، لأن الفراغ السياسي فتيل لإبادة بلد ووطن ومؤسسات وناس، وطالما يحكى عن وجود جو دولي داعم لتشكيل حكومة يعني من المفروض أن قرار تشكيل الحكومة أصبح قاب قوسين أو أدنى ونرجو ذلك، مع العلم أن تشكيل الحكومة لن يكون إنقاذا للبلد أو تعويما للمؤسسات المالية والنقدية، بل يمكن أن نقول عنه أنه مجرد راحة سياسية، وفتح الباب على بعض المساعدات الدولية التي لن تحل أزمة البلد بشكل كامل”، مشيرا إلى أن “الحكومة إذا تشكلت ستكون حكومة انتخابات، ولا ننسى أن عين المجتمع الدولي على موقع لبنان السياسي قبل أي مساعدة كبيرة، وهذا يعني أن الأزمة لا سمح الله يمكن أن تكون طويلة. فأعان الله شعبنا الذي ينام ثم يستيقظ على دولة تحتضر، أعان الله شعبا يموت ويئن من الجوع والاحتكار المجنون فضلا عن نهب ودائع الناس واستنزاف قدرتها على العيش، وخنقها بكافة الأشكال وبخلفية سياسية واضحة”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام